الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

خبايا تحالف "داعش" و"القاعدة" في "الساحل الأفريقي"

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
خبايا تحالف «داعش» و«القاعدة» في «الساحل الأفريقى» 

يبدو أن الحرب، التى خاضتها فرنسا، قبل خمس سنوات، فى شمال مالي، لطرد الجماعات، المحسوبة على تنظيم القاعدة، لم تؤت ثمارها، إذ ظهرت تنظيمات أخرى أكثر تشددا، ليس فى هذه الدولة فقط، إنما فى منطقة الساحل الأفريقى برمتها. 
ولم يقف الأمر عند ما سبق، بل إن هذه التنظيمات أعلنت أيضا مبايعة تنظيم «داعش»، وأظهرت صراحة تحديها للقوة العسكرية المشتركة، التى تشكلت مؤخرا من خمس دول فى منطقة الساحل الأفريقى هي: مالي، النيجر، بوركينا فاسو، موريتانيا، وتشاد، وتدعمها فرنسا، ودول غربية أخرى.
ولعل ما يضاعف من خطورة هذه الجماعات، أنها كثفت مؤخرا من تواجدها فى المناطق الحدودية بين مالى وبوركينا فاسو والنيجر، حيث تتركز عمليات القوة المشتركة لدول الساحل، ذات الأغلبية المسلمة. 
وبالنظر إلى إخفاق الحرب، التى قادتها فرنسا فى ٢٠١٣، فى شمال مالي، فى القضاء نهائيا على الجماعات المتشددة، فقد زادت شوكتها، بل إن هناك أيضا مناطق بأكملها خاضعة لها، رغم تواجد القوات الحكومية المالية، وقوات فرنسية وأممية.
وكانت مجموعة «عدنان أبو وليد الصحراوي»، التى بايعت تنظيم «داعش» فى مايو ٢٠١٥، أعلنت فى ١٤ يناير عن تشكيل ما سمته تحالفا جهاديا، ضد القوة المشتركة، وقال متحدث باسم المجموعة يدعى عمار لوكالة «فرانس برس»، إنهم «سيقومون بكل ما بوسعهم، لمنع تمركز قوة دول الساحل الخمس».
وأضاف أن جماعته قررت التحالف مع جماعة «نصرة الإسلام والمسلمين»، التابعة لتنظيم القاعدة، والتى تأسست فى ٢٠١٧، من عدة تنظيمات فى منطقة الساحل، مبررا هذه الخطوة بما سماه «التعاون لمكافحة الكفار».
وجاء إعلان مجموعة «عدنان أبوالوليد الصحراوي»، والتى تسمى نفسها أيضا «تنظيم الدولة فى الصحراء»، بعد شهر من الاجتماع، الذى استضافته فرنسا فى ١٣ ديسمبر ٢٠١٧، حول آليات مواجهة الجماعات المتشددة فى منطقة الساحل، خاصة بعد الهجمات المتكررة، التى استهدفت قواتها فى شمال مالي، وكذلك، الهجوم، الذى أدى إلى مقتل أربعة عناصر من القوات الخاصة الأمريكية فى الرابع من أكتوبر من العام الماضى فى النيجر، والذى تبنته مجموعة «عدنان أبو الوليد الصحراوي».


خطر الجماعات
ولعل التصريحات والتحركات الفرنسية تكشف بوضوح مدى استفحال خطر هذه الجماعات، إذ أعلن الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون فى ١٣ ديسمبر الماضي، أن الحرب على المتشددين بلغت ذروتها فى منطقة الساحل، مشيرًا إلى أنه يسعى بالتعاون مع دول الساحل للانتصار عليها فى الشهور الأولى من ٢٠١٨.
وفى ختام اجتماع دولى استضافته باريس، لتسريع تشكيل قوة مشتركة من دول الساحل الخمس، قال ماكرون: «يجب أن ننتصر فى الحرب على الإرهاب فى منطقة الساحل، جماعات متشددة تشن اعتداءات يوميًا، ثمة دول إفريقية مهددة». وشارك فى الاجتماع، قادة دول الساحل الخمس «مالى والنيجر وبوركينا فاسو وتشاد وموريتانيا»، كما حضره وفود عربية وأمريكية وأوروبية.


