السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

صحيفة: بوادر الانفراج بين الكوريتين تعقد تعامل واشنطن مع بيونج يانج

 الرئيس الأمريكي
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن بوادر التوافق بين كوريا الشمالية وجارتها الجنوبية من خلال مشاركتهما معا تحت علم واحد في الأولمبياد الشتوية المقبلة تعقد استراتيجية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في التعامل مع النظام المسلح نوويا للزعيم الكوري الشمالي كيم جونج-أون. 
وقالت الصحيفة، في تقرير نشرته اليوم الخميس على موقعها الإلكتروني: إن هذه الانفراجة الناشئة بين الكوريتين بالنسبة للبيت الأبيض تقلب رأسا على عقب استراتيجيته الخاصة بالضغط على كوريا الشمالية من خلال فرض عقوبات وتهديدها بعمل عسكري لتتخلى عن ترسانتها النووية.
وأشارت الصحيفة إلى أن بادرة الاتحاد الأخيرة بين الكوريتين الأكثر أهمية خلال عقد من الزمان من شأنها أن تزيد من قلق واشنطن بشأن إحراز بيونج يانج تقدما في أجندتها ذات الأهداف البعيدة.
وأوضحت أن مسؤولي البيت الأبيض حذروا من أن الهدف النهائي للزعيم الكوري الشمالي هو طرد القوات الأمريكية من شبه الجزيرة الكورية وإعادة توحيد شطريها الشمالي والجنوبي تحت علم واحد، واستندوا في دعم وجهة نظرهم إلى أنه لا يمكن ردع كيم جونج أون سلميا مثلما حدث مع الاتحاد السوفيتي خلال الحرب الباردة.
وقالت نيويورك تايمز إنه بينما من الصعب أن يمثل حفل افتتاح أولمبياد واحد خطوة في اتجاه إعادة توحيد الكوريتين، فإن صورة الرياضيين وهم يسيرون تحت علم "كوريا موحدة" تمثل مظهرا رمزيا لما يقلق مساعدي ترامب. كما أن توقع أن يهتف الحشود من الكوريتين بصوت واحد سيكون نقيضا صارخا لتهديدات ترامب بالحرب. 
وأشارت الصحيفة إلى أن البيت الأبيض رحب هذا الأسبوع بالمبادرة التي أعلنت عنها الكوريتان لكنه قلل من أهميتها، لافتا إلى أنها ليست المرة الأولى التي يتنافس فيها رياضيون من الكوريتين معا.
وإلى جانب مسيرة البلدين تحت علم واحد في الافتتاح، ستشكل الكوريتين فريقا مشتركا في رياضة الهوكي للسيدات خلال الأولمبياد التي تبدأ في 9 فبراير المقبل وستكون المرة الأولى التي يتوحد فيها البلدان من اجل أي أولمبياد على الإطلاق، والمرة الأولى التي يكونان فيها فريقا موحدا منذ أن لعب رياضييهما معا في بطولة لتنس الطاولة وأخرى لكرة القدم للناشئين في عام 1991.
ولفتت الصحيفة إلى أن التوافق بين الكوريتين في الأولمبياد قد يعزز الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي-إن الذي عمل على الدفع باتجاه الحوار مع الشمال. وقال مون في زيارة لمعسكر تدريب رياضيي كوريا الجنوبية إن ذلك سيكون فرصة عظيمة لإذابة الجليد في العلاقات، مشيرا إلى أنه إذا اتحد فريق الجنوب مع فريق الشمال وخاضا مباراة عظيمة معا، فسيمثل ذلك في حد ذاته لحظة تاريخية ستبقى في الذاكرة طويلا.
وأضافت الصحيفة أن القليلين يتوقعون أن يؤدي هذا الإنجاز الدبلوماسي على المستوى الرياضي إلى انفراجة في الأزمة المتعلقة ببرنامج الأسلحة النووية الكوري الشمالي والتي ترجع لعقود، لكنه يمثل متنفسا مرحبا به بالنسبة للكوريين الجنوبيين الذين أرهقتهم التوترات والحديث الذي لا يتوقف عن الحرب.
وأشارت إلى أن البيت الأبيض وبالرغم من تحفظه، فقد حرص على عدم رفض المحادثات بين الكوريتين، طالما التزمتا بمسائل مثل الأمن في الأولمبياد، كما صرح ترامب أمس بأنه سيكون منفتحا لإجراء محادثات مع الزعيم الكوري الشمالي نفسه، رغم انه شكك في جدوى مثل هذا الاجتماع.. وقال "سأجلس معه ولكنني لست واثقا من أن الاجتماع به سيحل المشكلة".
وتطرقت الصحيفة إلى آراء محللين يرون أن الاتفاق بين الكوريتين في الأولمبياد سيحظى بشعبية ضخمة في كوريا الجنوبية، وأن النزعة القومية العرقية القوية ستجبر شعبي الكوريتين على تشجيع رياضيي بعضهما عندما يتنافسون مع غير الكوريين لا سيما مع اليابانيين.
ونقلت الصحيفة عن دانيال ر. روسيل الذي عمل مساعدا لوزير الخارجية لشؤون شرق آسيا في إدارة أوباما، إنه بالنسبة للولايات المتحدة فإنها تخشى من أن تؤدي مبادرات كوريا الشمالية إلى صدع بينها وبين حلفيتها كوريا الجنوبية، وإن واشنطن وسول حتى الآن في توافق، مستطردا أن ضمان بقاء كوريا الجنوبية والولايات المتحدة في تحالف قوي سيكون أكثر صعوبة.