الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

طفولة الدم.. خبراء: أحداث المنطقة العربية تهدد بإنتاج جيل مضطرب نفسيًا.. مشاهد العنف تسبب "الارتباك" في مرحلة المراهقة.. والغيبوبة الحسية والاكتئاب وقلق الموت أبرز الأمراض

 صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
امتدت الآثار السلبية للظروف التي مرت بها المنطقة العربية من عنف ودمار وقتل وخراب إلى جميع مناحي الحياة، خاصة أن ماعرف بالثورات العربية تسببت في استشهاد مئات الأطفال ويُتّمت آلاف أخرى، إضافة إلى الآثار النفسية التي تركتها في نفوس باقي الأطفال، وهو الأمر الذي يهدد بإنتاج جيل يعاني من الاضطرابات النفسية.

الدكتور وليد هندي استشاري الصحة النفسية، لـ"البوابة نيوز"، أوضح أن الثورات والدمار الذي تشهده المنطقة العربية بأكملها ومشاهد العنف بالتأكيد تؤثر بالسلب على الجميع، وعلى الأطفال بشكل خاص، لأن الأطفال هم الأكثر تأثرًا بالأحداث بنسبة 99% ويترسخ في وجدان الأطفال والشعور نتيجة لمجموعة من الخبرات المصاحبة لمشاهد العنف التي تربى على مشاهدتها، بالسلب ويظهر الارتباك النفسي فى فترة المراهقة والشباب والنضج وحتى في مرحلة الشيخوخة.
وأضاف هندي: "عندما يشاهد الأطفال مشاهد عنف يصابون بما يسمى بــ"الغيبوبة الحسية"، وهى مرحلة الذهول بما يحدث ثم يدخل الى مرحلة الفزع، بدلًا من أن يعيش الأطفال في جو لائق بالمرحلة العمرية التي يعيشونها التي يجب أن تتميز باللعب والمرح واللهو والفكاهة، فعيشيون بالقتل والاغتيالات".

فيما يؤكد الدكتور أحمد مصطفى، أخصائي الصحة النفسية أن الأطفال يقتلون نفسيًا وهو أشد من قتل الجسد، ويصابون بالاكتئاب والانسحاب الاجتماعي وكوابيس واضطرابات فى النوم والتغذية، وتأخير النطق والكلام، مشيرًا إلى أن الأطفال بعد أن يشاهدون تلك مواقف القتل والعنف يتساءلون ما الذي يحدث، فلابد على الآباء ألا يكذبون على الطفل لأنه بالفعل يرى ويدرك ما يحدث حوله، ويعلمون أبنائهم أن البلاد تمر بالظروف السيئة الصعبة الخارجة عن الطبيعة التي خلقها لنا الله، وأهمية التحدث مع الأطفال عن الخير والشر والتفرقة بينهم.
وتابع: "الأديان السماوية تحرص على السلام والخير والمعاملة الحسنة، حتى لا يرتبك الطفل بالعنف فقط ويخيل له أن جميع من حولة عنيف، حتى يتأقلم ويتعايش مع الظروف وألا يتعرضون إلى ما يعرف بـ"قلق الموت"، التي تكون نتيجة إلى الخطف والسحل والعنف والجنازات التي يراها الأطفال وتمر بالبلاد العربية وما يعرف بالربيع العربي الذي أذى ودمر النفسية للأطفال والأجيال القادمة".

وأوضح "مصطفى" أن رد فعل الآباء تجاه الأطفال خاصة على تساؤلاتهم لابد أن تكون رد فعل هادئ ويتحكم الآباء في انفعالاتهم، وإعطاء الأطفال تقبل فكرة الفقدان إذا توفى أحد، لكي يعلم الطفل ما يسمى بدورة الحياة، وأن الإنسان يمر بمراحل مختلفة في الحياة حتى يصل إلى الموت، ولا شك أن الأطفال باعتبارهم جزءا من المجتمع قد تأثروا بأحداث الربيع العربي وبالتأكيد أن يستمر هذا التأثير، ولما رسخته الثورات العربية من عنف فقد تسببت بالكثير من التأثيرات النفسية فى وجدان الطفل العربي.
واختتم: "لا يمكن إغفال دور الأسرة في تشكيل وجدان أطفالهم والتحكم في تاثير هذه الثورات عليهم، في أسرة واعية تتمتع بالوطنية يمكنها أن تحصر تأثير الثورة على أطفالها في حيز الوطنية والوعي بقضايا الوطن ونبل التضحية من أجله، هنا سيخرج الطفل من أزمة مشابهه بقيم نبيلة مترسخة كحب الوطن والوعي بقضاياه".