السعودية والإمارات
وكانت السعودية والإمارات، على رأس الدول العربية التى شاركت فى الاجتماع، وقررت المملكة المساهمة بـ١٠٠ مليون دولار لتشكيل القوة المشتركة لدول الساحل الخمس، والتى قدرت تكلفتها بـ ٢٥٠ مليون يورو، فيما قدمت الإمارات العربية المتحدة بدورها ٣٠ مليون دولار. 
ويبدو أن مشاركة الدولتين جاءت فى إطار الشعور بالقلق من احتمال اتساع خطر الجماعات المتشددة فى منطقة الساحل، ما يهدد عدة دول عربية فى شمال أفريقيا أبرزها، ليبيا والجزائر، بل واحتمال امتداد نشاط هذه الجماعات أيضا إلى البحر الأحمر ومنطقة باب المندب، ما يهدد السعودية ودول الخليج. 
فمعروف أن منطقة الساحل تقع بين المحيط الأطلسى غربًا والبحر الأحمر شرقًا، وتمتد حوالى ٥٤٠٠ كم، وأطلقت عليها هذه التسمية، لأنها أقرب إلى الساحل، منها إلى الصحراء، رغم أنها تتوسط جنوب الصحراء الكبرى الأفريقية مع شمالها، وهى تغطى أجزاء من شمال السنغال وجنوب موريتانيا، ووسط مالي، وشمال بوركينا فاسو، وأقصى جنوب الجزائر، والنيجر، وأقصى شمال نيجيريا، ووسط تشاد، ووسط وجنوب السودان، وشمال إريتريا. وبصفة عامة، تضم منطقة الساحل أجزاء من عشر دول أفريقية، هي: السنغال، موريتانيا، مالي، بوركينا فاسو، الجزائر، النيجر، نيجيريا، السودان، إريتريا.



«عملية برخان» 

وبالنظر إلى أن عددا من الدول السابقة، كانت خاضعة للاستعمار الفرنسي، فإن باريس تعتبر انتشار الجماعات المتشددة، فى منطقة الساحل، تهديدا لمصالحها، ونفوذها التاريخى هناك، ولذا طرحت مطلع ٢٠١٧، مبادرة تهدف إلى تشكيل قوة مشتركة من ٥٠٠٠ عسكرى من خمس دول فى منطقة الساحل، تستمر حتى مايو ٢٠١٨، ويكون مقرها فى مالي.
وبعد اجتماع ١٣ ديسمبر فى باريس، الذى بحث الإسراع بتشكيل هذه القوة، أعلن الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون فى ٢٣ من الشهر ذاته، أن فرنسا نفذت عملية عسكرية أولى بالتعاون مع الدول الخمس، أطلق عليها عملية «برخان»، فى منطقة الحدود بين مالى والنيجر وبوركينا فاسو.
وأضاف ماكرون أن القاعدة العسكرية الفرنسية فى مدينة غاو شمالى مالى تعتبر مركزا لعمليات «برخان»، والتى تعتبر الأحدث فى العمليات العسكرية الفرنسية ضد الجماعات المتشددة، فى منطقة الساحل، بعد عمليتى «سرفال»، و«إيبرفييه»، فى كل من مالى وتشاد، فى أغسطس ٢٠١٤.


