أكد خبراء اقتصاديون أن مشروعات الطرق والكباري التي افتتحها ويفتتحها الرئيس عبدالفتاح السيسي خطوات مهمة في اتجاه التنمية الشاملة، والباب الواسع لتوفير خدمات لوجستية للاستثمارات والمستثمرين، واستقطاب المزيد من رءوس الأموال في مختلف المجالات، كما أنها اللبنة الأساسية للتنمية في المستقبل.
وقال الخبراء في تصريحات لـ"البوابة نيوز": إن شبكة الطرق والكباري التي يواصل الرئيس افتتاحها أحد أهم محفزات الاستثمار سواء المحلي أو الخارجي، كما أنها تمثل الشرايين الحقيقية التي تضخ دماء العمران والتنمية، وشريان للحياة في المستقبل.
وأشاروا إلى أن شبكات الطرق تحتاج إلى حماية للحد ومنع العشوائيات التي تظهر على طول الطرق الجديدة، مع تعزيز قوي لهيبة الدولة لمواجهة أي عشوائيات وفساد ورءا مثل تلك الظواهر.
وكان الرئيس عبدالفتاح السيسي قد افتتح قبل أيام 13 مشروعًا من مشروعات هيئة الطرق والكباري، بتكلفة إجمالية 8 مليارات جنيه، وشملت كوبري الفنجري الجنوبي، وطريق شبرا - بنها الحر بطول 40 كيلومترا، والكوبري المؤدي إلى العاصمة الإدارية الجديدة، ومشروع تطوير وتوسعة طريق القاهرة - العين السخنة، ومشروع كوبري مطار سفنكس الدولي على طريق القاهرة - الإسكندرية الصحراوي، وغيرها.
الخبير الاقتصادي الدكتور شريف الدمرداش، يشير إلى أن الأهمية الاقتصادية لمشروعات الطرق والكباري، أنها جزء من البنية الأساسية، فأي حركة عمرانية أو تصنيعية تحتاج إلى طرق وكباري لكونها شرايين لنقل المواد الخام إلى موقع العمل ونقل العمال إلى المصانع وتعتبر بنية أساسية وليست خدمات لوجستية فقط.
وأوضح أن انعكاس شبكات الطرق الجديدة على حياة الناس، والاقتصاد تحتاج إلى بعض الوقت، خصوصًا مع التوظيف الأمثل لهذه الطرق والخدمات في الإنتاج المباشر، لافتا إلى أن الحد من العشوائية التي تظهر مع مد طرق جديدة له علاقة بالإدارة والخطة والتكامل.
وأضاف: المشاكل في الإدارة هي السبب في ظهور أي عشوائيات على الطرق الجديدة، وهو الأمر الذي يتطلب معالجة وتكامل في الرؤى، فأكثر من 90% من مشاكلنا ترجع إلى سوء الإدارة، وهو الأمر الذي يجب أن نأخذه بعين الاعتبار للحد من أي عشوائيات تظهر مع تمديد شبكات الطرق.
ومن جانبه قال الدكتور رشاد عبده، خبير اقتصادي، إن مشروعات الطرق والكباري تعتبر مشروعات بنية تحتية وهي اللبنة الأساسية لأي عمليات تنمية في المستقبل وهي تسهل عملية انتقال الأفراد والبضائع والعمالة ولها إضافة كبيرة، مشيرًا إلى أنه وفي ظل الأزمة العالمية في أمريكا قامت بضخ أموال في البنية التحتية للاستفادة منها في الوقت المناسب، موضحًا أن الطرق مهمة جدًا في تسيير وتيسير مهام الحركة.
وأضاف عبده: البنية التحتية بموجبها تتكامل مشروعات أخرى وبدونها لا تتكامل المشروعات فيما بينها، منوها إلى أن هيبة وقرار وقوة الدولة هي التي تمنع الحد من وجود عشوائية مع مد طرق جديدة والمخالف يجب محاسبته مهما كان، منوهًا إلى أن سنغافورة كانت مركز للفساد والأوبئة والمافيا، ومواجهتها كان بالقوانين الصارمة على الكبار قبل الصغار، فيجب الاهتمام بالقوانين وزيادة العقوبات علي الفاسد والمفسد مع دور للأجهزة الرقابية.
ومن جهته قال الدكتور عبدالنبي عبدالمطلب، خبير اقتصادي: إن النقل المواصلات أحد العوامل المحفزة للاستثمار ووجود طرق جيدة يضمن توصيل المواد الخام من مناطق الانتاج إلي مناطق التصنيع، كما يضمن وصول المنتجات الزراعية بأسعار مناسبة إلي الأسواق الرئيسية ووجود الطرق المناسبة والسهلة والميسرة تضمن وصول السلع إلي موانئ التصدير أو إلي الأسواق المحلية بتكاليف معقولة.
