الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

«البوابة نيوز» فجرت القضية.. الراقصات: «حرام تحرمونا من تبنى الأيتام.. وبنحب الخير».. وعلماء النفس اعتزالهن هو الحل.. والدين: يخالف الشريعة

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الراقصات والأيتام، قضية شائكة منذ سنوات طويلة منذ أن استعرضها فيلم الراقصة والسياسي، ورغم الضغوط التى حاول البعض ممارستها لإلغاء قرار منع الراقصات من تبنى الأيتام، إلا أن الوضع لم يتغير وما زال الشد والجذب قائما، وهو ما فتح الباب مجددا من جانب بعض الفنانات العاملات فى مجال الرقص للمطالبة بمساواتهن بباقى أفراد المجتمع.
وفى هذا السياق أثار حوار «البوابة نيوز» الأسبوع الماضى مع الفنانة «لوسي» جدلا واسعا فى هذه القضية الشائكة التى طرحتها الراقصة الكبيرة «لوسى» حول رفض بعض دور الرعاية تبنى الراقصات للأطفال لكونها راقصة، خاصة بعد ما حدث مع لوسى ومنعها من قبل إحدى دار أيتام من تبنى طفلة بزعم أن لديها طفلا وهذا لا يجوز.
وتكرر نفس الأمر أيضا مع الراقصة شمس عندما قررت تبنى طفلة ورفضت الدار طلبها بسبب كونها راقصة على طريقة نبيلة عبيد فى «الراقصة والسياسي» عندما قررت أن تتولى إقامة أعمال خيرية بعد تعرضها لوعكة، فقررت أن تنشئ ملجأ للأيتام. 

«البوابة نيوز» تفتح هذا الملف الشائك والذى استعرضت فيه وجهات نظر بعض الراقصات اللاتى طالبن بالمساواة، إلى جانب رؤية أساتذة علم الاجتماع والطب النفسى والقانون والتشريع لحسم هذا الجدل.

لوسى: «طالما بترفضوا أعمالنا الخيرية بتاخدوا مننا ضرائب ليه؟»
تقول الراقصة «لوسي»: أولا أنا ضد الآراء التى ترفض أن أكون راقصة، وأى راقصة لا يصح لها أن تتبنى طفلا بسبب مهنتها، وأسأل الجهات المسئولة عن هذه القوانين، ما دام الأمر تعتبرونه عارًا لهذه الدرجة بأن الراقصة لا يجوز لها أن تتبنى طفلا لماذا تأخذون منى أو من غيرى ضرائب وتحاسبنا المصنفات؟، وبالنسبة لى بالفعل قد حدثت لى مشكلة فى هذا الموضوع سابقا، وهى أننى كنت أريد أن أتبنى بنتا، ودار الرعاية رفضت تماما لكون «لدى ولد»، وقالوا لى بالنص «يصح لك أن تتبنى ولدا أو بنتا لا لكونك لديك ولد، لأنه من الممكن أن تكبر البنت والولد ينظر لها نظرة زوجة وليست كأخت، وأنا رديت وقتها وما الأزمة فى أن ابنى يتزوج فتاة أنا تبنيتها وقمت بتربيتها»، وأرى أن هذه فكرة خاطئة لأنهم وضعوا كل تركيزهم فى الشكل الجنسى وليس الآدمي، لذلك لم أستطع أن أتبنى الطفلة، وبعدها قمت بكفالتها بالكامل فى مكانها وهو الملجأ، وبعدها قال لى أشخاص آخرون من الممكن أن نجعلك تتبنين أكثر من طفلة ولكن من «تحت الترابيزة» ولكننى رفضت بشدة لأننى أريد أن أسير وفق قوانين البلد وبطريقة سليمة.

