الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

المشاركون في مؤتمر المشرفين على شئون اللاجئين: قرار واشنطن بتخفيض موازنة الأونروا ضربة قاسية لخطط وكالة الغوث.. ويهدد مستقبل عملها

الدكتور زكريا الأغا
الدكتور زكريا الأغا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
شدد المشاركون في مؤتمر المشرفين على شؤون اللاجئين في الدول العربية المضيفة في دورته الـ 99 والذي عقد في مقر الجامعة العربية، على ضرورة تقديم الدعم لتحسين أحوال اللاجئين الفلسطينيين والتخفيف عنهم، مستنكرين في الوقت ذاته السياسات الإسرائيلية العدوانية بحق الشعب الفلسطيني.
وانتقد رئيس دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينية الدكتور زكريا الأغا، القرار الذي اتخذته الادارة الأمريكية بتقليص مساهمتها الى حد كبير مما يهدد قدرة الوكالة الدولية على تقديم خدماتها للاجئين الفلسطينيين، معتبرا تقليص مساهماتها لميزانية الوكالة ووصولها في العام 2018 الى 60 مليون دولار بعد أن كانت في عام 2017 تقدر بأكثر من 350 مليون دولار، يمثل ضربة قاسية لخطط وكالة الغوث ويهدد مستقبل عملها، معربا عن آسفه لهذا الإجراء بالعجز المالي الذي انتهى به عام 2017 بلغ 49 مليون دولار والعجز المتوقع لعام 2018 يقدر بحوالي 150مليون دولار يضاف اليه مبلغ 300 مليون والتي كان من المفروض ان ترسلها الادارة الامريكية.
وكرر الاغا مناشدته من خلال الجامعة العربية لجميع الإخوة العرب باهمية الإلتزام بتغطية النسبة 7.8% من ميزانيتها وسرعة تنفيذ هذا القرار من اجل إنقاذ الوكالة من الأزمة الخانقة التي تواجهها، مشيرا انه من الواضح ان العجز الذي يتكرر سنويا في موازنة الاونروا يعود لأسباب سياسية وليست مالية وذلك لتصفية الوكالة الدولية التي تمثل الشاهد الدولي على نكبة اللاجئين الفلسطينيين منذ سبعة عقود.
وقال الأغا في كلمته، إننا ندعم عملية الاصلاح في وكالة الغوث التي تتضمن عدم اشتراط الممولين لاستثمار تمويلهم في مناطق عمليات أو برامج محددة، وعدم حرمان المستفيدين من برنامج JCP من مباشرة عملهم على الرغم من تعاقدهم لعدم توفر التمويل، وعدم تعطيل برنامج الغذاء بسبب التراجع الأمريكي عن التمويل، وعدم إلغاء الحسابات البنكية لنصف المستفيدين من المساعدات النقدية، وعدم تسريح العاملين دون تعيين آخرين بدلا منهم.
وقال ان اقدام الادارة الامريكية على اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها اليها غير مقبول لدى المجتمع الدولي لانه يمثل خرقا فاضحا لمبادىء الشرعية الدولية والقانون الدولي خاصة قرارات مجلس الأمن والجمعية العمومية بشأن القدس.
وأوضح ان الرد على الإجراءات الاسرائيلية والقرار الامريكي يتطلب منا اليوم دعم قرارات المجلس المركز الفلسطيني والذي تضمن تعليق الاعتراف بإسرائيل الى حين اعترافها بدولة فلسطين والغاء قرار ضم القدس الشرقية ووقف الاستيطان ووقف التنسيق الأمني بكافة اشكاله والعمل على الانتقال من مرحلة سلطة الحكم الذاتي الى مرحلة الدولة.
وطالب الاغا، الامم المتحدة خاصة مجلس الأمن بتنفيذ القرارات الخاصة بالنزاع الفلسطيني الاسرائيلي حتى يتسنى إقامة سلام عادل وشامل في المنطقة وضرورة اعادة الاعتبار للشرعية الدولية بتنفيذ إعلانها عدم شرعية القرارات الامريكية المنحازة وتأكيدها على قراراتها السابقة المتعلقة بالقدس والاستيطان واعترافها بفلسطين كدولة عضو في الامم المتحدة فقد ان الاوان لاستصدار هذا القرار بعد قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 67/ 19 الصادر في نوفمبر 2012 الذي منح فلسطين مكانة دولة مراقبتي الامم المتحدة وسنعمل حتى الحصول على العضوية.
