الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

البابا كيرلس الرابع أبو الإصلاح القبطي.. "داود توماس" اشتاق إلى الرهبنة في سن 22.. وعين رئيسًا للدير بعد عامين

البابا كيرلس الرابع
البابا كيرلس الرابع
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحيى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ذكرى وفاة البابا كيرلس الرابع الثلاثاء المقبل. داود توماس بن بشوت بن داود، وُلد بقرية نجع أبو زرقالى بالصوامعة الشرقية بإقليم أخميم، والتى تتبع محافظة سوهاج فى عام 1816، التحق «داود» بكُتاب القرية الملحق بالكنيسة، وتعلم الحساب والكتابة باللغتين العربية والقبطية، وعندما كبر قليلًا عمل فى الفلاحة لمساعدة والده، وتعلم الفروسية وركوب الخيل.
فى عام ١٨٣٨ اشتاقت نفسه إلى حياة الرهبنة، وكان عمره لا يزيد على ٢٢ عاما، فتوجه إلى دير القديس العظيم الأنبا أنطونيوس، «أبو الرهبان»، بالبحر الأحمر، وبعدما اختبره رئيس الدير وجد فيه حياة التقوى والأمانة فأوكل إليه الكثير من أعمال الخدمة بالدير، التى أثبت كفاءته فيها، وبعدما توفى رئيس الدير أجمع الرهبان على تعيين القس «داود» رئيسا للدير، ولم يمض على رهبنته أكثر من سنتين، أى أن عمره كان ٢٤ عاما. وحرص على رفع المستوى العلمى والثقافى لرهبان الدير، فأنشأ مكتبة وقاعة للاطلاع بعزبة الدير ببوش. تم انتخابه بطريركًا فى يونيو ١٨٥٤، واستمر فى منصبه كبطريرك للكنيسة الأرثوذكسية ٦ سنوات ونصف، بمقر المرقسية بالأزبكية، ودُفن بكنيسة مارمرقس بالأزبكية عاصر فترة الخديوى عباس الأول وسعيد باشا، وتوفى فى يوم ٣٠ يناير ١٨٦١ عن عمر يناهز ٤٥ عاما فقط.
يقول الأنبا موسى، أسقف الشباب بالكنيسة الأرثوذكسية، عن البابا كيرلس الرابع المُلقب بـ«أبو الإصلاح»، إنه أحد دعائم الوطنية المصرية، كونه قد عاصر سعيد باشا والى مصر، الذى ألغى الجزية التى كانت مقررة على الأقباط، وسمح لهم بدخول الجيش لحماية الوطن. كما أنه قام بحل مشكلة حدودية كبيرة بين مصر وإثيوبيا، حين زار إثيوبيا، وأجرى المفاوضات هناك، وجاء ومعه وزير إثيوبى، أبرم فى مصر الاتفاق اللازم. واهتم البابا كيرلس الرابع بشئون الأقباط كجزء من النسيج المصري، كما اهتم بالشئون الكنسية، من جهة الرعاية والتعليم والأوقاف والأديرة، بل إن جهده انصرف إلى العمل المسكونى بإيجاد علاقات محبة مع الطوائف المسيحية دون تفريط فى عقيدة أو تقليد، واهتم بتعليم البنات، فى عصر عز فيه ذلك، كما قام باستيراد ماكينة طباعة وبنى مدرسة لتعليم الصناعات. 
وعى دينى
مع بلوغه عامه الـ٢٢ توجه البابا كيرلس الرابع دير الأنبا أنطونيوس طالبًا الرهبنة، وبعد سنتين من ترهبنه توفى رئيس الدير، فأجمع الرهبان على اختيار «داود الصومعي» رئيسا، ورسمه الأنبا بطرس الجاولى البابا الـ١٠٩ قسًا وعينه رئيسًا على الدير، فاهتم بشئون الدير والرهبان اهتماما شديدا. كان لديه كثير من الوعى فى الشئون الدينية، وعندما نشب خلاف بين الأحباش فى بعض الأمور العقائدية، استدعاه الأب البطريرك الأنبا بطرس الجاولي، وكلفه بالذهاب إلى البلاد الحبشية لفض هذا النزاع، فقام الراهب بمهمته، وعاد الراهب داود من الحبشة فى ١٣ يوليو من سنة ١٨٥٣. وكان قد توفى البابا بطرس الجاولى فى ١٥ أبريل سنة ١٨٥٢.
وعند الشروع فى اختيار خلف له، انقسمت الآراء ما بين اختيار الراهب داود، وآخر. إلى أن استقر الرأى على رسامة الراهب داود مطرانًا عامًا سنة ١٨٥٣. واستمر سنة وشهرين، أظهر خلالها من حسن التصرف، ما جعله أهلًا لأن يقام بطريركًا، فتمت رسامته فى ٢٨ يونيو ١٨٥٤، وبذل قصارى جهده فى سبيل تهذيب الشبان وتعليمهم.
نزع فتيل الحرب بين مصر وإثيوبيا 
وقعت أزمة حدودية بين مصر وإثيوبيا لتعيين نقاط الحدود بين الدولتين، لتبعية السودان لمصر فى هذا الوقت، وحدث نزاع بين الإثيوبيين والجيش المصرى على الحدود، فرأى سعيد باشا أن يوفد الأنبا كيرلس الرابع ليتفاهم مع النجاشى والتوسط وحل المشكلة، ورغم خطورة الأمر وافق البابا كيرلس، وسافر والتقى الإمبراطور الإثيوبي، ثيودورس. وبسبب نجاح البطريرك فى حل الأزمة، وشى الإنجليز ضد البابا بأن والى مصر يحشد الجيش المصرى فى الخرطوم للسيطرة على الحبشة؛ ولكن أفرج عنه الإمبراطور بعد تأكده من كذب الأقاويل، وانتهت مهمة البابا بنجاح ونزع فتيل الحرب بين مصر وإثيوبيا، وعاد لمصر مكرما من الجميع.