الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

مؤتمر الأزهر وكشف حساب الرئيس

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تزامن الحدثان.. مؤتمر الأزهر لنصرة القدس، وحكاية وطن، وكنت أتمنى ألا يتزامنا، فكلاهما يحمل من التفرد والخصوصية ما يستحق التوقف أمامه بالتحليل والتدقيق والحشد الجاهيرى والتسويق الإعلامى لما يحملانه من رسائل مهمة تخص الداخل والخارج، ولا شك أن كلا الحدثين أثر سلبًا فى الآخر؛ حيث تشتت اهتمام المتابعين ما بين هذا وذاك، لكنها القاهرة التى تتلاحق فيها الفعاليات بعد أن عادت إلى دورها الطبيعي، ففيها يبدأ الحدث، ومنها ينتظر العرب، وإليها ينظر العالم.
تفرد كل حدث بخصوصيته، وثمة قواسم مشتركة جمعت بين الاثنين، مؤتمر الأزهر كان الأبرز والأهم بين كل التداعيات التى أعقبت قرار الرئيس الأمريكى بنقل سفارة بلاده إلى القدس بعد الاعتراف بها عاصمة لإسرائيل، وأهميته لا تكمن فقط فى توصيات نتجت عن جلساته، لكن مشاركة ٨٦ دولة فى فعالياته كانت رسالة للعالم أجمع قبل أمريكا وإسرائيل بأن القضية الفلسطينية ستظل شغل العرب الشاغل، وأن القدس هى العاصمة الأبدية لفلسطين، كما أن هذا الحشد يأتى فى توقيت يسعى فيه البعض لتمييع القضية الفلسطينية ووضعها فى مؤخرة الأولويات، وتجلى ذلك فى سباق غير معهود من قبل بعض الأنظمة العربية على التطبيع مع إسرائيل، والسودان وقطر نموذجان صارخان على ذلك، ليس على المستوى الشعبى فقط.. ولكن على المستوى الرسمى أيضًا.
الحرص على إعادة الوعى بالقضية الفلسطينية، وبخاصة القدس فى ظل المتغيرات التى طرأت على المنطقة.. كان من أبرز توصيات المؤتمر، وتدريس القضية للطلاب فى مختلف المراحل التعليمية، هو الضمانة الوحيدة لذلك، بعض المشاركين ومنهم وزير الأوقاف اليمنى، أكدوا أن القوة وحدها هى التى تضمن حق الشعب الفلسطينى بعد فشل الأمم المتحدة ومجلس الأمن فى تنفيذ قرارتهما الخاصة بإسرائيل، لكن الدعوة إلى السلام المدعوم بالعدل لا بالظلم كان أهم ما نادى به شيخ الأزهر، وهو أيضًا ما تضمنته كلمة بابا الفاتيكان. رسائل كثيرة بعث بها المؤتمر إلى العالم، وأهمية أولاها الأزهر للقضية الفلسطينية منذ عام ١٩٤٨ من خلال ١١ مؤتمرًا عالميًا.
أما خصوصية مؤتمر «حكاية وطن».. فتكمن فى أنه كان بمثابة كشف حساب للرئيس السيسى منذ توليه المسئولية، وكان مهمًا أن يستمع المصريون إلى الرئيس ويوجهون له الأسئلة، خاصة أننا مقبلون على انتخابات رئاسية، وفى المؤتمر.. حسم الرئيس الجدل حول العديد من القضايا، ووضع الأمر برمته أمام الشعب ليعرف أين كنا وكيف أصبحنا، كما أنه تحدث عن المعوقات التى تواجه مصر غير عابئ بمردود ذلك عليه كمرشح رئاسي، لكنها المصارحة التى لا بد أن يعلمها الجميع، حتى من يرغبون فى الترشح للرئاسة -على حد قوله.
وتبرز القواسم المشتركة بين المؤتمرين (الأزهر لنصرة القدس، وحكاية وطن) فى الخطر الذى يهدد مصر والمنطقة، والذى تحدث عنه الرئيس السيسى وشيخ الأزهر، حتى إن مصطلح (تفكيك مصر والمنطقة) صدر من الاثنين، السيسى أكد أن المصريين أنقذوا بلادهم من مصير مظلم، وأحبطوا مؤامرة تفكيك مصر، وأن الخطر ما زال قائمًا، وشيخ الأزهر أكد على بداية العد التنازلى لإعادة تقسيم المنطقة وتفتيتها والقضاء على أجهزتها، لذلك طالب العرب والمسلمين بالوحدة لمواجهة خطر التقسيم، ومن جانبه أكد السيسى فى «حكاية وطن»، على أننا دعاة سلام ولا نعتدى على أحد ولا نطمع فى حقوق أحد، وهو نفس ما قاله شيخ الأزهر فى مؤتمر (نصرة القدس)؛ حيث أشار إلى أننا دعاة سلام ولا نريد سوى حقوقنا، والسيسى أكد أننا أقوياء بوحدتنا وتماسكنا، وهو نفس ما دعا إليه شيخ الأزهر. كنا إذًا أمام مؤتمرين اختلفا فى أسباب انعقادهما.. لكنهما اتفقا على أهمية وحدة الصف لمواجهة الأخطار التى تحيط بالمنطقة للنيل منها.