فيفى عبده: ليس من حق أحد أن يمنعنا من تبنى الأيتام 
أما الأمر بالنسبه للفنانة الكبيرة فيفى عبده فكان مختلفا تماما عن أى فنانة أخرى حيث إنها أم بالفعل ولم تحتج إلى تبنى أطفال وكونها ست أصيلة وبنت بلد وتعى جيدا أى مسئولية تقع على عاتقها، قامت الفنانة الكبيرة تحيا كاريوكا قبل رحيلها وهى على فراش الموت بإلزام فيفى بتبنى طفلة حيث إن الراحلة تزوجت ١٤ مرة، إلا أنها لم ترزق بطفل فى أى من زيجاتها، لهذا لجأت للتبنى فى سنوات عمرها الأخيرة، كى تعوض شعور الأم الذى حرمت منه، وذات يوم وجدت كاريوكا طفلة رضيعة أمام باب شقتها التى كانت تقيم بها فى الدقي، فقامت بتبنيها، وأطلقت عليها اسم «عطية الله» وهو الاسم الذى اختاره لها الشيخ «محمد متولى الشعراوى» وحين اشتد المرض بكاريوكا تركت ابنتها أمانة لدى فيفى عبده، كى تقوم بتربيتها وعن تلك التجربة ورأيها بما ينادون بمنع الراقصات من تبنى الأطفال أجابت: طوال حياتى وأنا لا أتاجر بهذه الحكاية تتمكن البنت من العيش حياة هنيئة حيث إننى ألحقتها بأفضل المدارس، وأبعدتها عن أضواء التليفزيون وعدسات الصحافة، كى تتمكن من العيش حياة هنيئة، والحمدلله أكملت رسالتى معها مثلها مثل بناتى الحقيقيين بالضبط.

هياتم: بعض النساء لسن راقصات وأخلاقهن سيئة
تعتبر الراقصة «هياتم» من أشهر راقصات مصر فى فترة السبعينيات، حيث بدأت الرقص وهى لم تتجاوز العشرين من العمر فى الأفراح وحفلات الزفاف الشعبية وسرعان ما لمع نجمها واتجهت للعمل فى كازينوهات القاهرة الليلية وزادت شهرتها بعد ذلك.
وعن رأيها فى تلك القضية الشائكة قالت: أنا مندهشة للغاية من بعض الملاجئ التى تعطى نفسها الحق فى منع الراقصة من القيام بأعمال خيرية وأتساءل لماذا يفعلون ذلك؟، فهذا عمل خير وأرى أن أى إنسان يقدم على فعل خير ليس من حق أحد فى الوجود أن يقف عائقا أمامه، ولا بد أن تحترم الراقصة التى تريد أن تتبنى وأقول: «هناك نساء لسن راقصات وأخلاقهن سيئة» فهل يعقل أن نأخذ الأمور بالمظاهر، ولماذا نضع رؤوسنا فى الرمال مثل النعام، وأريد أن أبعث برسالة للذين يغذون فكرة الراقصة عند البعض: «نحن الذى نفعل فى أنفسنا ذلك لدى الإخوان والمتأسلمين ونحن لا بد أن نتصدى لذلك»، وأكدت أن الراقصة لا تفعل شيئا خاطئا وهى أشرف من كثيرات، وأنا قلبا وقالبا مع أى راقصة تفعل فعل خير.

علماء النفس: اعتزالهن هو الحل

أما علماء النفس والاجتماع فكان لهم تحليلهم الخاص حول ما يمنع أى راقصة من تبنى أطفال أو يتسبب تبنيها خطورة على المجتمع المصري، أو هل هناك حالات من الأطفال عرضت عليهم من طفل يعانى من عقدة نفسية لأن والدته راقصة أو أحد يقوم بمعايرته بسببها؟. 

فى البداية تقول الدكتورة هالة منصور أستاذة علم الاجتماع إن الراقصة لا تصلح لتبنى طفلة، وأضافت: أرى دائما أن الأطفال الذين ليس لهم مأوى أو أسرة لا بد أن نوفر لهم مناخا جيدا وعيشة اجتماعية سوية قد تكون أفضل من الملجأ أو دار الرعاية الذى يتواجد فيها، فلا بد أن تكون البيئة التى ينشأ فيها مناسبة ونوفر لها جوا صحيا مناسبا وكون الجهات التى تمنع من تبنى الراقصات للأطفال فأنا مع تلك الآراء، لأن تبنى راقصة لطفل يعنى خروجا على المعايير المتعارف عليها من البيئة الأخلاقية التى لا بد أن ينشأ الطفل فيها بطريقة أفضل.

