الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

القمص ميخائيل إدوارد يكتب: الإنسان بين الفضيلة والرذيلة

القمص ميخائيل إدوارد
القمص ميخائيل إدوارد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
نحن جميعًا فى مصر مسلمين ومسيحيين نحتاج أن نعيش فى حياة الفضيلة ونرفض حياة الرذيلة، وسوف أقدم لك أيها القارئ العزيز فى هذه السلسلة أربع عشرة فضيلة وعكسها أربع عشرة رذيلة.. لكي نقتني الفضائل ونبعد عن الرذائل. فنحيا معًا فى محبة ونحترم بعضنا البعض ونقدم للعالم أجمع أجمل صورة للإنسان المتصالح مع الله ومع نفسه ومع الآخرين.

الفضيلة الأولى هي الإيمان ورذيلة الشك

فضيلة الإيمان هي أولى الفضائل التي يجب أن يتحلى بها الإنسان، الإيمان بالله والعمل حسب وصاياه.. فالإيمان هو المدخل إلى الله. والإيمان هو حياة يحياها الإنسان وليس مجرد اعتناق مجموعة من العقائد، إنما هو عقيدة تقود إلى حياة وإلا صار إيمانًا نظريًا ولا فائدة من الإيمان بالله بدون علاقة خاصة تربطنا به وتقودنا إلى محبته وطاعته وحفظ وصاياه لكي نحياها..
ليس الإيمان هو بدء الطريق إلى الله فقط بل هو رفيق الطريق كله، به نبدأ ونستمر ونكمل جهادنا مع الله.. لذلك فنحن نرى الله فى أول الطريق وخلال الطريق كله وفى آخر الطريق نجده هناك ينتظرنا.
الإيمان يجب أن يكون مصحوبًا بالأعمال الصالحة.. أي إيمان حي أو الإيمان العامل بالمحبة، لأن الإيمان الخالي من الأعمال الصالحة هو إيمان ميت.
الإيمان يجب أن يكون أيضًا إيمانًا عمليًا، والإيمان العملي هو الذي تظهر ثماره وعلاماته واضحة فى حياة الإنسان، فالإنسان المؤمن يشعر أن حياته دائمًا فى يد الله، وليست فى يد البشر ويثق أن الله يدبر حياته، فيحيا فى تسليم دائم لله ويعيش حسب مشيئته الصالحة.

أما عن الأمور التي تقوي إيمان الإنسان

أولًا: الثقة فى وجود الله، وفى محبته للبشر وأنه يسعى من أجل راحة الإنسان.
ثانيًا: الثقة فى صدق مواعيد الله، فكل وعود الله صادقة وينفذها فى حينها الحسن.
ثالثًا: الثقة فى صفات الله، أنه قادر على كل شيء وأنه صانع الخيرات وأنه الحكمة ومصدرها.
أما الأمور التي تضعف الإيمان فهي:
أولًا: الثقة بالنفس، أي أن الإنسان يثق فى نفسه أكثر من ثقته فى الله.
ثانيًا: سيطرة الحواس، والانشغال بالماديات يبعدنا عن الله فيضعف إيماننًا.
ثالثًا: إخضاع الإيمان للعقل، يمكن أن يؤدي إلى ضعف الإيمان بل إلى إضاعته كله.
ثانيًا رذيلة الشك
رذيلة الشك عكس فضيلة الإيمان، فالشك يضعف الإيمان وضعف الإيمان يولد الشك.
الشك خطية، وخاصة لو كان الشك فى الله وفى وجوده، وفى وصاياه، وخطية الشك كانت بين الحروب التي حاربت بها الشيطان الإنسان، فدخل الشك فى كلام الله من قلب آدم وحواء، فسمعا إلى كلام الشيطان وشكا فى كلام الله.

وما زال الشيطان يحارب الإنسان بالشك فى أمور كثيرة مثل الشك فى وجود الله، أو فى بعض صفات الله، أو فى بعض الأمور الإيمانية والعقائدية.
وإذا دخل الشك فى حياة إنسان يقوده إلى الشك فى الآخرين وفى مدى محبتهم وإخلاصهم، ويتخيل أنهم يرون أذيته أو الإضرار به.
وبعض الناس يشكون حتى فى أنفسهم وقدرتهم على ممارسة الفضيلة أو على النجاح فى أي عمل، والإنسان الشكاك يكون مرتبكًا وعلاج هذا هو الإيمان بالله ومواعيده، فليطلب هذا الإنسان بإيمان غير مرتاب البتة، لأن المرتاب يشبه موجًا من البحر تحبطه الريح وتدفعه، فلا يظن ذلك الإنسان أنه ينال شيئًا من الله.
لذلك نقول إن علاج الشك هو الإيمان، فالإيمان يقتل الخوف والشك، والخوف والشك يضعفان الإيمان.
فالشك عائق شديد ضد الإيمان، وخطية موجهة ضد الله مباشرة، لأن الشك يمثل عدم التصديق بوعود الله. وما أكثر ما يقع البعض فى الشك لضعف إيمانهم. فقد يقتلون ويخيل إليهم أن الله لم يستجب لصلاتهم أو يتباطأ فى الاستجابة فيشكون، وقد يدركهم الشك أيضًا فى محبة الله ورحمته، وإن وقعوا فى ضيقة أو مرض أو مشكل..
وفى الختام نقول إنه كلما زاد الإيمان قل الشك، وكلما زاد الشك قل الإيمان.