السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة ستار

"حادث المنصة".. الشرارة الأولى لمواجهة التطرف بالفن

فيلم طيور الظلام
فيلم طيور الظلام
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أظهرت السينما المصرية صورة الإرهابيين على الشاشة، وتعددت الأفلام التى تنبأت بخطورة تسلل هذه الجماعات المتطرفة وأفكارها المتشددة التى تقوم على السمع والطاعة والإقصاء والعنف والدم، أبرزها فيلم «الإرهابى» وهذه الجملة الشهيرة التى قالها أحمد راتب لعادل إمام فى الفيلم «لا تجادل ولا تناقش يا على»، خصوصا أننا نحتاج لمخاطبة وجدان المشاهد، لأن المشاعر والوجدان هى المحرك الأساسى لأى سلوك إنساني، لمواجهة التطرف. 
ورأى البعض أن هناك أفلاما مصرية ناقشت التطرف الدينى بعد اغتيال الرئيس محمد أنور السادات، ولكن أغلب المعالجات كانت تقديم صورة واقعية على مستوى الشكل وليس المضمون، وكانت معالجات السينما حذرة فى مناقشتها للإرهاب والعنف وتطرف الجماعات الدينية، حيث كانت لا تحدد الجهة أو المصدر وراء هذه الأعمال الإرهابية.
ولكن ينبغى ألا ننسى أن صناع السينما قدموا العديد من الأفلام التى تشير إلى خطورة التطرف الدينى، وكانت السينما المصرية مخلصة دائما فى أن تعكس الواقع الذى يعانى منه المجتمع، وأنتجت أفلاما كثيرة منذ أواخر التسعينيات حتى الألفية التى تحارب الإرهاب والتطرف الدينى، وكان الغرض من هذه الأفلام تحليل سيكولوچية الإرهابى بعد حادث المنصة، علاوة على إن إرهاب التسعينيات يختلف عن الإرهاب الذى يواجه المجتمع المصرى الآن، حيث حدث له تغييرات نوعية كبيرة، وأصبح إرهابا دوليا يضم جماعات تستخدم الأسلحة الثقيلة والجرينوف والمدافع المضادة للطائرات وتحارب الجيش المصرى فى سيناء، ومن ثم لم يعد كافيا أو مقنعا أن ترى أفلاما مثل الإرهاب والكباب والإرهابى فقط، بل نحتاج إلى أفلام تواكب التطور الذى حدث، وأيضا استيعاب هذا النوع من الإرهاب الذى أصبح يعمل لصالح المخابرات الأمريكية، والتخلص من الصورة النمطية التى كانت تصور الإرهابى فقط على أنه صاحب لحية طويلة وجلباب أبيض، لأنها أصبحت معالجة فنية تثير الضحك.
قدم المخرج الراحل يوسف شاهين شخصية ابن رشد التى جسدها الراحل نور الشريف فى فيلم «المصير» والمستلهمة من التاريخ، واستطاع أن يرصد من خلالها بشكل أعمق فكرة التطرف الدينى، وأنها بدأت ارتباطها بالسلطة، وركز على هذا الثالوث من «مال - دين – سلطة» الذى يشكل المجتمعات منذ بداية الحضارات، كما أكد هذا العمل أن أى سلطة تحتاج إلى قوة تساندها إما أن تكون سلطة دينية تفرض بها سيطرتها فى حالة سقوط السلطة الأمنية القمعية كما حدث فى مصر بعد الثورة، وإن كان شاهين قدمها آنذاك بلا وعى وليس عن قصدية، حيث لمس وبقوة تلك الثنائية الذى يخشى أى مبدع أن يقع بينها، وهى فكرة الاختيار بين السلطة العسكرية الأمنية والسلطة الدينية، لأن المبدع فى كل الأحوال رافض لتلك السلطتين، وشارك فى هذا العمل مجموعة كبيرة من النجوم منهم صفية العمرى وخالد النبوى وروجينا وهانى سلامة ومحمود حميدة وعبدالله محمود.
وهناك أعمال سينمائية أخرى كشفت الوجه الخفى للإرهاب والمتطرفين. ومن أشهرها فيلم «الإرهابى» الذى ظهر فيه الزعيم عادل إمام بشخصية على المنضم لإحدى الجماعات المتطرفة، ولكنه يصاب فى حادث سيارة أثناء تنفيذه إحدى العمليات الإرهابية، لينتقل بعدها للعيش مع إحدى الأسر المتوسطة.
