الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

يسطس الأورشليمي يكتب.. عادات أريحا في عيد الظهور الإلهي

الراهب يسطس الأورشليمي
الراهب يسطس الأورشليمي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يقع دير القديس يوحنا المعمدان على شاطئ نهر الأردن، ويعرف بـ «الشريعة»، وعلى بعد مسافة كيلو مترين من دير القديس يوحنا المعمدان للروم الأرثوذكس، وبين دير السريان ودير الأحباش، ويشتمل الدير على بناءين: البناء الرئيسى يحتوى على عدة غرف وليس به كنيسة وكان الأقباط فى الماضى يقيمون قداساتهم على مذبح متنقل، والمبنى الثانى يستعمل كمخزن منزلى وبه البئر، وعلى الدرجات المؤدية للبئر كتبت «سنة ١٩٢٩»، وعلى بعد عشرة أمتار من هذا المخزن توجد بعض قبور لمن توفى من الأقباط المصريين أثناء موسم التقديس. 
ويحج الأقباط إلى هذا النهر فى موسم الفصح، وهى عادة قديمة، أشار إليها كتاب القرن التاسع عشر، إذ يقول إربي IRBY، الذى زار الأرض المقدسة فى سنة ١٨١٨، إنه شاهد على نهر الأردن مسيحيين من كل الجهات «يونان وقبط من مصر وأحباش من إثيوبيا»، وكان بعض هؤلاء الحجاج يركب جمالا والبعض الآخر بغالا أو خيولا أو حميرا، وبلغ عدد الجميع حوالى ٥٠٠٠ شخص، والأقباط يذهبون عادة أثناء موسم التقديس فى يوم أربعاء البصخة آى (أربعاء أيوب ويوم عيد الغطاس وأحيانا عدة أيام فى خيام مقابل الدير خاصة فى عيد الغطاس).
رأت البطريركية القبطية بالقدس أن فى سنة ١٩٤٦م الدرج التى أقامها مثلث الرحمات الأنبا ثاوفليس مطران الكرسى الأورشليمى والشرق الأدنى السابق، الذى على حافة نهر الأردن لمعاونة الحجاج الأقباط على النزول إلى النهر للتبرك من المكان الذى تعمد فيه السيد المسيح له المجد، قد تداعى وأن الكثير من درجاته قد تهدمت بتأثير مياه النهر عند فيضانه، الأمر الذى كان يعرض الحجاج الأقباط إلى تحمل بعض المتاعب وقت زيارتهم للشريعة. 
وقد قام نيافة الأنبا باسليوس الرابع مطران القدس الراحل، ببناء سلم جديد بالخرسانة المسلحة عرضه ستة أمتار، تعلوه صالة فسيحة طولها تسعة أمتار وعرضها أربعة، تغطيها قبة كبيرة ترتكز على ثمانية أعمدة، وقد وضع فوق القبة صليب كبير من الحديد على الطراز القبطي.
كما قامت البطريركية بتمهيد قطعة كبيرة من الأرض على حافة النهر بجانب الدرج الجديد، وغرست حولها الأشجار ووضعت فيها مقاعد وطاولات، ليجلس عليها الزوار والحجاج تتسع لحوالى خمسمائة فرد، وقد صنعت من الموزاييك لتتحمل تقلبات الجو، كما مهد الطريق الذى يؤدى من الطريق العام إلى حافة نهر الأردن، لتتمكن السيارات كبيرة كانت أم صغيرة من الوصول إلى هناك.
وكانت البطريركية بالقدس تقيم سنويا صلوات واحتفالات برمون وعيد الغطاس المجيد بدير القديس يوحنا المعمدان للأقباط الأرثوذكس بالشريعة، كما تقيم صلاة اللقان على شاطئ نهر الأردن ويقام عادة بهذه المناسبة احتفال مهيب يتنظيم رجال الدين من كهنة وشمامسة تتقدمهم فرق الكشافة والمرشدات بموسيقاها، حيث يسيرون فى موكب رسمى من دير القديس يوحنا إلى حافة النهر، حيث تؤدى الصلاة، ثم يعود الموكب إلى الدير بعد انتهاء صلاة اللقان ويحضر هذه الصلوات سنويا عدد كبير من الأقباط يفدون من سائر البلدان للاحتفال بهذا العيد المجيد. وكان يقيم من الأقباط بالشريعة بعض الآباء الرهبان بصفة دائمة لاستقبال الزوار الذين يفدون عادة إلى المكان لنوال بركة الشريعة وصلاوتهم. علي أن إقامة الصلوات فى هذا الدير قد توقفت منذ حرب يونية ١٩٦٧م، كما منع الراهبان القبطيان، اللذين كانا يقيمان فى الدير من البقاء فيه، حيث اعتبرت المنطقة، منطقة عسكرية مملوءة بالألغام. وحديثا فى عام ١٩٩٦م أرسل رؤساء الكنائس التى لها ممتلكات على شط نهر الأردن رسالة إلى السيد رئيس الوزراء الإسرائيلى لتمكين الكنائس من مزاولة الشعائر الدينية بهذه الأديرة الموجودة على الشط الغربى على نهر الأردن، بعد أن تم توقيع معاهدة السلام مع الأردن.
ومنذ ذلك الوقت بدأت كنائس القدس بزيارة الشريعة على نهر الأردن فى المنطقة المقابلة لأريحا بجوار دير مار يوحنا المعمدانى التابع للروم الأرثوذكس، أما الأقباط بعد زيارتهم لنهر الشريعة، وذلك فى عيد الغطاس المجيد، وفى أربعاء البصخة يتوجهون إلى دير الأنبا أنطونيوس بأريحا لقضاء يوم روحى جميل.