واكد ان سنوات الانقسام خلفت واقعا معقدا يتطلب وقتا وجهودا كبيرة للتغلب على الاثار المتراكمة خلالها ورغم العراقيل والتحديات فإننا نعول على إرادة شعبنا التي تصر على ان لا عودة عن إنجاح المصالحة والوحدة الوطنية وتحطيم الحصار الذي يفرضه الاحتلال.
وتابع: قضية اللاجئين الفلسطينيين هي جوهر الصراع ومفتاح السلام وتتعرض لمحاولة التهميش وتطرح بعض الدول الغربية حلولا للتوطين تتنافى مع القرار 194، الذي ينص على حقهم بالتعويض والعودة.
من جانبه اكد مدير إدارة فلسطين بوزارة الخارجية المصرية السفير بهاء دسوقي على أهمية تقديم الدعم والمؤازرة للاجئين والشعب الفلسطيني.، مشيرا الي ما تمر به القضية الفلسطينية من تحديات جسام يتمثل أهمها في اتخاذ الرئيس الامريكي ترمب قرار بتقل السفارة الامريكية الى القدس واعتبارها عاصمة لإسرائيل الشهر الماضي وهو القرار الذي كان دافعا للحكومة الاسرائيلية لتكثيف ممارستها وسياستها الاستيطانية ومحاولات التغيير الديمغرافي والتاريخي للقدس.
واكد على ضرورة دعم وكالة الاونروا وتأمين سبل ومصادر تمويل مبتكرة لضمان قدرتها على خدمة اللاجئين ورعاية مصالحهم والإبقاء على حق العودة حيّا والتصدي بكافة السبل الى محاولات تصفية عملها والتأكيد على الموقف العربي الرافض لتوطين الاشقاء الفلسطينيين تأكيدا لحقهم في العودة الى أراضيهم، مشددا ان القدس لها طابع مقدس وديني للمسلمين والمسيحيين ولكافة أتباع الأديان السماوية ولأنها حق لسكانها الأصليين لا يمكن التخلي عنه.
واضاف، ان مصر من خلال عضويتها في مجلس الأمن مساعيها مع كافة الدول للتأكيد على الوضعية القانونية لمدينة القدس وهو التحرك الذي اظهر اجماع دولي واسع النطاق يؤكد على مشروعية وقوة الموقف العربي وكلل الجهود العربية بمشروع قرار مجلس الأمن الذي أيدته 14 دولة وواجه فيتو أمريكي.
وأوضح السفير دسوقي ان القضية الفلسطينية تحتل أولوية هامة في السياسة الخارجية المصرية والشعب المصري وان الوصول الى تحقيق حلم الفلسطينيين بإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية هو هدف لن تتوانى مصر عن مساعدة أشقائها الفلسطينيين لتحقيقه، مؤكدا ان مصر تؤمن بضرورة بل وحتمية إنهاء الانقسام الفلسطيني داعيا كافة الفصائل الفلسطينية الى تغليب المصلحة الوطنية العليا لإنهاء كافة الخلافات وتخطي المعوقات والعقبات التي تشوب إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة وإعادة الوحدة الفلسطينية.
يشار إلى أن جدول أعمال هذه الدورة يشمل، الهجمة الإسرائيلية التهويدية الشرسة ضد مدينة القدس وإعلان الرئيس الأمريكي ترمب، الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الامريكية اليها، وقرار تقليص المساعدات الأمريكية لميزانية وكالة الغوث، كما سيبحث المؤتمر قضية اللاجئين الفلسطينيين ونشاطات وكالة الغوث 'الأونروا' والأزمة المالية الخطيرة التي تواجهها، علاوة على مناقشة ملف الاستيطان الإسرائيلي، والهجرة اليهودية، وجدار الفصل العنصري، وموضوع التنمية في الأراضي الفلسطينية، وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني في نضاله ضد الاحتلال.
كما يستعرض المشاركون في الاجتماع جهود الأمانة العامة على المستوى الدولي لدعم الموقف الفلسطيني، اضافة الى بحث ومناقشة أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في الدول العربية وآخر التطورات بشأن قيام الحكومة الاسرائيلية ببيع املاك اللاجئين الفلسطينيين والتصرف فيها.
يشارك في هذا الاجتماع ممثلون عن الدول العربية المضيفة للاجئين ومنظمة المؤتمر الإسلامي، والأمانة العامة لجامعة الدول العربية، والمنظمة العربية للعلوم والثقافة 'ألكسو، والمنظمة الإسلامية للعلوم والثقافة "أسيسكو". ‬