«شتاء قارس.. ليلٌ بلا نجوم.. سيارات تفترس الطرقات.. أناسٌ وأناس، كلٌ شارد في ملكوت دُنياه.. رجلٌ أنهكه الفقر.. جردل ماء.. تلك ليست صورة تخيلية في رواية، إنها حياة! حياة يعيشها الكثير ممن لم يمسهم (حضن الوطن)، كي يصد عنهم أمراضها»، تلك صورة عن حياة الشاب عصام محمد، الذي يعيش هذه الكلمات بكل تفاصيلها.
فلم يرج من الدنيا غير «الستر»، فلا يضطر إلى الاعتكاف عن الزواج ولا الانحناء على سيارة يزيح عنها غبار الرياح الذي عصف بحياته الزوجية وغبره بالمرض دون علاج يمسح عنه غبرة المرض كما يفعل مع السيارات منذ عشرين عامًا، فهي مصدر رزقه الوحيد، ورغم منع الأطباء له من حمل الأشياء الثقيلة، كجردل الماء - بسبب إصابته بجلطة قلبية وتركيبه لدعامة، إلا أن هذا العمل «على قد صحته» كما عبر.
وتابع: «عندما قدمتُ أوراقي للقوة العاملة كان ردهم (العجز بتاعك مش عندنا)، وأعطوني ٣٠٠ جنيه معاشًا شهريًا أنفقه على علاجى!
واختتم: «أريد أن أعيش حياة طبيعية، أتزوج وأصرف علاجي فأنا في السادسة والثلاثين من عمري، ما زلت صغيرًا على هذا العَجَز، فقط أريد مصدر رزقٍ يساعدني على تحقيق حقوقي في الحياة، هذا ليس بكثير».
