الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

القس إكرم ناجي يكتب عيد الظهور الإلهي

القس إكرم ناجي
القس إكرم ناجي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فى داخل كل إنسان شعور غريزى بوجود الله يصادق عليه العقل الذى دفعنا جميعا للسؤال والبحث والتفكير عن أصلنا ومصيرنا كما أعلنت الطبيعة من جانبها قدرة الله السرمدية فساعدتنا على إدراك الله كخالق عظيم. اَلسَّمَاوَاتُ تُحَدِّثُ بِمَجْدِ اللهِ وَالْفَلَكُ يُخْبِرُ بِعَمَلِ يَدَيْهِ (مز ١٩: ١).
ولكن صورة هذا الإعلان لم تكتمل إلا بإعلان الوحى المقدس عن شخص ربنا يسوع المسيح فى ميلاده ومعموديته: 
أولا فى ميلاده: باستقرار النجم وَإِذَا النَّجْمُ الَّذِى رَأَوْهُ فِى الْمَشْرِقِ يَتَقَدَّمُهُمْ حَتَّى جَاءَ وَوَقَفَ فَوْقُ حَيْثُ كَانَ الصَّبِيُّ. متى ٢: ٩ 
ثانيا فى معموديته: استقرار الروح القدس عليه بهيئة جسمية مثل حمامة معلنا بدء عمل الابن فى تأسيس خليقة جديدة روحانية فى الإنسان من داخل الطبيعه البشرية القديمة فكان استعلان الروح القدس كشريك مع الابن فى هذه الخليقة الجديدة واشتراك الأب أيضا بالصوت الأبوى المعلن من السماء وَصَارَ صَوْتٌ مِنَ السَّحَابَةِ قَائِلًا: «هَذَا هُوَ ابْنِى الْحَبِيبُ. لَهُ اسْمَعُوا» (لو ٩: ٣٥) فى نفس اللحظة.
ولذلك معظم الكنائس حتى نهاية القرن الرابع تعيد عيدا واحدا لميلاده وعماده باعتبار أن الميلاد والعماد يؤديان مضمونا واحدا هو ظهور واستعلان لاهوت المسيح للعالم فالميلاد أظهر الابن متجسدا والعماد أظهر الثالوث وحيث ذكر يوحنا ذهبى الفم (إن الرب فى الغطاس استعلم للجميع فى حين فى ميلاده ظل مخفيا عن الجميع).
والأعياد فى الكنيسة الأولى كانت عيدا واحدا متصلا، هو عيد الحياة الجديدة، عيد الخلاص ويوم هذا العيد هو الزمن كله. هو الدهر الجديد بتجسد المسيح فى مل الزمان ممتدا إلى الحياة الأبدية كلها. 
فنحن نعيش الآن العيد الدائم. بالدهر الجديد كامنا فى بطن هذا الدهر ومتمخضا به فيه محتفلا بة كحقيقة حاضرة مفرحة.
وأى عيد من أعيادنا هو احتفال قائم دائم بعيد الملكوت الجديد الذى ظهر نوره بظهور المسيح على أرضنا وهو أعظم شاهد لملكوت الله وسط هذا العالم الحاضر.
ورغم أنها أصبحت أعيادا متعددة متتالية ذات تواريخ محددة ومتتالية فى زماننا الحاضر إلا أن إيماننا أن العيد لم يزل واحدا وأن عيد الظهور الإلهى (عيد الغطاس) إلا تركيز على يوم محدد تستعيد فيه الكنيسة هذا الحدث الجليل من خلال حضور الرب بنفسه وسط شعبه وتعبر فيها الكنيسة عن فرحها السماوى بكل حدث من أحداث حياة عريسها السماوى لتنال لنفسها تجديدا بنعمته وتشبيها ومثالا لحياته والتى هى جانب من جوانب نعمة الحياة الجديدة فى شخص المسيح.
وما زال البحث عن الله من سائر الأجناس والأجيال برهانا مقنعا يقدمه التاريخ على صحة الإيمان بالله ويختص ويذكر الأصحاح العاشر من سفر التكوين وهو المصدر الرئيسى فى معرفة أصل الشعوب وأماكن توزيعها بسجل دقيق أراد الله أن يظهر به اهتمامه بكل الأمم حتى يقودها إلى معرفته ويؤيد ذلك بما جاء بخطاب الرسول بولس للاثينين فى أريوس باغوس إذ قال عن الله: 
٢٦- وَصَنَعَ مِنْ دَمٍ وَاحِدٍ كُلَّ أُمَّةٍ مِنَ النَّاسِ يَسْكُنُونَ عَلَى كُلِّ وَجْهِ الأَرْضِ وَحَتَمَ بِالأَوْقَاتِ الْمُعَيَّنَةِ وَبِحُدُودِ مَسْكَنِهِمْ.
٢٧- لِكَيْ يَطْلُبُوا اللهَ لَعَلَّهُمْ يَتَلَمَّسُونَهُ فَيَجِدُوهُ مَعَ أَنَّهُ عَنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا لَيْسَ بَعِيدًا. اعمال ١٧:٢٦-٢٧
وياليت الرب الَّذِى قَالَ أَنْ يُشْرِقَ نُورٌ مِنْ ظُلْمَةٍ، هُوَ الَّذِى أَشْرَقَ فِى قُلُوبِنَا، لِإِنَارَةِ مَعْرِفَةِ مَجْدِ اللهِ فِى وَجْهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ (٢ كو ٤: ٦) أن يشرق نور من ظلمة، يشرق فى قلوبنا لنرى بهاء مجد شخص المسيح له كل المجد فى كل أيام حياتنا..