واصل الدولار الأمريكي خسائره أمام العملات الرئيسية الأخرى منذ بداية العام الجاري، ليستمر الأداء الضعيف للعملة الأقوى في العالم.
وتمكنت 3 عملات رئيسية من تسجيل مكاسب ملحوظة مقابل الدولار الأمريكي في أول 18 يوم من العام الحالي، بدعم أداء اقتصادي أفضل من التوقعات، وتوجهات بإنهاء سياسات تحفيزية استمرت لعدة سنوات.
اليورو يواصل الانتعاش
تمكنت العملة الأوروبية الموحدة من مواصلة مكاسبها التي بدأتها في عام 2017، والتي جعلتها الأفضل أداء بين العملات الكبرى في العام الماضي.
وتجاوز اليورو مستوى 1.23 دولار في الأسبوع الجاري لأول مرة منذ عام 2014، قبل أن يقلص مكاسبه قليلًا في الجلسة الماضية.
وأنهى اليورو تعاملات عام 2017 عند مستوى 1.2005 دولار، في حين أنه بحلول الساعة 6:45 مساء بتوقيت جرينتش سجل 1.2222 دولار، محققًا مكاسب تبلغ 1.9% تقريبًا منذ بداية عام 2018.
وتلقى اليورو دعمًا من الأداء الاقتصادي القوي لمنطقة اليورو خلال الفترة الماضية من حيث النمو الاقتصادي وتراجع البطالة وفائض الميزان التجاري.
كما تشير التوقعات إلى اتجاه البنك المركزي الأوروبي إلى إنهاء برنامج شراء السندات في منطقة اليورو خلال العام الجاري، بعد أن قلص حجم مشترياته بالفعل إلى النصف بدءًا من يناير الجاري.
وألمح المركزي الأوروبي في محضر اجتماعه الأخير إلى أنه يتجه لتعديل خطابه بشأن السياسة النقدية؛ لتعكس التعافي الأخير في المؤشرات الاقتصادية.
الين وتحولات مرجوة
لم يبتعد الين الياباني كثيرًا عن الأداء القوي للعملة الأوروبية أمام الدولار الأمريكي، حيث سجل مكاسب بنحو 1.8% منذ بداية العام الجاري.
وتلقى الين دعمًا من مؤشرات اقتصادية إيجابية متعلقة بالنمو وتسارع التضخم، بالإضافة إلى قرارات للسياسة النقدية تعكس توجهات متزايدة نحو تقليص برنامج التيسير الكمي.
وبحلول الساعة 6:51 مساءً بتوقيت جرينتش، سجل الين الياباني مستوى 110.6 ين لكل دولار، مقارنة مع 112.6 ين في بداية العام الحالي.
ويسجل معدل التضخم الأساسي في اليابان ارتفاعات متتالية على مدار الإحدى عشر شهرًا حتى نوفمبر الماضي الذي سجل فيه تسارعًا إلى 0.9% على أساس سنوي.
ودفعت البيانات الأخيرة محافظ بنك اليابان إلى التعبير عن تفاؤله بشأن وضع الاقتصاد والأسعار.
وقرر بنك اليابان خفض مشتريات من السندات طويلة الآجل بمقدار 10 مليارات ين شهريًا، في خطوة قد تشير إلى تقليص محدود لبرنامج التيسير الكمي.
وكانت بيانات رسمية أظهرت نمو الناتج المحلي الإجمالي في اليابان بنسبة 2.5% في الربع الثالث من العام الماضي، مسجلًا نموًا للربع السابع على التوالي، وهي أطول موجة توسع منذ منتصف تسعينيات القرن الماضي.
التنين الصيني يفاجئ الجميع
برهنت الصين على خطأ توقعات المحللين بشأن أدائها الاقتصادي في العام الماضي، لتسجل عملتها ارتفاعًا لأعلى مستوى في عامين أمام الدولار، بعد مكاسب في عام 2017.
وتراجع الدولار الأمريكي اليوم أدنى مستوى 6.40 يوان لأول مرة منذ ديسمبر 2015، لكن العملة الصينية أنهت تعاملات الأسبوع عند مستوى 6.4040 يوان.
ومع حقيقة أن اليوان الصيني بدأ عام 2018 عند مستوى 6.5068 يوان، فإن العملة سجلت مكاسب بنحو 1.5% مقابل الدولار الأمريكي منذ بداية العام.
وحقق الناتج المحلي الإجمالي للصين نموًا بنسبة 6.9% في عام 2017، متجاوزًا توقعات المحللين، وسط مؤشرات اقتصادية أفضل من التقديرات.
وأعلن البنك المركزي في ألمانيا "بوندسبانك" ضم اليوان الصيني لاحتياطاته من النقد الأجنبي، بعد خطوة مماثلة لصندوق النقد الدولي.
وتمكنت الصين من إثارة مخاوف سوق الديون الأمريكية في الأسبوع الجاري، بعد تقارير تم نفيها لاحقًا بشأن تخطيطها لتقليص أو وقف مشتريات سندات الولايات المتحدة.
