الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

الحياة لوحة سريالية.. حكاية سلفادور دالي

احد اعمال الفنان
احد اعمال الفنان الكبير سلفادور دالى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يوافق اليوم 23 يناير، ذكرى رحيل الرسّام والفنان الكبير سلفادور دالى، الذى وُلد فى 11 مايو 1904 فى إسبانيا، وتوفى فى 23 يناير 1989 فى مقاطعة كتالونيا.
يعد دالى من أهم فنانى القرن العشرين وأحد أعلام المدرسة السريالية، يتميز بأعماله الفنية التى تصدم المشاهد بموضوعها وتشكيلاتها وغرابتها، وكذلك بشخصيته وتعليقاته وكتاباته غير المألوفة والتى تصل حد اللامعقول والاضطراب النفسى، ففى حياته يختلط الجنون بالعبقرية، لكن دالى يبقى مختلفاً واستثنائياً، فى فوضاه، وفى إبداعه، فى جنون عظمته، وفى نرجسيته الشديدة .
عاش أحد أهم أقطاب المدرسة السريالية مُرفهاً بين أسرة ثرية، وكان والداه يوفران له كل مطالبه، ونتيجة لدلاله المبالغ فيه فقد عُرف عنه سلوكه الطائش، كدفعه صديقه من حافة عالية كادت تقتله، أو رفسه رأس شقيقته "آنا ماريا" التي كانت تصغره بثلاث سنوات، أو تعذيب هرّة حتى الموت، واجداً في أعماله تلك متعة كبيرة كالتي كان يشعر بها حين يعذب نفسه أيضاً، حيث كان يرتمي على السلالم ويتدحرج أمام نظر الآخرين. ولعل هذه التصرفات التي أوردها سلفادور دالي في مذكراته فيما بعد هي التي شكّلت الشرارة النفسية الأولى للمذهب الفني الذي اختاره للوحاته.
يعتبر دالى أحد أهم أعلام المدرسة السريالية، والسريالية هي مذهب أدبي وفني وفكري أراد أن يتحلل من واقع الحياة الواعية، وزعم أن فوق هذا الواقع واقع آخر أقوى فاعلية وأعظم اتساعاً، وهو واقع اللاوعي أو اللاشعور، وهو واقع مكبوت في داخل النفس البشرية، ويجب تحريره وإطلاق مكبوته وتسجيله في الأدب والفن. وتسعى السريالية إلى إدخال مضامين غير مُستقاة من الواقع التقليدي في الأعمال الأدبية، وتُستمد هذه المضامين من الأحلام سواء في اليقظة أو المنام، ومن تداعي الخواطر الذي لا يخضع لمنطق السبب والنتيجة، وهكذا تُعتبر السريالية إتجاهاً يهدف إلى إبراز التناقض في حياتنا .
وتعد لوحة "إصرار الذاكرة" عام 1931 هى أشهر لوحات دالى على الإطلاق، واللوحة تصوّر عددا من الساعات المتعرجة الذائبة والتى تستقر فى منظر طبيعى هادئ بشكل مخيف.
من أهم أعماله أيضا فيلم "كلب أندلسى" الذى كتب السيناريو الخاص به وأخرجه المخرج الإسبانى لويس بونويل، وكتاب "يوميات عبقرى" الذى أصدره فى باريس، ويشكّل تكمله لسيرته الذاتية التى صدرت بعنوان "الحياة السرية لسلفادور دالى"، والذى يعتبر من أكثر كتبه إثارة .
وفى 23 يناير 1989 توفى دالي تاركاً علامات استفهام ضخمة، حول حجم الإرث الذي خلّفه على هامش القائمة الكبيرة من الفضائح التي أصبحت حسب قوله تشكّل جزءاً من التراث الشعبي.