ارتفاع أسعار الذهب والعقارات وتقاليد العائلات دفع العديد من الشباب إلى تأجيل حلم الزواج، مما أدى إلى انتشار العنوسة فى المحافظة، الأمر الذى دفع بعض القرى لإطلاق مبادرة لتخفيف شروط الزواج وكسر العادات والتقاليد.
قال ياسر البنا، تاجر ذهب بمدينة الحامول، إن كثيرا من الأسر وخاصة محدودى الدخل والمتوسط، لجأت للاقتصاد فى شراء الذهب فمن كان يشترى ١٠٠ جرام أصبح يشترى ٥٠ فقط، بل اقتصر الأمر على شراء دبلة وخاتم أومحبس فى كثير من العائلات، وهو الأمر الذى أثر على حركة الشراء والبيع.
وأشار محمد النجار، صاحب محل مجوهرات، إلى أن نسبة الإقبال على شراء الذهب انخفضت كثيرًا على مدار العامين الماضيين، لكنه قال إن نسبة قليلة من ميسورى الحال وهم لا يتعدون واحدا فى المائة من الزبائن هم الذين يقبلون على شراء الذهب كاستثمار.
وأكد شباب أن الشبكة تقف عائقًا أمام حلم حياتهم بالارتباط بفتاة، كما يقول محمد عطية « بكالوريس خدمة اجتماعية» مضيفًا أنه توجه للارتباط بفتاة، ففوجئ بأهلها يطلبون شبكة بـ٥٠ ألف جنيه أسوة بقريباتها، علمًا بأن إمكانياته لا تسمح بأكثر من ٢٥ ألف جنيه على الأكثر، الأمر الذى أدى لفشل الخطوبة، وتوقف فكرة الزواج «مؤقتًا» بسبب ارتفاع الأسعار.
فيما كشفت «نرمين م» فتاة خريجة جامعة، أن أحد أسباب تأخرها فى الزواج هو مغالاة أسرتها، وخاصة والدتها فى الشبكة، حيث تقدم لها ٣ عرسان على مدار عام ونصف العام واشترطت والدتها دفع مبلغ كبير أسوة بأبناء عمومتها اللاتى تعدت شبكاتهن ما بين ٧٠ و١٠٠ ألف جنيه، معتبرة أن هذا ظلم على الشباب.
وقال محمد صبحى عطا، مدير المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، إن أفكارا مثل الشبكة والنيش وقاعة الأفراح وغيرها تعيق حالات كثيرة من الزواج بين الشباب والفتيات، وضرب مثلا بفشل خطوبة شاب بفتاة داخل محل مجوهرات منذ شهرين، بسبب ٣ جرامات ذهب، تعدت فى وزن المتفق عليها.
ولكن مع تمسك كثير من القرى والمدن بكفر الشيخ بشراء الشبكة، غير أن قرية شباس الملح بمركز دسوق بمحافظة كفر الشيخ، كان لهار رأى آخر، فقد دشن أهالى القرية فى شهر أغسطس الماضى حملة لمقاطعة شراء الذهب. وقال إسماعيل علي، من أهالى قرية شباس الملح، إنهم قاموا بتوزيع مطبوعات للحملة على أهالى القرية بالمساجد، تطالب بعدم شراء الشبكة والاكتفاء بدبلة وخاتم فقط.
