الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

الموسيقار ياسر فهمي: لا تنقصنا خبرة الأعمال الضخمة.. أنا و"الخزوز" عشقنا تفاصيل عاصمتنا عمان فقدمنا "أبناء القلعة".. العمل توثيق للسماحة والحياة واللاإنسانية

الموسيقار ياسر فهمي
الموسيقار ياسر فهمي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يؤمن المطرب والمنتج الأردني ياسر فهمي أن عملهم الجديد "أبناء القلعة" هو حلم جديد يشارك في خروجه للنور عن مدينته ومسقط رأسه عمان ونتيجة لحبه لها كتب ولحّن وقام بغناء مقدمة العمل الموسيقية في وقت وجيز وعن الغناء والإنتاج ورؤيته للموسيقى العربية يفتح ياسر فهمي قلبه لـ"البوابة نيوز"، وإلى نص الحوار:
- ما الذي استفزك في مسلسل أبناء القلعة بكي تقوم بكتابة وتلحين وغناء مقدمته الموسيقية بجوار اشتراكك في إنتاجه؟
رواية أبناء القلعة عندما قرأتها للمرة الأولى شعرت أنني جزء من الرواية، كما أن لمدينة عمان سحرا وتفاصيلا لا يدركها سوى قاطنيها ومن تربو في ربوع حواريها وأزقتها التي تملك سحرا نابعًا من تآلف ساكنيها من أجل هذا قررنا كشركة إنتاج فني إنتاج هذه الرواية وتحويلها لعمل تليفزيوني يتناسب مع جودة الرواية التي بين أيدينا.
وعندما دارت عجلة الإنتاج قررت أنه لا يوجد من يستطيع أن يعبر عن مشاعرنا تجاه هذه المدينة أكثر من أبنائها المنغمسين في تفاصيلها منذ نعومة أظفارهم، فجلست مع المخرج إياد خزوز بأحد مقاهي عمان وأخبرني عن تصوره كمخرج وعن الصورة التي يراها تجاه هذا العمل وبدأنا بناء الأغنية حتى أنهيت كتابة الكلمات وصياغة اللحن قبل الانتهاء من شرب القهوة التي قدمت إلينا.
وقررت أيضًا أنه لا يوجد أحد يستطيع غنائها أفضل من كاتبها وملحنها وابن عمان الذي يعشقها ولذلك اتصلت فورا بصديقي الموزع الموسيقي وائل الشرقاوي الذي قام بتوزيع الأغنية موسيقيا وتنفيذها على أعلى مستوى فني.
- أبناء القلعة عمل تعتبره الكثير من شركات الإنتاج مغامرة.. ألم تخافوا منها؟
نحن كشركة منتجة نقدم في هذا العمل توثيقًا مهمًا لمدينة مهمة كان لها دور إيجابي كبير في المنطقة من حيث نشأتها التي قامت على مبادئ سمحة من أبرزها القدرة على التعايش والمشاركة والسماحة وتقبل الآخر بغض النظر عن الأعراق او الأديان أو المذاهب في ظروف صعبة إقليميًا ومحليًا حيث محدودية الموارد والاضطرابات المحيطة بالمنطقة فكانت هذه المدينة تكبر وتزدهر وتتطور وتعطي الأمثلة المتتالية للعالم عن قدرة الحب والإيمان على الخلق والتطور والإبداع، فكل هذه التجارب الإنسانية العميقة عند الإنسان الإردني تستحق عملا فنيا قيما يسلط الأضواء عليها.
وأعتقد أنه لا مجال للخوف من خوض غمار هذه التجربة والمغامرة لأن الموضوع يستحق المغامرة ويستحق البذل من أجل إسقاط تجربة مدينة عمان في العيش المشترك على الواقع الحالي وما يواكب هذا الوضع من خلافات وحروب وتفرقة، إنها تجربة نرسل من خلالها رسالة لعالم اليوم أنه لا تطور ولا ازدهار ولا سلام ألا بقبول الآخر والتعايش السلمي معه واحترام معتقداته وعقله.
- العمل جمع عدد كبير من الأبطال وثلاثة وحدات تصوير.. كيف استطعت كمنتج فني التعامل مع كل هذا العدد الضخم من الممثلين؟
نحن شركة نملك الكوادر الضخمة للتعامل مع مثل هذه الأعمال كبيرة، وسبق لنا إنتاج عملا ضخمًا قبل سنتين بعنوان "سمرقند" وتشابهت الظروف كثيرا بين العملين من حيث عدد الممثلين والفنيين وضخامة الإنتاج وكان لا بد لنا من الاعتماد على أكثر من مخرج يعملون تحت إدارة المخرج إياد الخزوز وذلك نظرًا لطبيعة العمل وتفاصيله الكثيرة وتعدد الأماكن والبلدان التي تم التصوير بها.
- لماذا يصبح المطرب منتجا؟
أنا أرى أن الفنون جميعها حارات تؤدي في النهاية إلى طريق واحد فأنا كموسيقى خريج أكاديمية موسيقية وكمطرب وشاعر في بعض الأحيان لا أرى نفسي بعيدًا أبدًا عن الإنتاج الفني أن كان تليفزيونيا أو سينمائيا أو أي من أشكال الإنتاج التي سوف تجد مستقبلا والتحول إلى الإنتاج هو لإحساسي بشموليتي الفنية وحبي وشغفي بالرسالة التي أحملها.
- إلا تفتقد الغناء؟
لا أفتقد الغناء لأنني لست بعيدًا عنه أبدا فأنا ألحن جميع أعمالنا الفنية والأغاني التي تتضمنها أعمالنا كما أنني أغني عندما أحس بالعمل وعندما يكون مناسبًا أن أضع صوتي على أي من أعمالنا لذلك أنا لست بعيدا أبدا ولكنني أكثر حرية، أغني ما أريد ومتى ما أريد فأنا لست ممتهنًا للغناء ولا اعتاش منه وهذا يجعلني حرًا أكثر وملتزمًا أكثر وعميقًا أكثر في ما أطرح من أعمال فنية موسيقية ومن الممكن أن أطرح ألبوما غنائيا متى ما أحس إنني أحب ذلك.
- هل تعتقد أن الإنتاج الأردني يتعافى مؤخرا؟ 
أعتقد أن الإنتاج الإردني يحتاج إلى تركيز أصحاب المهنة وأقصد المنتجين، ويجب أن يركز هؤلاء على إنتاج أعمال فنية قيمة دون الالتفات إلى مهاترات جانبية ومؤامرات القصد منها الإساءة إلى الشركات الجادة والملتزمة بعملها وجودته فقط.
لو ركز جميع المنتجين في الأردن فقط في أعمالهم لأصبح الإنتاج الفني الإردني أغزر وأكثر جودة وتنوع وأتمنى أن يحصل هذا الشيء في القادم من الأيام.
- كيف ترى مستقبل الموسيقى العربية؟
الموسيقى العربية حالها كحال كل الفنون وحال الفنون كحال كل القطاعات في عالمنا العربي لا أحد ينكر أن الوضع العام في المنطقة غير مستقر وغير مريح ويوجد انحدار وعدم وضوح في الرؤية لذلك فإن كل القطاعات تعاني من الانحدار الحاصل والمسيطر على المناخ العام وقطاع الموسيقى ليس بعيدًا عن هذا الانحدار وأنا أعتقد أن التطور الذي ننتظر حدوثه على قطاع الموسيقى مرتبط بالتطور العام في كل القطاعات.