مهمة صعبة
ويبدو أن مهمة فرنسا فى القضاء على الجماعات المتشددة بحلول مايو ٢٠١٨ فى مالى والنيجر تحديدا، لن تكون سهلة، فى ضوء استمرار المشاكل التى كانت قائمة قبل التدخل الفرنسى فى شمال مالى ٢٠١٣، على حالها، خاصة ما يتعلق منها بانتشار الفقر والأمية، وضعف الحكومات المركزية، وتهميش الأقليات، بالإضافة إلى الدعاية، التى تبثها الجماعات المتشددة، حول أنها تحمى السكان هناك مما سمته «الحرب الصليبية ضد المسلمين». 
فمعروف أن منطقة شمال مالي، التى تقع على الحدود مع النيجر والجزائر وموريتانيا، يعيش فيها ما يقرب من ثلاثة ملايين شخص من القبائل العربية، وقبائل الطوارق المسلمين ذوى الأصول الأمازيغية. وتمتد منطقة شمال مالى أو كما يطلق عليها الطوارق « أزواد» على مساحة تعادل مساحتى فرنسا وبلجيكا مجتمعتين، وتعد مهد الطوارق المنتشرين فى دول المنطقة، تحديدا فى مالى والجزائر والنيجر وليبيا وموريتانيا، وهى تقع شمال نهر النيجر وتشمل ثلاث مناطق إدارية هى كيدال وتمبكتو وغاو.
وبعد أسبوع من الانقلاب العسكرى الذى أطاح فى ٢٢ مارس ٢٠١٢ برئيس مالى أمادو تومانى توريه، وتحديدا فى مطلع إبريل من العام ذاته، سقطت المناطق الثلاث بالكامل بعد ثلاثة شهور من القتال مع الجيش المالى فى أيدى الحركة الوطنية لتحرير أزواد وحركة أنصار الدين الإسلامية، التى يتهمها الغرب بتلقى مساندة من عناصر من تنظيم القاعدة فى بلاد المغرب الإسلامي.



كعكة اليورانيوم 

ورغم أن الغرب ربط حينها نجاح الطوارق فى السيطرة على منطقة شمال مالى بالكامل بسقوط نظام العقيد الليبى الراحل معمر القذافى، الذى طالما ضغط عليهم لإبرام اتفاقيات سلام مع الحكومة المركزية فى باماكو، وجند عددا كبيرا منهم فى الجيش الليبي، إلا أن الحقيقة أن حلم إقامة دولة لشعب أزواد الصحراوى لم يفارق أبدا سكان شمال مالي، بالنظر إلى التهميش الذى تعرض له الطوارق والعرب لعقود على يد حكومات باماكو المتعاقبة.
وطالما اتهم سكان شمال مالي، الغرب، بأن هدفهم أكبر من محاربة الجماعات المتشددة، المحسوبة على القاعدة، وأن لهم أطماعا فى منطقة الساحل، الغنية بالنفط واليورانيوم، وأن التدخل العسكرى الفرنسى فى ٢٠١٣، جاء للحفاظ على مصالحها الاقتصادية فى مستعمراتها السابقة، خاصة بعد اكتشاف الغاز والنفط بكميات كبيرة فى منطقة الساحل، بجانب قلقها من احتمال فقدان مخزون النيجر الكبير من اليورانيوم، فى حال تغلغل تنظيم القاعدة هناك. 



الموقعون بالدم

وكانت مجموعة مسلحة تطلق على نفسها اسم «الموقعون بالدم» تابعة لتنظيم القاعدة فى بلاد المغرب الإسلامي، تبنت التفجيرين اللذين وقعا فى ٢٣ مايو ٢٠١٣ فى شمال النيجر، وقتل فيهما ٢٥ شخصا على الأقل، من بينهم ١٨ جنديا. واستهدف تفجيرين بسيارتين مفخختين حينها قاعدة عسكرية فى أغاديز كبرى مدن شمال النيجر، وموقعا لاستخراج اليورانيوم تابعا لشركة «أريفا» الفرنسية.
وأعلن مسئولون بالنيجر حينها أن التفجيرين ألحقا أضرارا ببعض الوحدات فى منجم اليورانيوم، وهو حلقة مهمة فى سلسلة إمداد فرنسا بالكهرباء حيث تورد النيجر نحو خمس اليورانيوم، الذى تحتاجه المحطات النووية الفرنسية.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن وزير الدفاع النيجرى محمدو كارجو قوله إن التفجيرين نفذا بسيارتين مفخختين، فيما قالت شركة أريفا التى تشغل منجم سومير لليورانيوم، وهو أكبر منجم فى النيجر، إن واحدا من موظفيها المصابين توفى بعد الهجوم.


