السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

"رمسيس الثاني".. من ميت رهينة لأكبر متحف آثار بالعالم

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في العام 1820 جاء المستكشف الإيطالي جيوفاني باتيستا كافيليا إلى معبد ميت رهينة الواقع قرب ممفيس بمدينة البدرشين، حينها عثر الإيطالي الشاب -حينذاك- على تمثال للملك الفرعوني رمسيس الثاني في ستة أجزاء منفصلة، عندها وخلال السنوات التالية باءت المحاولات الأولية لإعادة تكوين التمثال المنحوت من الجرانيت الوردى اللون بالفشل، حيث بلغ طوله 11 مترًا ويزن 80 طنًا، ويعود تاريخه إلى ما يقرب من 3200 عام على ميلاد السيد المسيح.
وكشف الستار لأول مرة عن تمثال الملك الذي تم اتهامه ظلمًا أنه فرعون موسى - حيث لم تثبت أية أدلة تاريخية صحة هذا الزعم- بميدان باب الحديد والذي أعيدت تسميته باسم التمثال الذي أمر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في عام 1955 بنقله إليه؛ وظل هناك حتى قررت الحكومة المصرية في عام 2006 نقله إلى منطقة الأهرامات استعدادًا لوضعه بالمتحف المصري الكبير والذي يُعد أكبر متحف للآثار بالعالم؛ والذي قام بتنفيذ مراحله الأولى وزير الثقافة الأسبق فاروق حسني، في عهد الرئيس الأسبق مبارك؛ وجاء قرار النقل لحمايته من التلوث البيئي الناجم عن حركة القطارات والسيارات، وكان وصول التمثال إلى المتحف الكبير يمثل تدشينا لبدء العمل بالمتحف؛ إلا أن قيام ثورة يناير 2011 أدى إلى توقف العمل بالمشروع بعد الإطاحة بنظام مبارك؛ ليظل التمثال العملاق قابعًا في انتظار الخلاص.

وقدرت وزارة الثقافة -التي كانت الآثار تتبعها في ذلك الوقت- تكلفة نقل التمثال بمبلغ ستة ملايين جنيه مصري؛ بعد أن أجريت دراسات للوقوف على الطريقة الأمثل لنقل التمثال، وتحديد هل من الأفضل نقله على المستوي الأفقي أم المحوري، ليستقر الخبراء على نقل التمثال بالطريقة المحورية التي جعلت التمثال محملًا على مركز ثقله، وقد تم عمل تجربة لمحاكاة عملية النقل باستخدام كتلة خرسانية تزن 83 طنًا، وذلك لضمان سلامة نقل التمثال.
ومن المنتظر في الأيام القليلة القادمة، بالتزامن مع الاحتفال بثورة يناير، إعادة نقل تمثال رمسيس الثاني في الموقع الذي خصص له في بهو المتحف المصري الكبير، ليطل الفرعون العملاق الذي ينتمي للأسرة الحديثة على الاهرامات الثلاثة، ويكون الفرعون في استقبال زائري الحضارة المصرية من جميع أنحاء العالم.
ويقام المتحف المصري الكبير على مساحة 117 فدانًا بطاقة استيعابية تصل إلى خمسة ملايين زائر، ومن المرتقب افتتاحه جزئيًا منتصف هذا العام، لينفرد عن بقية متاحف العالم بعرض كنوز الفرعون الذهبي الصغير "توت عنخ آمون" كاملة لأول مرة، بعد أعوام طويلة من إعارة مجموعة من القطع المستقرة في المتحف الموجود حاليًا في ميدان التحرير للعديد من متاحف العالم. وتقع مبانى المتحف على مساحة مائة ألف متر مربع، من ضمنها خمسة وأربعين ألف متر للعرض المتحفي.