الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

أسرار زيارة طه حسين للمدينة المنورة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
زار الدكتور طه حسين عميد الأدب العربي السعودية في يناير من عام 1955 وكانت زيارته محل اهتمام كبير من المسئولين والمثقفين هناك، وكان طه حسين قد أجرى مقابلات وحوارات مع المفكرين في المملكة، وقد قام الباحث محمد القشعمي بجمع تلك المنثورات ليوثق لزيارة أحد رموز الفكري التنويري في العالم العربي. 
وكانت كلماته مؤثرة في المثقفين حينما قال في الإذاعة "ما أشد شوقي وما أشد شوقكم فيما أحقق إلى أن نرى هذه البلاد كما عرفناها من كتب الأدب، وإلى أن نرى شعراءها يحيون في المدينة ومكة وفي نجد وفي الحجاز كما كانوا يحيون، ويبعثون من الحياة إلى أعماق القرون مثلما كانوا يبعثون”. 
ورأيه حول الثقافة التي حملها هما على عاتقه وذلك في إجابته في مجلة "المنهل" يقول طه حسين: “أتمنى أن يرفعوا الثقافة والأدب والعلم والفن فوق منافع الحياة المادية وأغراضها وأن يؤثروها على كل شيء وأن يطلبوها نفسها لا لما تحقق لهم من المنافع القريبة، وأن يتخذوها غايات لا وسائل وهم مطمئنون إلى أن الرجل المثقف أنفع لنفسه وللناس من الرجل الجاهل، وأن العقول التي يقومها العلم ويزكيها الفن هي وحدها التي تستطيع أن تنتج وأن تملأ الدنيا خيرا." 
وفي عرضه للكتاب في مقاله قال الأديب السعودي حسن النعمي:" لقد أسبغ طه حسين على السعودية لبوسًا ثقافيًا؛ حيث ربطها بتاريخ العرب العريق في جزيرتهم، فخطابه الذي ألقاه في افتتاح حفل الدورة التاسعة، للجنة الثقافية للجامعة العربية، كان معبّرًا عن أصالة المكان الدينية والثقافية والحضارية، فهي، بهذا المعنى التاريخي، منبعٌ يغذي روافده بأصالة اللغة، وروعة الأدب، وعمق الفكر، وهي، حسب تعبيره، الكل «الذي كوَّن قلبه وعقله وذوقه وعواطفه جميعًا»، إنَّ هذه المداخلة لا تخلو من الصدق، كما أنَّها لا تخلو من واجبات الموقف، فللصدق جانبٌ عميقٌ؛ حيث لا أحد يقدر أن يجادل في مسلماتٍ تاريخية"
وكانت أبرز المواقف التي لفتت نظر الكل هو زيارته للمدينة المنورة ورده حينما طلبوا منه خطابا: كيف تريدونني أن أرفع صوتي في هذا البلد، وقد نزل فيه قول الله عز وجل: (يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي) 
وقد اشتهر طه حسين بمواقفه من القداسة التي تغلف التاريخ والتراث، وقد أصدر كتابه " في الشعر الجاهلي" الذي أحدث ضجة في العالم العربي، وواجه بعدها حملات ضخمة في التشويه والاتهام بالكفر ومعارضة النص القرآني.