أمريكا ويورانيوم النيجر
وبجانب فرنسا، فإن الولايات المتحدة هى الأخرى، ترغب هى الأخرى فى الاستفادة من اليورانيوم فى النيجر، إذ نشرت هناك طائرات بدون طيار وعسكريين، لتدريب القوات القادمة من بضع دول بغرب أفريقيا، قبل نشرها فى شمال مالى فى ٢٠١٣، وذلك لحفظ السلام هناك، بعد انتهاء العملية العسكرية الفرنسية.
وبالنسبة للجزائر وموريتانيا، فإنهما يشعران بقلق بالغ إزاء ما يحدث فى مالي، وشددتا على وحدة هذه الدولة المجاورة، مع التلميح بدعم بعض مطالب الطوارق فى حال تخلوا عن تحالفهم مع الحركات المتشددة فى أزواد المحسوبة على القاعدة.
ويبدو أن المتحدث باسم الحركة الوطنية لتحرير أزواد موسى آغ طاهر حاول طمأنة الجزائر وموريتانيا فى هذا الصدد، حيث أكد فى تصريحات لشبكة «فرانس ٢٤» احترام حركته «العلمانية» الحدود مع الدول المجاورة فى الصحراء، أى الجزائر وموريتانيا والنيجر، وأدان فى الوقت ذاته رفض جماعة أنصار الدين الإسلامية وقف إطلاق النار مع الجيش المالي، كما ندد بمحاولات ما سماها بعض «القوى الإرهابية» تهديد استقلال «دولة أزواد».
وفى المقابل، تسابق التنظيمات المتشددة الزمن فيما يبدو للفوز بكعكة « اليورانيوم»، ولذا تحالف تنظيما القاعدة وداعش هناك، رغم الاختلاف الأيدلوجى بينهما.


تنظيم القاعدة
فمعروف أن تنظيم «القاعدة» تغلغل فى أفريقيا عقب أحداث ١١ سبتمبر ٢٠٠١، وانتشر فى أكثر من دولة هناك، وفى مارس ٢٠١٧، حذر تقرير صادر عن السفارة الأمريكية فى مالى من عمليات إرهابية قد تستهدف العديد من رعايا الدول الغربية، وذلك بعد الإعلان عن تحالف بين جماعات متشددة محسوبة على القاعدة فى شمال مالي، هى «المرابطين» بقيادة مختار بلمختار، وحركة «ماسينان»، وجماعة «كتائب الصحراء»، بالإضافة إلى ظهور جماعات متشددة جديدة مثل، «أنصار الدين» و«الجهاد والتوحيد».
ويعتبر تنظيم القاعدة فى بلاد المغرب الإسلامى، امتدادًا للجماعة السلفية للدعوة والقتال فى الجزائر التى انشقت عن الجماعة الإسلامية المسلحة فى عام ١٩٩٧.
وجاء هذا الانشقاق اعتراضًا على استهداف الجماعة الإسلامية المسلحة للمدنيين، وتركزت أعمال الجماعة السلفية فى البداية على المواقع العسكرية، ولكن منذ عام ٢٠٠٣، وفى أعقاب الاحتلال الأمريكى للعراق تحولت للقيام بأعمال خطف الأجانب إلى جانب ضرب المواقع العسكرية، واتخذت أعمالها أبعادًا إقليمية بعد أن أصبح عناصرها يجوبون فى الصحراء الكبرى، واستمرت على هذا النحو إلى أن أعلنت فى يناير ٢٠٠٧ انضمامها إلى تنظيم القاعدة، وغيرت اسمها إلى تنظيم القاعدة فى بلاد المغرب الإسلامى.
واللافت إلى الانتباه أن «الموقعون بالدم» المرتبطة بتنظيم القاعدة فى المغرب الإسلامي، كانت أعلنت أيضا مسئوليتها عن اختطاف عشرات الرهائن الأجانب فى موقع «عين أمناس» النفطى جنوب شرقى الجزائر فى ١٦ يناير ٢٠١٣، احتجاجا على التدخل العسكرى الفرنسى فى شمال مالي، والتى قتل فيها ٣٢ مسلحًا و٢٣ رهينة.
ورغم إعلان مصادر فرنسية وتشادية، قبل عملية «عين أمناس»، عن مقتل الجزائرى مختار بلمختار، مؤسس «الموقعون بالدم»، فإنه تبنى التفجيرين اللذين وقعا فى ٢٣ مايو ٢٠١٣ فى شمال النيجر، وقتل فيهما ٢٥ شخصا، وتوعد حينها بالمزيد من الهجمات على تلك الدولة الأفريقية، وغيرها من الدول المشاركة فى التدخل العسكرى فى مالي.
ونشرت وكالة «الأخبار» الموريتانية حينها، بيانا وقعه بلمختار جاء فيه «سننقل المعركة إلى داخل النيجر، إلى فرنسا وكل الدول التى تشارك فى الحملة الصليبية على أرضنا فى مالى ولو باسم حفظ السلام، سنذيقكم حر القتل والجراح فى دياركم وبين جنودكم، وكما تَقتلون تُقتلون، وكما تَقصفون تُقصفون، والبادئ أظلم»، وأشار بلمختار إلى أن تفجيرى النيجر نفذا بالاشتراك مع جماعة «التوحيد والجهاد فى غرب أفريقيا»، وهى إحدى أكبر الجماعات المسلحة فى شمال مالي.



