الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

عز الدين ميهوبي.. الوزير الشاعر

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يشارك وزير الثقافة الجزائري في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2018 في دورته الحالية الـ49.
وتأتي الجزائر كضيف شرف المعرض للدورة الحالية، وكان من المقرر عقد ندوة له مع وزيرة الثقافة المصرية إيناس عبدالدايم، ظهر اليوم السبت 27 يناير 2018.
عز الدين ميهوب، وزير الثقافة الجزائري، أديب وكاتب، من أسرة لها تاريخ في العلم والجهاد منذ أيام الثورة التحريرية، درس اللغة والأدب، اشتغل بالصحافة، انتُخب رئيسًا لاتحاد الكتاب الجزائريين، وحاز العديد من الجوائز، أبرزها جائزة الأدب الرفيع، الجائزة الأولى في الشعر، شهادة تشجيعية من رئيس الجمهورية، ميدالية ذهبية من المعهد الأمريكي للبيوغرافيا، اختير من بين أفضل 500 شخصية عالمية في موسوعة "هوز هو" الأمريكية لعام 2004.
يختلف وزير الثقافة الجزائري الحالي عز الدين ميهوبي عن كل المثقفين الذين سبقوه في الحكم، في قضية جوهرية، وهي تميزه عنهم بغزارة إنجازه المعرفي في مجالات شتى، تقدمت فيه الثقافة على السياسة، أي أنه كاتب وشاعر وإعلامي ثم رجل دولة، إذا نُظر إليه من زاوية الإنتاج الفكري والثقافي، وهو يتحرك ضمن مسارات ثلاثة هي الإبداع في مجالات مختلفة في حركة متواصلة مهما تغير موقعه، أي أنه وفيٌّ للثقافة، والدليل على ذلك عدد الكتب التي ألفها في الشعر والرواية والفكر والمسح والرياضة.
التحق بجامعة الجزائر ليحصل منها على دبلوم في الدراسات العليا المتخصصة، فرع الاستراتيجيا. المتابع لمسار حركة ميهوبي على المستويين العملي- الوظيفي، والمنتج المعرفي- الإبداعي، ينتهي به الأمر إلى جملة من الاستنتاجات، أهمها أن الوطن عنده يتقدم عمّا سواه في حالتي السلم والحرب، كما أن له حضورًا في مشاريع حكومية أو خاصة، مثال ذلك ديوانه الشعري “في البدء كان أوراس”، ومسرحيته “زبانا”، وأوبريت “مواويل الوطن”، وأوبريت “قال الشهيد”، وأوبريت “ملحمة الجزائر”، وروايته “إرهابيس”، وغيرها.
ويرى أن الفارق بين الوزير والمثقف اتساع حجم المسئولية.
وفي كلامه عن المثقف يقول: "يجب أن نكون إزاء مثقف منتج لقيمة ما في المجتمع الذي سيحكم عليها لجهة مدى تأثيرها في تطوره. الأحكام الجاهزة على المثقفين لا أميل إليها، فلا يمكن أن نقول هذا مثقف سلبي أو العكس، وعلينا أن ندَعه ينتج، وللمجتمع أن يقبل إنتاجه أو يرفضه، مع ملاحظة أن هناك من الأفكار ما يتقبلها المجتمع بعد فترات طويلة. مثلًا هذا ما حدث في الجزائر مع مالك بن نبي، وهو مفكر حضارة، عندما تقرأ تعيد قراءة ما كتبه في الستينيات عن الأفكار الميتة والأفكار المميتة، تستشعر أنه كان يستشرف المستقبل. فمن الأفكار المميتة تلك الفتاوى التي زرعها بعض المتطرفين في فترة التسعينيات، والدعوة إلى قتل الأطفال؛ لا لسبب إلا لأنهم ولدوا في مجتمعات كافرة من وجهة نظرهم، ومن ثم جرى قتل بعض الكُتَّاب، ووأد حرية الفكر.
وعن تجربة الجزائر في الصمود ضد حركات الإرهاب، يرى أن الجزائر أنتجت أدبًا وفنًّا وفكرًا بعدما خرجت من شرنقة الأيديولوجيا واتجهت نحو الجمال والتحرر، ويَعتبر تجربة الجزائر نموذجًا لهداية المجتمعات التي تعاني التطرف.
تأتي مشاركة الجزائر في الوقت الذي تعاني مصر فيه أزمة الإرهاب وعنف المتطرفين تجاه الجيش والشرطة والمجتمع.
يتمتع الوزير برغبته الكبيرة في اكتشاف ما يمكن أن يكون قبل أوانه، أو قراءة المستقبل من زاوية إبداعية، لتؤسس للمستقبل قبل أن يصل، بمعنى أنك تستدعيه من خلال ترجيح فرضيات معينة.
وعن عجز الدول في مواجهة جرائم الإرهاب يرى أن مسألة تطوير الخطاب الديني والثقافي تعني كيف نفكِّك الذات، وكيف ننظر إلى التاريخ والدين واللغة والآخَر الذي هو أنا في النهاية. الفشل الذي نحن فيه والعجز يؤكد باختصار أننا منذ سقوط الأندلس لم ننجح في بناء أي نهضة، لأننا عجزنا عن فك شفرة المستقبل، ومن ثم بِتنا أسرى الماضي، ونَستخدم أدواتٍ بالية تجعلك تنظر إلى مجتمعك وكأنه ليس مجتمعك، وقد تكفِّره. إذن على المثقف أن يظهر في مناطق الفراغ ليملأها، وألا يكون عدوًّا للدولة، والدولة ليست السلطة؛ لأن السلطة متغيرة دائمًا.