وخلال فترة تواجده مع تلك الأسرة أثناء فترة علاجه، تتغير لديه العديد من المفاهيم الخاطئة والمتطرفة التى تعلمها من جماعته، ليقرر إنقاذ كاتب كبير من محاولة اغتيال كانت جماعته ستنفذها، وهو ما جعلهم ينقلبون عليه ويقتلونه فى نهاية الفيلم، والعمل كان تأليف لينين الرملى وإخراج نادر جلال، وشارك فى بطولته مجموعة من النجوم منهم صلاح ذو الفقار ومديحة يسرى وشيرين. 
كما قدم المخرج على عبدالخالق، الفنان عمرو عبدالجليل والفنان طارق لطفى فى بطولة فليم «الناجون من النار»، حيث ظهر الأول بشخصية طبيب ينضم لإحدى الجماعات الإرهابية، بينما يجسد الأخ شخصية شقيقه الذى يلتحق بكلية الشرطة.
كما قدم الكاتب الكبير وحيد حامد مجموعة من الأفلام التى تحارب فكر التطرف وتناقش الإرهاب وأسبابه منها فيلم «دم الغزال» والذى تناول ظاهرة الإرهاب من خلال التركيز على أسباب الظاهرة، وخاصة الفقر والبطالة الذي يجسدهما فى شخصية الممثل محمود عبدالغني، وشارك فى بطولة هذا العمل مجموعة من النجوم منهم يسرا ونور الشريف ومنى زكى وصلاح عبدالله وإخراج محمد ياسين. 
وأيضا قدم وحيد حامد فيلم «طيور الظلام» الذى يدور حول ثلاثة محامين أصدقاء، الأول فتحى نوفل الذى يتحول من رجل له موقف إلى انتهازي، يصعد اجتماعيًا ليصبح مدير مكتب أحد الوزراء والثانى على الزناتى المنضم إلى الجماعات المتطرفة، ويحاول على تجنيد فتحى إلى صف جماعته الإرهابية، أما الزميل الثالث محسن فهو موظف بسيط متمرد يقرر أن يبقى بعيدًا عن الصراع الدائر بين الحكومة والجماعات الدينية، ويقال إن هذا الفيلم كتبه وحيد حامد بعد خلافاته مع مختار نوح «محامى الجماعات الإسلامية الشهير وأحد كبار قادتها والذى كتب فيه عن شخصية منتصر الزيات فى دور رياض الخولى المحامى الخصوصى للجماعات الإسلامية المتشددة، وشارك فى بطولة هذا العمل مجموعة من النجوم منهم يسرا وأحمد راتب وجميل راتب ونظيم شعراوى وإخراج شريف عرفة.
ومؤخرا ظهر الفنان محمد رمضان فى فيلم «جواب اعتقال» بشخصية الإرهابى خالد الدجوى قائد الجناح العسكرى لإحدى التنظيمات الإرهابية، ولكن على الرغم من قوته والمكانة المميزة التى تمتع بها وسط أفراد جماعته، إلا أنه كان لا يؤمن بالأفكار المتطرفة لأن هدفه الأول هو المال والسيطرة على من حوله بسبب عقدة النقص التى تعرض لها أثناء طفولته.
وفى نهاية أحداث الفيلم يختلف خالد الدجوى مع قيادات جماعته وهو ما يدفعه للتخلص منهم جميعا واحدا تلو الآخر، ولكن يتم قتله فى نهاية الفيلم على يد قوات الأمن، وشارك فى بطوله العمل إياد نصار ودينا الشربينى وإخراج محمد سامى.
كما تناول فيلم «الخلية» للفنان أحمد عز مشاكل وضغوطات ضباط الشرطة التى يتحملونها لمواجهة الإرهاب، وجسد أحمد عز فيه شخصية ضابط بالعمليات الخاصة يدعى سيف، يسعى للانتقام من أحد التنظيمات الإرهابية التى قامت بقتل صديقه، وعلى الجهة الأخرى جسد الفنان السورى سامر المصرى شخصية الإرهابى مروان الذى يطارده أحمد عز، والذى ظهر انتماؤه الأول والأخير للمال، حيث تشهد نهاية أحداث الفيلم محاولة مروان لتفجير خط مترو الأنفاق، ولكن الضابط سيف يقوم بإحباط محاولته وقتله فى نهاية أحداث الفيلم، وحقق فيلم «الخلية» أعلى إيرادات فى تاريخ السينما المصرية، وكان تحت قيادة المخرج طارق العريان.