داعش.. والبحث عن أماكن جديدة

وبالإضافة إلى تنظيم القاعدة، يسعى "داعش" أيضا لإيجاد مناطق جديدة تكون بديلة للمناطق، التى خسرها فى سوريا والعراق، وتعتبر أفريقيا دائما المفضلة عند التنظيمات المتشددة، نظرا للحروب الأهلية المنتشرة بها، فضلا عن وجود عدد كبير من المسلمين، وصلوا إلى ٥١.٧٪ من تعداد سكانها، أى نحو ٢٤٢ مليون نسمة من إجمالى مجموع سكان القارة، البالغ نحو ٤٦٧ مليونا.
ووصل أعداد المنضمين لداعش من دول القارة السمراء حوالى ستة آلاف مقاتل، من بين ٣٠ ألف مقاتل أجنبى فى التنظيم، حسب ما قاله مفوض السلم والأمن فى الاتحاد الأفريقى إسماعيل شرقى مؤخرا.
ويبدو أن الأسوأ لم يقع بعد، إذ تمدد «داعش» فى وقت قصير بالقارة، وانتشر غربًا فى تشاد والنيجر ومالي، وجنوبًا فى نيجيريا.
وأعلنت عدة تنظيمات متشددة مؤخرا مبايعتها لداعش، منها جماعة جند الخليفة فى الجزائر كانت تابعة للقاعدة ضمن فروع ما يسمى تنظيم القاعدة فى بلاد المغرب الإسلامي، ولكنها انشقت عنه وأعلنت على لسان زعيمها خالد أبوسليمان مبايعتها لداعش، كتيبة عقبة بن نافع فى تونس (انشقت عن القاعدة وبايعت داعش)، جماعة «بوكو حرام» فى نيجيريا، جبهة شرق أفريقيا الصومالية.



«الأعور» الأخطر في أفريقيا والعالم 

ولعل إلقاء نظرة على الشخصيات الإرهابية الموجودة في أفريقيا يزيد من القلق حول مستقبل القارة السمراء ، إذ يتصدر الجزائرى مسعود عبدالقادر مختار بلمختار، أو «الأعور»، قائمة أخطر الإرهابيين فى أفريقيا والعالم، ويطلق عليه البعض «السيد مارلبورو»، لاحتكاره تهريب سجائر مارلبورو فى منطقة الساحل الأفريقى من أجل تمويل أعماله الإرهابية، كما يطلق عليه مسئولو الاستخبارات الفرنسية «الرجل الذى لا يمكن الإمساك به»، لهروبه رغم تورطه فى الكثير من الأعمال الإرهابية.
ولد بلمختار فى مدينة غرداية جنوب الجزائر، الواقعة على أبواب الصحراء الكبرى، وقبل بلوغه العشرين ذهب للقتال فى أفغانستان فى ١٩٩١، حيث فقد عينه اليمنى، ما أدى إلى إطلاق لقب «الأعور» عليه. وكان بلمختار، قائدا سابقا فى «تنظيم القاعدة فى بلاد المغرب الإسلامي» قبل أن يغادره ويؤسس فى نهاية ٢٠١٢ تنظيم «الموقعون بالدم»، الذى تبنى فى يناير ٢٠١٣، عملية احتجاز رهائن فى منشأة عين أمناس النفطية فى جنوب الجزائر. 
ورغم أن تشاد أعلنت مقتله فى أبريل ٢٠١٣، لكنه أعلن فى مايو من العام ذاته تبنيه اعتداء فى النيجر أسفر عن سقوط ٢٠ قتيلا. وفى العام ٢٠١٣، اندمج تنظيمه مع «حركة التوحيد والجهاد فى غرب أفريقيا»، إحدى أكبر الجماعات المتشددة، التى سيطرت على شمال مالى فى ٢٠١٢، وبالتالى ولادة تنظيم جديد أطلق عليه جماعة «المرابطون»، بزعامة بلمختار. وحسب «فرانس برس»، أعلنت جماعة «المرابطون» فى مايو ٢٠١٥ مبايعتها تنظيم داعش، إلا أن بلمختار نفى ذلك، وجدد البيعة لزعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري.



