الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

مؤتمر الأزهر للقدس ضربة قاصمة الظهر

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
إن مؤتمر الأزهر لنصرة القدس وأن جاء متأخرا إلا أنه لبنة حقيقية أمام ترامب والكيان الصهيوني وجها لوجه فالعدو لا يعترف إلا بالتكاتف والوحدة ولا يفل الحديد إلا الحديد وأن إعلان دولة إسرائيل يساوى إعلان دولة فلسطين والعين بالعين. إنها هبة قوية متكاتفة أمام العالم ومترسخة لا يكون بعدها ضعف ولا هوان وخاصة وأن هناك 138 دولة رافضة لقرار ترامب في مجلس الأمن فهل يمكن أن يتحد العالم حول فلسطين ويتخلى العرب عنها؟! إن المؤتمر الذي رعاه الأزهر اكتسب صفة شرعية فقد جمع المسلمين والمسحيين ويهودا أمريكا معا ليقولوا كلمة سواء ولكن الخوف كل الخوف أن تكون بيانات تتبخر وتذهب هباء إن كل مسلم ومسيحي يتطلع لبصيص من نور يلتف حوله لإنارة القدس وإشعال شموع الأمل والوقف صفا واحدا فكم نادينا بمؤتمرات مثل هذه وتطلعنا لاتخاذ مواقف بطولية حقيقية ولا ضير أن نرحل ونشد الرحال إلى بلد محتل فلا يهمنا التأشيرة الإسرائيلية لأننا نرفض الكيان الإسرائيلي جملة وتفصيلا فهل لنا أن نصلى في المسجد الأقصى وزيارة كنيسة القيامة المجيدة إننا لا نعترف بالتطبيع مطلقا ولا تكون الزيارة إليهما سبة على الجبين إنها شرف لا يدانيه شرف . 
إن فلسطين ضاربة في القدم تمتد جذورها إلى نحو خمسة آلاف سنة وأكثر مما يعدون فهم الكنعانيون الذين وصلوا من شبه الجزيرة العربية إلى فلسطين ما بين 2500ق.م و3000ق.م وعندما دخل يوشح بن نون أريحا انتصر الكنعانيون عليه وما إن جاء داوود عليه السلام حتى وحد القبائل بها . فكيف لترامب أن يهذي ويسقط التاريخ في لحظة هذيان غير مسؤولة وغير محسوبة ولعله قدم خدمة للعرب والمسلمين لم يدر بها ألا وهي توحيد الصف واستفاقتهم من غفلتهم ونسيان القضية الفلسطينية والمسير نحو الاتجاه الصحيح دون المراوغة ودفن الرؤوس في الرمال ومداهنة أمريكا 
لم يعد القول والبيانات الجوفاء والشجب والرفض في زمن يحاكم فيه المسؤولون محاكمة المتخاذل عبر إعلام يمثل كل فرد في العالم من خلال شبكات التواصل الاجتماعي فالأحداث تموج بينها لذا تكون المراقبة دقيقة وفعالة ومن ثم تؤثر في القرارات وخاصة في أمريكا وإسرائيل اللذان يلعبان منفردان في ملعب لا جمهور فيه وفلا تسمع لهما صوتا وقد تم عزلهما سياسيا وفكريا عن العالم إنها نقمة عليهما لا يعادلها نقمة . 
فكلمتا شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب والبابا توا ضروس كانتا رسالتين واضحتين مباشرتين رافضتين لقرار ترامب فالأزهر والكنيسة دائما دفاعا عن الأرض والتاريخ وقد بلوروا الآراء جميعا للمسلمين والمسيحيين. فكان المؤتمر ضربة قاصمة الظهر. لأمريكا خاصة بعدما شارك اليهود الأمريكان فيه. 
إن أمريكا تستطيع تهدد وتستخدم حق الفيتو لكنها لن تستطيع السيطرة على العالم الذي يؤمن بالقضية الفلسطينية وحق الفلسطينيين في الأرض فهي أرض مقدسة وهيهات أن يموت التاريخ أو يمحى لهذه الأرض فهل تعي أمريكا والكيان الصهيوني ذلك ؟! فهي أرضنا جميعا فلنهب جميعا للصلاة بها والتنعم بترابها صلاة المتبتل المشتاق للحمة الجسد الواحد.