تختلط المشاعر وتنسكب العبرات، فى اللحظة التى يجتمع فيها سؤال الحاجة بعزة النفس، شعور سيئ، يمس الروح، يداعبها كموس على أوتار كمانجة، ليعزف لحنًا حزينًا تصف تلك الأبيات حال مصطفى الذى يقطع رحلة يومية من بيته فى طنطا إلى محطات مترو الأنفاق ليتلقى من الركاب المساعدات.
«حصلى حادثة قطر من ١٠ سنين فقدت فيها رجلى اليمين، ومن ساعتها وأنا على باب الله، بصحى كل يوم من الفجر أسافر من طنطا لمترو الجيزة أطلب مساعدات من الناس، وبرجع الساعة ١٠ بليل وده الحل الوحيد عشان أكل ولادي، أصل مين هيرضى يشغل واحد عاجز» هكذا بدأ مصطفى عثمان صاحب الـ ٤٠ عاما حديثه لـ«البوابة».
وأضاف الرجل الأربعينى «بأخد من الدولة معاش ذوى الاحتياجات الخاصة ٢١٣ جنيها فى الشهر هيعملوا إيه، أنا ساكن فى أوضة وصالة الإيجار٤٥٠ جنيها فى الشهر، يعنى المعاش ميسدش نص إيجار الشقة لازم أمد أيدى.. وإلا هموت من الجوع أنا وعيالي». وتابع «لو لقيت دخل يعيش ولادى مش همد أيدى للناس، وأنا مش طالب أكتر من لقمة تكفينى أنا وعيالى وسكن يلمنا، نفسى أعيش زى باقية خلق الله، مضيفًا ببقى فى منتهى كسرة النفس، وأنا طالع أمد أيدى للناس وبضطر أكدب على مراتى وولادى وبقولهم أنا بائع متجول».
