الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

افتكروهم يوم عيدهم 25 يناير "2"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بعد ما الكل عرف حقيقة المؤامرة، ٢٥ يناير عيد الشرطة وفقط، وعلينا جميعا أن نؤدى لهم التحية و«تعظيم سلام»، ونقول شكرًا من صميم القلب على ما قدمتوه وما زلتم من تضحيات من أجل أن نحيا فى أمن وأمان، شكرا يا رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وفيتم وكفيتم وسوف نظل عاجزين عن رد الجميل، وأعيد نشر رسالة من ضابط شرطة للشعب المصري..
أستأذنكم فى قراءة بعض القصص البطولية لزملائنا 
■ النقيب مصطفى يسرى
ظابط أمن مركزى اتصاب تانى يوم فض رابعة، كان ماشى بمدرعته على طريق «الأوتوستراد»، أطلقت عناصر الإرهابية عليه النار، وأخذ الطلقات فى ظهره اسمه «الشهيد الحي» فى غيبوبة ٨٠٠ يوم تقريبًا لا يفيق إلا على ألم شديد، ويدخل تانى فى غيبوبة، وبعد معاناة وعمليات جراحية ناجحة وفاشله وإهمال طبى، وما بين سفر للخارج، وعلاج فى الداخل، وللآن هذا البطل فى المستشفى، وهو محتاج الدنيا كلها تعرف أن تضحيته مستمرة سنوات، ممكن محدش يكون فاكره، لكنه محتاج إننا كلنا نكرمه معنويا على الأقل لحد ما ربنا يقومه بالسلامة لأهله.
■ الرائد طارق عبدالوهاب
خبير مفرقعات بالقاهرة، نزل بلاغ القنابل كانت فى محيط الاتحادية ٣٠ يونيو ٢٠١٤، وقنبلة انفجرت وهو بيتعامل معاها، واتصاب وتم بتر يديه الاثنتين، وعايش دونهما.. يبقى ليه حق علينا نشيله على راسنا ونقول الظابط ده ابن بلدى عشان ولاده وأهله يفضلوا فخورين ببطولته وتضحيته لازم نخلدها كلنا ونعلمها لعيالنا يعنى إيه تفدى وطنك.
■ النقيب «محمود الكومى» خبير مفرقعات تم ندبه للعريش، انفجرت فيه عبوة ناسفة وتم بتر رجليه الاثنتين، وعنده شظايا فى عينيه ووجهه ضحى لأنه مؤمن بعمله وبيحب تراب مصر كلنا سمعناه وهو بيتكلم مع «أحمد موسي» وكم كانت نبرة الإيمان تسيطر على صوته وهو يكرر جملة «الحمد لله» قبل ما يحكى أى حاجة مقتنع وراض جدا بقضاء ربنا وبيقول هتعالج وأطلب نقلى سيناء. 
■ ملازم أول فهد عبدالعزيز
ضابط الإسكندرية تم إبلاغ النجدة عن عربية متروكة فى نفق ومشكوك إنها مفخخة، وفورا توجه الضابط فهد، وكان النفق زحمة جدا، ورجال المفرقعات فى الطريق، فهد ركب العربية وساقها لحد ما خرج بيها من النفق، ووقفها فى مكان أكتر أمان، ورجال المفرقعات فحصوها وأبطلوها.
■ النقيب «هيثم عماد» ضابط الأمن المركزى بالعريش، انفجرت قنبلة فى مدرعته، وأصيب هو والعساكر، واتنقل للمستشفى والدكاترة بعد ما شافوا حالته قرروا بتر رجله الشمال، شاب ٢٣ سنة، ضحى بأغلى ما عنده عشانكم وعشان مصر، النقيب «هيثم» بيكمل علاج إصابة إيديه.. شكرا للنقيب «هيثم». لنا الفخر إنه زميلنا ونتباهى به هو وكل الشهداء والمصابين، وربنا يتم شفاكم جميعا على خير.
ذلك هو الفرق بين الواجب والتضحية، هى دى كل المعانى الحلوة التى نحتاج نحكيها كل لحظة لأولادنا، لازم صور وقصص هؤلاء الأبطال تكون أمامنا فى كل لحظة بأى شكل وصورة، ولوحتى نعملها بانرات إعلانات ع الكبارى وفوق البيوت وفى المطارات وفى الجرايد والفضائيات عشان كل إللى يشوفهم يحب البلد أكتر، ويعرف أنها تستاهل منَّا كتير، وإن هناك من ضحى بأغلى ما عنده عشان ترابها وعشان غيره يعيش، التاريخ بيتكتب وبيتزين بدم وتضحية إللى راح وإللى لسه هيروح، والإعلام لسه بيقول مين اللى قتل المتظاهرين؟ وإننا بنقتل وبنعذب مش بنضحى فى سكوت ومحدش حاسس بينا، نفسى نجمع الـ١٥ ألف مصاب و١٠٠٠ شهيد للشرطة خلال ٢٥ يناير ٢٠١١، وتتكتب قصصهم فى كتب لكل المراحل التعليمية، ونغرس معانى الوطنية فى الأجيال الجاية، عشان يكون الانتماء والتضحية من صغرهم، ويعرفوا إن فى ضباط وأفراد وعساكر فى جهاز الشرطة ضحوا عشان البلد دى تفضل أحسن، وإنهم اتحرموا من أولادهم وأسرهم عشان تكونوا فى أمن وأمان إنتوا وأولادكم، عندنا مفيش أعياد ولا أجازة احتفالات دى أوقات بنكون فيها فى حالة يقظة تامة واستعداد عشان أنتو تحتفلوا فى أمان، أولادنا بيتحرموا مننا وإحنا عايشين عشان أولادكم يعيشوا فى حضنكم آمنين، ده غير اللى بيتيتموا، والزوجات البطلات اللى بيتحرموا من أزواجهم وإنهم يعيشوا زى الزوجات، وفى أى لحظة ممكن يترملوا ويكملوا المسيرة لوحدهم.
وآخر كلمة افتكرونا وكرَّمونا عشان بجد إحنا بنعشق تراب البلد دى وبنضحى بروحنا عشانها وعشانكم.