من جديد نجح قطاع الطاقة الشمسية في مصر في جذب المزيد من الاستثمارات، ولكن هذه المرة جاءت من المنطقة العربية، فعلى مدى الأشهر الماضية جذب قطاع الطاقة الشمسية ما يزيد عن 220 مليار جنيه من الاتحاد الأوروبي والبنك الدولي، والعديد من المنظمات العالمية.
وبعد أن أعلن محمد الرمحي الرئيس التنفيذي لشركة مصدر الإماراتية، الأسبوع الماضي أن شركته تسعى للتعاون مع شركات محلية مصرية وشركة ماروبيني اليابانية، لإنشاء مشروعات لتوليد الكهرباء من طاقة رياح بقدرة 800 ميجاوات في جميع أنحاء البلاد، تقدمت الشركة هذا الأسبوع بعرض إلى هيئة الطاقة المتجددة لتنفيذ مشروعات طاقة شمسية بقدرة 500 ميجاوات بمصر، ويتضمن العرض إنشاء المحطات بنظام الـ BOO (البناء والتشغيل والتملك)، على أن تشتري الشركة المصرية لنقل الكهرباء الطاقة المنتجة من المحطات بسعر 3.8 سنت للكيلووات/ ساعة، وكانت شركة مصدر قد وقعت مؤخرا اتفاقا مع شركتي ماروبيني اليابانية والسويدي إليكتريك لاستثمار 900 مليون دولار في محطات توليد الكهرباء من طاقة الرياح بمصر، الأمر الذي يوسع مجال الاستثمارات الإماراتية في الطاقة النظيفة.
ولم يتبين حتى الآن حجم الاستثمارات المتوقع ضخها لتنفيذ المشروع، إلا أن استثمارات المشروعات المعروضة على هيئة الطاقة المتجددة تصل لنحو 600 مليون دولار، من شركات مثل فيستاس، وجاميسا، وجنرال إليكتريك، وغيرها من الشركات العالمية، ويجرى دراستها حاليا.
ومطلع العام الجاري كشفت مصر عن بدء تشغيل أكبر محطة لتوليد الكهرباء بالطاقة الشمسية في أسوان، لإنتاج اثنين جيجا وات من الكهرباء، وبدأت الشركات المنفذة في إنشاء محطات المودات المسئولة عن ربط كل المحطات الشمسية بالشبكة القومية للكهرباء بمصر لتكون جاهزة لإمدادها بعد الانتهاء من المشروع بأشهر قليلة.
وأفادت وكالة "بلومبرج" في تقريرها السنوي حول أبحاث تمويل الطاقة الجديدة السنوية، أن الطاقة الشمسية استقطبت 160.8 مليار دولار أمريكي أي ما يعادل ما نسبته 48% من الإجمالي العالمي لكل استثمارات الطاقة النظيفة.
وكان أكبر مشروعين للطاقة الشمسية بهدف المضي قدمًا خلال العام الماضي في الإمارات، مشروع الشركة ماروبيني جينكوسولار الذي سيقوم بتزويد ما قدره 1.2 جيجاوات من الطاقة لهيئة مياه وكهرباء أبوظبي «أدويا» عن طريق بناء وإدارة مجمع للطاقة الشمسية في سويحان بتكلفة 899 مليون دولار أمريكي، ومشروع المرحلة الثالثة من مجمع "محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية" الذي يولد طاقة قدرها 800 ميجاوات بتكلفة 968 مليون دولار.
وكشفت تقديرات بلومبرج لأبحاث تمويل الطاقة الجديدة الأولية أن عام 2017 شهد إنتاج مستويات قياسية من الطاقة النظيفة تقدر بنحو 160 جيجاوات (باستثناء الطاقة الكهرومائية الكبيرة)، منها 98 جيجاوات من الطاقة الشمسية، و56 جيجاواط من طاقة الرياح، و3 جيجاواط من طاقة الكتل الحيوية، و2.7 جيجاواط من الطاقة المائية الصغيرة، و700 ميجاواط من الطاقة الحرارية الأرضية، وأقل من 10 ميجاواط من الطاقة البحرية.
وفي هذا السياق، قالت أنهار حجازى، رئيس وحدة الطاقة المتجددة بمجلس الوزراء سابقا، أن حجم الاستثمارات في مجال الطاقة المتجددة، وخاصة الطاقة الشمسية، زاد عن الاستثمار في الطاقة التقليدية بنسبة 50% منذ عام 2015، وحتى 2017 على مستوى العالم.
ولفتت حجازى، في تصريحات صحفية أن حجم الإنفاق العالمي على الطاقة الشمسية خلال العامين السابقين بلغ 220 مليار جنيه، موضحة أن حجم الاستثمارات العالمية في الطاقة التقليدية بما فيها الطاقة النووية بلغت 130 مليار جنيه.
من جهته، أكد هشام الجمل، مدير إدارة الموارد البشرية والإدارية في شركة اينفينتي للطاقة الشمسية، أن محافظة أسوان تفتح ذراعيها أمام المستثمرين العرب والأجانب لتنفيذ مشروعات الطاقة الشمسية، وفقا لقرار رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي، لافتا إلى أن إجمالي المحطات المقامة في أسوان تم إنشاؤها على مرحلتين الأولى تضم 3 شركات، والثانية ستكون مع بداية عام 2018 وتتكون من 30 شركة لإنتاج القدرات المطلوبة والمحطات في يناير 2018.
أما البنك الأوروبى لإعادة الإعمار والتنمية، فذكر في بيان له أن استثماراته فى مجال الطاقة الشمسية بلغت 500 مليون دولار"، من خلال 16 محطة بالمرحلة الثانية من مشروع شموس أسوان، كما يدرس ضخ تمويلات جديدة فى مشروع لتوليد الطاقة باستخدام الرياح.
وأكد البنك أن 76% من مشروعاته التى تم إنجازها فى مصر تتعلق بالطاقة، فيما تبلغ استثمارات البنك فى المؤسسات المالية بمصر 430 مليون يورو.
