بعد إزاحة حكم الإخوان عن سدة حكم «المحروسة» اندفع كل ذي مصلحة في استمرار الفتنة والفوضى بين أروقة الدولة المصرية ليهاجم تحرك الشعب الثائر ضد حكم الجماعة الإرهابية، وتلقينا سهاما من كل حدب وصوب، ولكن مصر لم تكن بمفردها التي تواجه الهجمة الشرسة، فقد كان هناك الملك عبدالله، الذي كان سدًا منيعًا ضد كل ما تعرضت له «أم الدنيا» وامتص كل ذلك بجسارة رفقاء المصير الواحد وأعلن «أن من يتدخل في شئون مصر الداخلية من الخارج يوقدون الفتنة».
الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، الذي تخبرنا سيرته الذاتية عن مولده في ١٩٢٤ بالعاصمة السعودية الرياض، وهو الابن الثاني عشر للملك عبدالعزيز آل سعود مؤسس الدولة السعودية الثالثة.
تولى الحرس الوطني في ١٩٦٤، وفى ١٩٧٥ أصبح نائبًا ثانيًا لرئيس مجلس الوزراء، وتمت البيعة في ١٩٨٢ ليصبح وليًا للعهد بعدما تولى أخيه فهد بين عبدالعزيز حكم المملكة، وأصدر أمرًا بتولي «عبدالله» رئاسة الوزراء والحرس الوطني.
تسلم «عبدالله» شئون الحكم بالمملكة فعليًا في ١٩٩٥ بعد إصابة الملك فهد بجلطة، وكانت له مبادرة شهيرة لحل الصراع العربي الإسرائيلي إبان القمة العربية في بيروت ٢٠٠٢، وكانت تهدف إلى إنشاء دولة فلسطينية على حدود ١٩٦٧ وعودة اللاجئين وانسحاب إسرائيل من هضبة الجولان السورية في مقابل تطبيع العلاقات العربية الإسرائيلية.
وفي ٢٠٠٣ حاولت المخابرات الليبية اغتياله عن طريق خلية مكونة من ١٣ شخصًا منهم ٣ ليبيين و١٠ سعوديين حاولوا اغتياله أثناء مرور موكبه في مكة المكرمة، ولكن الأمن السعودى تمكن من القبض عليها قبل تنفيذ العملية.
وتولى الحكم رسميًا في المملكة بعد وفاة أخيه الملك فهد في الأول من أغسطس ٢٠٠٥ ليصبح سادس ملوك السعودية، خاض خلال فترة حكمه حربًا واحدة ضد الحوثيين في اليمن في ٢٠٠٩، وانتهت بتوقيع الهدنة معهم.
