الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

الأحوص الأنصاري "24"

مصطفي بيومي
مصطفي بيومي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«إذا أنت لم تعشق ولم تدرِ ما الهوى فكن حجرًا من يابس الصخر جلمدا» 
الحياة بلا حب ليست إلا كومة منفرة مزعجة من الجفاف والخواء، تخلو من الجوهر المضئ الذي يليق بالإنسان وجلاله وتفرده. عند المقارنة بغيره من الكائنات، ينفرد أبناء آدم وحدهم بذلك التوهج الذي لا يقنع بالغريزة الحيوانية الميكانيكية، بل إنه يسمو ويحلق إلى آفاق رحيبة، قد يخالطها الحزن ويغلفها الشجن، وتمتلئ بأوجاع الحسرة والفقد، لكنها تبقى العلامة الدالة المنبئة عن روعة أن تكون ذا مشاعر وأحاسيس. 
الأحوص الأنصاري شاعر فذ ذو صور فريدة وقدرة فائقة في التعبير عن الحب وخرائطه وخباياه.. لا شك عند كثير من النقاد القدامى والمعاصرين في أن قامته تناطح مجانين الشعراء العشاق في زمنه، لكنه لا يحظى بنصيب مماثل من شهرتهم ومكانتهم، ربما لأن مسيرة حياته حافلة بالاضطراب والقلاقل، فضلا عن أن شعره يزدحم بالهجاء المقذع الذي لا يحترفه أعلام العشق الأكثر نفوذا وتأثيرا. 
لا ينجو بيت الأحوص من العنف في مواجهة مخالفيه مسلوبى نعمة العشق، فهو يهجوهم بقسوة لا رحمة فيها أو تسامح، ويسلب منهم شرف الانتماء الأصيل إلى القبيلة الإنسانية.. يراهم أقرب إلى الحجر الجامد الذي لا دور له في إيقاع الحياة الإنسانية، وكيف يُنتظر من «الأشياء» التافهة الراكدة أن يكون لها دور يستحق الاهتمام؟