الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة ستار

روشتة السينمائيين لتجميل مصر فنيًا

الناقد طارق الشناوى
الناقد طارق الشناوى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يستخدم الأمريكان وسيلة فعالة لتحسين صورتهم أمام العالم، وهي السينما الأمريكية.. أي القوى الناعمة بكل عناصرها، عندما بطش الغزو الأمريكي بفيتنام والعراق أنتجت هوليوود ما يقرب من الــ٣٠٠ فيلم لعلاج قبح التجربة والحالة النفسية لدى الجنود، وتجميل صورتها أمام العالم أجمع، رغم أنها لم تكن على حق، ووسط كل ما نمر به من تشويه لصورتنا أمام الغرب قدمت السينما المصرية مجموعة من الأفلام التجارية، التي لا تعبر عن الشارع المصري أو تتناسب مع المرحلة التي نمر بها.
كيف يمكن استغلال السينما المصرية في تحسين صورة مصر أمام العالم وتوضيح الصورة الحقيقية لما يحدث أمام الجمهور على المستويين الدولي والمحلي.
يقول المخرج على عبدالخالق: السينما التي تستطيع توثيق ما يحدث الآن هي الأفلام التسجيلية، وتوجد لدينا الآن وسائل الإنتاج والعرض التي لم تكن متوافرة من قبل، وأصبح لدينا القنوات الفضائية المصرية والعربية التي يمكنها إنتاج أعمال تسجيلية وعرضها على شاشتها، وأعتقد أن هذا هو أحسن وقت يمكن صنع تلك النوعية.
وأضاف عبدالخالق: لأن هذه المرحلة لم تمر بمصر من قبل لذلك، فالجمهور أصبح يتقبل مثل هذه الأنواع من الأفلام، بل هو متشوق لمعرفة ما يدور في الشارع، وتوجد تجربة ناجحة قام بها رمسيس مرزوق، واستقبل استقبالا جيدا من المحطات الفضائية، وهذا الأمر هام جدًا لتوثيق تلك المرحلة، التي هي جزء من ذاكرة الأمة، ومرور مصر بثورتين شعبيتين في عامين ونصف العام، لم يحدث هذا في العالم كله، بجانب أنه حدث خلالها أمور مهمة لابد أن تقوم السينما بتسجيلها، لكن عن رؤية ووعي سينمائي وسياسي.
بينما قال المخرج والسيناريست محمد أمين: يوجد فرق كبير بيننا وبين العالم الغربي، ففي السينما لا تستطيع معالجة الأحداث المرحلية، لأنها تأخذ وقتا طويلا في تنفيذها، وفي مثل هذه الظروف التي نمر بها لو عملنا بأقصى سرعة سوف نستغرق عاما، وأمريكا أثناء الغزو على فيتنام استمرت ١٠ سنوات وفي العراق ظلت ٦ سنوات، فلا أعتقد أن الأفلام تم إنتاجها بعد ٦ شهور من الغزو، بل من المؤكد أنها استغرقت وقتًا لتصور تلك الأحداث.
وأضاف أمين: الدول استيقظت متأخرة وبدأت تنظر إلى الأعمال التركية وأنها بدأت تحتل المنازل المصرية، وساهمت في تنشيط السياحة للبلد، مع أننا تحدثنا من قبل أكثر من مرة، وقلنا: إن الفن هو القوة الناعمة، ولابد من استخدامه، لكن الحكومة لم تتقدم حتى بمشروع إنتاج أفلام منخفضة التكاليف ذات قيمة بإنتاج مشترك بين الدولة والقطاع الخاص بتكلفة لا تتجاوز الــ٥ ملايين جنيه، أو تستبدل إنتاج الأعمال الدرامية الذي يتكلف الملايين دون أن يشاهده أحد، وتملأ مجرد شرائط لإذاعتها خلال شهر رمضان، يمكنها إنتاج هذا النوع من الأفلام لتجلب إعلانات.
وأكد الناقد طارق الشناوي، أن اللحظة التي تعيشها مصر على الواقع السياسي متغيرة ولا يوجد حدث ثابت نستطيع بناء عمل فنى عليه.
وقال: لكن يمكن استغلال هذه الأحداث في صنع أفلام تسجيلية، لأننا لو عدنا بالزمن للخلف سوف تجد هتاف الشارع ضد مبارك ثم تحول لسقوط المجلس العسكري والمشير، بعد ذلك مرسي والجماعة، وفي الأيام الماضية أصبح الإخوان والفلول والعسكر، فبالتالي الواقع متغير ولا تستطيع بناء عمل فني على واقع متغير.
وأضاف «الشناوي»: إن الأشياء التي نملكها الآن في الدراما الروائية هي بناء العمل على قيم أخلاقية لا تتغير، مثل قيمة الحرية والنضال، والأفلام التي قدمت في الأيام الماضية فشلت، لأنها استعانت بالواقع السياسي الذي تغير فأصبحت بلا قيمة، فمن الممكن تقديم أعمال فنية تتحدث عن عمق الدين نفسه بعيدًا عن مرسي أو الإخوان.