وأضافت أن الراقصة عملها كله يكون ليليا وتكون على مدار فترات طويلة خارج المنزل والطفل يحتاج إلى رعاية أكثر، وأكدت أن الراقصات لطالما أكدن أنه عمل خيرى إلا أن مهنتهن بها محاذير كثيرة، لافتة إلى أنه إذا قامت تلك الراقصة التى تريد تبنى طفلة فعليها أن تعتزل الرقص وتصبح حرة. 
بينما قال دكتور جمال فرويز أستاذ الطب النفسي، أنه ليس ضد تبنى الراقصة لطفل والمجتمع هو من يعرقل ذلك.



نجوى فواد: تبنيت طفلة وأصبحت أمًا صالحة ومتدينة.. وللرافضين: عيب عليكم
تعتبر الراقصة نجوى فؤاد من أشهر راقصات مصر والوطن العربى وبسبب ما حققت من شهرة ونجاح وانشغالها بعملها الفنى ضحت بحلم الأمومة، ورغم ما حصدته من أموال ونجاح، إلا أنها ذات يوم عادت إلى نقطة الصفر من جديد وكادت ألا تتحمل وتحدت كل القيود وقامت بتكفلها لطفلة وعن تجربتها فى التبنى ورأيها فى بعض دور الأيتام التى ترفض أن تتبنى الراقصات للأطفال، قالت:
يااه أنت تعودين بى إلى زمن من الأحاسيس والمشاعر والآلام، واستكملت قائلة: فى البداية أنا ضد أى شخص يعطى لنفسه الحق فى منع الراقصة من التبني، لأننى أرى أنه من الممكن أن تكون هناك إنسانة ليست هى راقصة، ولكن لا تصلح أن تكون أما من الأساس أو امرأة تربوية لطفل أو طفلة، فالراقصة التى لم تنجب وتتبنى طفلة من الممكن أن تكون أفضل من امراة تعمل فى مجال آخر، لافتة إلى أن أكبر مثال على ذلك هى الراقصة فيفى عبده فهى متبنية أكثر من فتاة وقامت بتربيتهن وأنفقت عليهن مبالغ باهظة، وبالنسبه لى قمت وأنا فى مرحلة الشباب بتبنى طفلة تدعى «نادية» وربيتها على أفضل ما يرام، ورغم أنى راقصة إلا أنها متدينة للغاية ومرتدية الحجاب وحافظة للقرآن الكريم، وأنا كنجوى ليس لدى التمسك الذى هى به وقمت بتعليمها على أعلى مستوي، حيث إنها تخرجت فى كلية الحقوق ثم قامت بعمل دبلومة بعد الكلية وهى الآن أصبحت أما ولديها ثلاثة أبناء وأصغر ابن لها الآن عمره ثلاث وعشرون عاما وتعيش حياة كريمة، وتابعت: أنا شعرت بتلك الطفلة جيدا عندما رأيتها لأن الذى قامت بتربيتى وأنا صغيرة هى زوجة والدى لأن والدتى توفيت وكان عمرى ثلاثة أشهر، وبصراحة مرات «أبويا» ربتنى تربية دينية وبيتوتية، وشددت على أن تلك العقليات التى تنادى بمنع الراقصة من تبنى أطفال لكونها راقصة لا بد أن تتغير وأقول لهم بالمعنى الدارج «عيب عليكم وكفايه فتوى وكلامكم لم يذكر فى القرآن».

