تراه من بعيد يتبدى لك هذا الشعور بروح السبعينيات وأصالة الأجداد، محلٌ صغير على حافة الرصيف بمحافظة السويس، حين تراه لا تتوقع ما اكتسبه من صيت وسمعة، فهو متواضع لا يبدو عليه أنواع الترف أو الحداثة، ولكن حين تعلى حسن الجودة والتعامل على التواضع يولد من التواضع غنى.
يعرفه كل من عاصر بدايته، ثم تتوالى الأجيال إلى أن يصبح أفضل محل أحذية بالسويس.
فقد اكتسب شهرته بحسن معاملاته وجودة منتجاته منذ افتتاحه فى عام ١٩٧٥ بشراكة بين الصديقين محمد حسن والحاج دسوقى اللذين قررا شق طريق العمل بأيديهما.
وبعد وفاتهما ورثه الأبناء ولكن العلاقة بينهم لم تكن على ما يرام كما كان أبويهم، فيقول حسن محمد ذو الـ٥١ عاما «كنت أعمل مع والدى منذ صغرى وأسافر معه فأكتسب خبرة العمل، وقصة المحل أن أبى وصديقه اشتركا فى هذا المشروع واكتسبا سمعة طيبة بسبب جودته وحسن التعامل مع الزبائن، وكان هناك محلان منافسان لنا لكن الشهرة الذائعة كانت من نصيبنا.
وتابع: «انتهج والدى والحاج دسوقى الإستايل الكلاسيكى ومن ثم سرنا نحن الأبناء على نهجهما، ولكن بدأنا فى التجديد منذ فترة مراعاة لاختلاف الزمن والأذواق ولكن ما زال الكلاسيك هو أساس العمل، أما زبائننا فمن المرحلة المتوسطة إلى كبار السن ومن تطلب مهنته الملابس الكلاسيكية، والمحامين وبعض الشباب».
ويصف حسن علاقة أبيه بشريكه قائلًا: «كانت علاقة أبى وصديقه كعلاقة الأخ بأخيه، حتى أن التجار اعتقدوا أنهما أخوان وبعد وفاتهما اكتشفوا أنهما صديقان»، فهذا الحب هو سر روح النجاح والجمال الكامنة فى المحل.
