الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

مثقفون: نحن سعداء بالعيش في دولة مدنية ديمقراطية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أقام المجلس الأعلى للثقافة، ندوة الصالون الثقافي العربي بعنوان "الدولة الوطنية والدولة المدنية"، أمس الاثنين، بحضور كوكبة من السفراء والمثقفين والمفكرين والأدباء ورجال الصحافة والإعلام، وذلك بقاعة المؤتمرات بمقر المجلس بدار الأوبرا.
بدأ الدكتور عصام شرف، بإلقاء محاضرة حول الدولة الوطنية والدولة المدنية بالإشارة إلى أن المسرح الفخم الذي لا يقدم فنا يفقد معناه، والقصر الثري لو لم توجد به أسرة سعيدة فقد معناه، فالمبنى المادي لا يكفي أبدا أن يحمل معنى، وأضاف أن الدولة هي أرض وشعب وسلطة، وأن الهوية الوطنية هي السائدة، وإن كانت هناك هويات أخرى دينية ورياضية وغيرها لكن السائد هو الهوية الوطنية.
وأشار عصام شرف، إلى قول ابن رشد "التجارة بالأديان هي التجارة الرابحة في المجتمعات التي ينتشر فيها الجهل"، وإذا أردت أن تتحكم في جاهل فعليك أن تغلف كل باطل بغلاف ديني.
كما أشار إلى قول غاندي "كلما قام شعب الهند بالاتحاد ضد الاستعمار الإنجليزي يقوم الإنجليز بذبح بقرة ورميها في طريق الهندوس، بين الهندوس والمسلمين لكي ينشغلون بينهم بالصراع ويتركون الاستعمار، فما يحدث الآن في بلاد المسلمين يشبه ما كان يحدث فى الهند والفرق بين المشهدين أن الانتحاري تطوع لكي يقوم بدور البقرة.
وأضاف "شرف"، أن المشروع التنويري يبدأ من ثقافة الآخر، الهوية الوطنية، الدخل القوي، وضرب مثالا بجسم الإنسان، فلو كان أحيط بالجراثيم وهو قوي فلن يتأثر بهذه الجراثيم، أما إذا كان جسد الإنسان ضعيفا فسوف يقع حتى لو كان بغرفة معقمة.
وتحدث الدكتور جابر عصفور، حول فكرة الوطن، ومتى بدأت في مصر، وقال إن هذه الفكرة جاءت دائما في مواجهة الاستعمار، تاريخيا في مصر منذ الاستعمار التركي، وأنه يبدو أيضا أننا أخذنا فكرة الوطن من الغرب في القرن 19، وأضاف أن أول مفكر مصري استخدم كلمة وطن كان رفاعة الطهطاوي في كتابه "تلخيص".
وأكد عصفور، أن مفهوم الوطن يقوم على أساس المواطنة، وأن تقبل الدولة الجنسيات المتعددة وأن يكون كل منها متساو في الحقوق والواجبات، فالوطن هو الأرض التي تجتمع حولها الناس الذين تربطهم مصالح مشتركة لا ترتبط هذه المصالح بجنس أو دين أو عرق، وأضاف لم يحاول أن يكسر هذه الفكرة غير الإخوان في السبعينيات، وأكد أننا سعداء الحظ بالعيش في دولة يؤكد رئيسها أنها دولة مدنية ديمقراطية حديثة.
وأشاد الدكتور مصطفى الفقي، بالمحاضرة التي قدمها عصام شرف، واصفا إياها بالمبهرة، كما أشاد بالمزج والتزاوج بين الدراسات النظرية والتطبيقية، وأكد أهمية هذا التزاوج في العصر الحديث، وقال إن ما سرده دكتور جابر يعد رائعا وأضيف عليه أن فكرة المواطنة تتعلق بفكرة المساواة، المساواة بين قاطنة بقعة أرض على اختلافهم غنى وفقير رجل وامرأة... إلى آخره، وأكد أن الإسلام نفسه رسخ لقيمة الاختلاف.
وفي مداخلة من السفير أحمد التازي، سفير المغرب بالقاهرة، أكد أن هناك من الناس من يظن أن الانتماء يجب أن يكون للدولة القوية، بمعنى كلما شعر الإنسان بقوة الوطن يتعاظم عنده الشعور بالمواطنة، وكلما كان الوطن ضعيفا، يبحث عن التميز والقوة، ثم ضرب مثلا بمواطن مكسيكي هاجر إلى أمريكا، حينما تسأله عن وطنه يقول لك أنا أمريكي، لأنها الدولة الأقوى.
وأكد السفير حبيب الصدر، سفير العراق بالقاهرة، في مداخلته على أهمية التنوع والأهم هو كيفية إدارة هذا التنوع، وضرب مثلا بما واجهته العراق خلال ثلاث سنوات عجاف، أتحدت بكل طوائفها في وجه الإرهاب الشرس من الدواعش، وانتصروا.