نبيلة عبيد: لن أتنازل عن حلمى.. وارجعوا لـ«الراقصة والسياسى»
قدمت النجمة الكبيرة «نبيلة عبيد» دورا من أروع أدوارها فى تاريخ السينما المصرية كله من خلال فيلم «الراقصة والسياسي» حيث قامت بتسليط الضوء على شخصية الراقصة ودورها فى الأعمال الخيرية رغم كونها راقصة ومنع بعض الجهات من تسهيل أى إجراءات لها لكونها راقصة، خاصة منعها من تبنى طفل أو طفلة أو التفكير فى إنشاء ملاجئ للأيتام، وهى القصة التى تتكرر بتفاصيل أكثر بالفعل بحدة فى الواقع الذى نعيشه الآن.
وعن رأيها فى هذه القضية أجابت: سبق وقدمت هذا الواقع من خلال فيلم «الراقصة والسياسى»، فأنا أرفض تماما منع بعض الجهات أو دار الأيتام والرعاية من تبنى الراقصة للأطفال لكونها راقصة وأقول لهم: «ارجعوا إلى فيلمى وأنتم تفهمون دور الراقصة جيدا».
وأوضحت أنه رغم أن الشخصية التى قدمتها كانت راقصة إلا أنها تحدت كل القيود وقامت بإنشاء ملجأ للأيتام بعد أن قامت بمحاربة من أشخاص فى الدولة وأخذت الموافقة فى النهاية فى منح الحق لها للتبني، وفى النهاية أرى أن الراقصة هى إنسانة فى الأول والآخر ومن حقها التبنى مثل أى امرأة لديها مشاعر وأحاسيس الأمومة، وما المانع من تبنى طفلة أو طفل؟ ولماذا كل هذا التشدد؟ ولا بد أن يتم كل شىء بشكل قانونى وأن تربى الطفلة فى مناخ ملائم وجو صالح ومهيئ، وتابعت: وهبت عمرى كله للفن، وضحيت بأشياء كثيرة وثمينة من أجله لا تساويها كنوز الدنيا، أهمها حلم (الأبناء)، وبالطبع دور الأم الذى قدمته فى «العذراء والشعر الأبيض» يعتبر من أروع أدوار حياتى وأهمها فى تاريخ السينما المصرية، وقمت بتجسيده آنذاك ببراعة رغم عدم إنجابي؛ لأن دورى فيه قريب للغاية من دورى الحقيقى فى الحياة. وصرحت فى حديث سابق بأننى سأتبنى طفلتين لأنى أعشق البنات، إلا أننى الآن استقريت على تبنى طفلة واحدة فقط، وسأنهى إجراءات هذه الخطوة قريبا جدا؛ لأن هناك عقبات تواجهنى من جانب أسرتها، وخلال الفترة الماضية كنت أتردد عليهم دومًا وأجلس معهم حتى ألهمنى الله بهذا الاختيار، وهذا أنسب قرار لى حاليا، خاصة فى المرحلة العمرية التى أعيشها.



وأشار إلى أنه ليس لديه مشكلة فى أن تتبنى الراقصة لطفل أو طفلة وليس ضدها لأن تكون لديها طاقة عاطفية عاليه وتريد أن تخرجها، ولكن الرأى المجتمعى المصرى هو الذى يمنع الراقصة من التبنى لأن المجتمع يقول إن الولد عندما يكبر فى المرحلة الثانوية أو الجامعية سوف يقوم أصحابه وزملاؤه بمعايرته بأنك أمك راقصة، وهل الولد أو البنت يتقبل ذلك؟ وتابع أرى أن تبنى الراقصة للطفل لا يمثل خطورة على المجتمع، وأشار إلى أنه فى حالة اعتزالها للرقص فهى ستكون فى تلك الحالة مثل أى مواطن عادى ولها الحق فى التبنى.

الدين 
«عامر»: يخالفن الشريعة والقانون
أكد الدكتور عادل عامر أستاذ القانون والشريعة، أنه من الناحية الشرعية هناك موانع تمنع ذلك، وهذا الكلام فى الفقه الإسلامي، فعمليات تبنى الطفل لا بد أن تكون من خلال أسرة قادرة على هذا الأمر وعلى رعايته من الناحية الأخلاقية والسلوكية، ومن الناحية الدينية فلا يعترف الدين بمهنة الراقصة، وبالتالى فإن المهنة التى تعمل بها حرام شرعا، وفى حالة اعتزالها للرقص يجوز لها التبنى على الفور.