الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

الأنبا مكاريوس: العيد ليس تاريخًا بل جوهر لم يبلَ بل حي مستمر

الأنبا مكاريوس الأسقف
الأنبا مكاريوس الأسقف العام للمنيا وأبوقرقاص
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال الأنبا مكاريوس الأسقف العام للمنيا وأبوقرقاص: «إننا نتمتع بأن نقرأ ما كُتِب فى العتيق، ثم نسعد بتحقيقه فى العهد الجديد، وليس أن نقرأه فقط، مشبهين فى ذلك بالرجلين اللذين حملا عنقود العنب من أرض الموعد، فقد كان المتقدم لا يرى أمامه شيئًا، بينما كان الذى تلاه يرى ما تقدم، وهكذا مثّل أحدهما العهد القديم بينما مثّل الآخر العهد الجديد، هكذا ندرك النعمة التى نحن فيها مقيمون؛ فإنه بسبب طول الزمان ننسى الملابسات والخلفيات والمعاناة، ومن ثَمّ لا ندرك ما نحياه ومفاعيل الخلاص وثمر البر».
وأرجع أسقف المنيا العام خلال الاحتفال بعيد الغطاس، أن نسيان ملابسات الأحداث التاريخية والأعياد أحد الأسباب الرئيسية فى ضعف المسيحيين فى بعض البلاد، أى بُعدهم عن الحدث الأساسى والاحتفال به جوهريًا، وليس شكليًا وماديًا، والذى من شأنه إضعاف معنى العيد وقيمته.
وقال أسقف المنيا: «إن تحول الكريسماس (ميلاد المسيح) على سبيل المثال إلى طعام وخمر وهدايا وغيرها، مما يُعد تسطيحًا للعيد وجوهره، وهكذا أعياد أخرى صار الاحتفال بها لمدة من الزمن بطابع شعبي، وامتد البُعد الشعبى إلى ممارسات من شأنها الإساءة لجوهر العيد».
وأشار إلى أن الليتورجية الصلوات نقول: «عيِّدوا عيدًا روحانيًا»، ومن ثَمّ فالأصل فى الكنيسة هو مجموعة من الأعياد نستعد لها بالصوم مدة بحسب أهمية العيد، وليس مجرد أصوام نختتمها بأعياد.
وأكد أن ترتيب الكنيسة لكل موسم ليتورجي، قراءات من العهدين مع تفاسير وشروحات وطروحات وعظات مناسبة، وألحان معبّرة ونغمات متعددة بحسب الموسم تخاطب وجدان المصلين، إلى استخدام مناسب للمادة شعبيًا فى العيد (مثل السعف والبلح وغيرها)، مما يجعل الحدث واقعًا وحيًا.
وتابع الأنبا مكاريوس، أن العيد ليس مجرد عنوان وليس مجرد تاريخ، ولكنه حدث وجوهر لم يقدم ولم يبلَ، بل حى مستمر، وحدث مهم نستعيده ونتأمله ونؤكد مفعوله فينا، مثل ميلاد شخص فيه نتذكر كم انتظرناه وطلبناه بحرارة من الله، وكم كان مجيئه بركة وإضافة للعالم ونورًا لكثيرين، وأن الله أنعم على الأرض والبشر بقدومه، فكم بالأحرى أفعال المسيح الخلاصية، ثم أولئك الذين عاشوا وشهدوا له وماتوا من أجله، وهكذا بقية المناسبات والأعياد.