أبو مصعب عبدالودود 

يعتبر عبد المالك دروكدال، زعيم تنظيم القاعدة فى المغرب الإسلامي، أيضا، من أخطر الإرهابيين فى العالم، وقد حكم عليه غيابيًا بالإعدام بالجزائر، كما قام مجلس الأمن الدولى فى ٢٧ أغسطس٢٠٠٧، بإدراج اسمه ضمن قائمة الإرهاب الموحدة، التى تضم كلا من تنظيم القاعدة وحركة طالبان.
ودروكدال الذى عرف أيضًا بـ«أبومصعب عبدالودود»، كان يتزعم الجماعة السلفية للدعوة والقتال فى الجزائر، وهو مهندس تكنولوجيا من مواليد ١٩٧٠ بمدينة مفتاح جنوب غربى الجزائر العاصمة. وشارك دروكدال فى الحرب فى أفغانستان ضد الاتحاد السوفيتى السابق، وفى عهده، انضمت الجماعة السلفية للدعوة والقتال إلى تنظيم القاعدة، وغيرت اسمها فى يناير ٢٠٠٧ إلى «تنظيم القاعدة فى بلاد المغرب الإسلامي». 
وفى ١٣ مارس ٢٠١٢، أصدرت محكمة الجنايات بالجزائر العاصمة حكما بإعدام زعيم تنظيم القاعدة فى بلاد المغرب الإسلامى عبد المالك دروكدال وثمانية من معاونيه غيابيًا فى قضية تفجيرات قصر الحكومة ومركز شرطة فى ١١ أبريل ٢٠٠٧. 
ونقلت وكالة «فرانس برس» عن القاضى الجزائرى الطيب هلالى قوله حينها:«حكمت المحكمة غيابيا نهائيًا بالإعدام ضد عبدالمالك درودكال لارتكابه جناية القتل العمدى مع سبق الإصرار والترصد وإنشاء جماعة إرهابية وارتكاب اعتداءات باستعمال المتفجرات». يذكر أنه فى ١١ أبريل ٢٠٠٧، استهدفت ثلاث تفجيرات بواسطة سيارات مفخخة يقودها انتحاريون قصر الحكومة ومركز شرطة بباب الزوار بالضاحية الشرقية للجزائر العاصمة، ما أسفر حينها عن مقتل ٢٠ شخصا وإصابة ٢٢٢ آخرين بجروح. وترددت أنباء أكثر من مرة حول مقتل دروكدال فى عمليات للجيش الجزائري، إلا أنه لم تتأكد صحتها، فيما قتل عبدالمالك غوري، أحد كبار معاونيه السابقين. وكان الجيش الجزائرى أعلن فى ٢٣ ديسمبر ٢٠١٤ أنه تمكن من القضاء على «ثلاثة إرهابيين» بمنطقة يسر بولاية بومرداس شرق الجزائر العاصمة، ومن أبرزهم عبدالمالك غوري، المكنى بـ«خالد أبو سليمان»، والذى كان أحد المقربين من عبدالمالك دروكدال قبل أن ينشق عنه.