وبين أن شبكات الطرق والكباري التي يتم افتتاحها هي أحد أهم محفزات الاستثمار سواء المحلي أو الخارجي وأيضًا هي أحد العوامل المساعدة لتوفير السلع والخدمات بأسعار مناسبة للمستهلك المحلي.
وأضاف عبدالمطلب، عندما تربط شبكة الطرق ما بين سيناء وباقي المحافظات فإنها تضمن انسياب حركة المرور والعبور والسفر ونقل المواد الخام، مبينًا أن ربط الجمهورية بالكامل بشبكة الطرق تضمن أولًا عدم وجود أماكن نائية، وثانيًا الاستخدام الأمثل لكافة الموارد الاقتصادية المتاحة، وثالثًا الوصول إلي المستهلك لأي مكان.
وأوضح أن الطرق تمثل وحدة ربط كاملة للجمهورية وهنا فهي أحد العوامل الرئيسية والمهمة في عملية التنمية الشاملة بل ربما نستطيع القول، هناك مدن قامت حيث أقيمت الطرق، وكلنا نعلم أن الولايات المتحدة الأمريكية نفسها قد قامت علي امتداد السكك الحديدية، وفي اعتقادي أن شبكة الطرق قد تساهم في زيادة وتوسعة المناطق المؤهولة في الجمهوية عامة.
وقال عبدالمطلب، لاشك أن جزء مهم جدًا للقضاء علي العشوائية التي تظهر مع مثل هذه الطرق هو وجود مخطط للمناطق علي جانبي الطرق وفي اعتقادي أن القرارات التي صدرت بتنظيم عمليات اقامة المنشآت أو اقامة المباني على جانبي الطرق قد تمنع ظهور هذه العشوائيات، وأطالب بوجود مخططات عمرانية لكل المناطق الموجودة علي جانبي الطريق بما يضمن منع ظهور العشوائية من جديد.
ومن جهته قال الدكتور أسامة عبد المنعم، خبير التنمية المحلية، إن افتتاح الطرق والكبارى ضمن شبكة الطرق الجديدة التى يفتتحها الرئيس عبد الفتاح السيسى بمثابة شريان للحياة فى المستقبل، كما أنها الأداة الأولى والأساسية لأى تنمية مستدامة، وليس لأنها تسهل حركة النقل للأفراد والبضائع بين منطقة وأخرى فقط، بل لأنها شرايين للحياة التى تجذب الاستثمار.
وأضاف: أن افتتاح الطرق والكبارى الجديدة ستعمل على خلق فرص عمل جديدة وتقلل فى استهلاك الوقود وغيرها من الفوائد الاقتصادية التى يشعر بها المواطن بمجرد افتتاح تلك الطرق للعمل فعليًا، كما أن مشكلة مصر ليست سياسية وإنما هى مشكلة اقتصادية وأن البنية التحتية هى مفتاح التنمية، منوها إلى أهمة جودتها.
إلى ذلك قال الدكتور مختار الشريف، خبير اقتصادي: تعتبر شبكة الطرق والمواصلات أساس التنمية، في كل الدول المتقدمة اقتصاديًا وتعتبر ألمانيا مثال حي حيث بدأت نهضتها الحديثة في القرن العشرين اعتمادًا على شبكة من الخطوط العملاقة للطرق والسكك الحديدية باعتبارها تمثل الشرايين الحقيقية التي تضح دماء العمران والتنمية، ومن هنا يعد المشروع القومي للطرق من أبرز المشروعات التي ترعاها الدولة.
وأضاف: حال الانتهاء من هذا المشروع العملاق لن نحتاج إلى الترويج له فالمستثمرين من الداخل والخارج هم من سيسعون لفرص الاستثمار على جانبي هذه الطرق في المجالات المختلفة سواء كانت في الزراعة والسياحة والصناعة والتنمية العمرانية.
وقال د. الشريف: سيساعد المشروع على تشجيع الاستثمار والسياحة وسيساهم في إحداث تنمية سياحية وسيخلق مجتمعات عمرانية جديدة على جانبي الطرق خصوصًا في المناطق الجديدة والصحراوية، منوهًا إلى أن مشروعات البنية التحتية مهمة جدًا بالنسبة للمستثمرين ولكنها غير ظاهرة للمجتمع وتأثيرها يظهر بعد سنوات ويستفيد منها في البداية رجال الأعمال والمستثمرون، لتصب بعد صالح في صالح المواطن.
