الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

ذبحها وجلس بجوار الجثة حتى الصباح.. "الأبكم" قتل زوجته وفصل رأسها عن جسدها.. صديقه: المتهم قال لي "أنا كده استريحت".. الجيران: طفلة وبتلعب مع أولادنا لكنه كان بيعاملها وحش

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
جرائم قتل الأزواج انتشرت في الفترة الأخيرة، رغم أن إراقة الدماء جريمة بشعة تنفر منها الفطرة الإنسانية، ولكن عندما يدخل الشيطان عقول البشر، يسيطر عليهم ويوجه الشخص لإنهاء حياة كائن حى بإرادته باستخدام أدوات حادة أو سلاح نارى أو مواد سامة، وينتظر عقوبة تصل للإعدام شنقا ويصبح مجرما فى نظر الجميع، وقد يكون ذلك بدون أسباب، كما حدث في هذه الواقعة فقد تجرد زوج من الرحمة وتخلص من زوجته الطفلة دون أن ترتكب أى ذنب.
داخل شارع الأخبار بالحي السادس بمنطقة أكتوبر، وقف الجميع يتساءل عن سبب ذبح الحداد السوادني "فتحي" صاحب الخمسين ربيعا، زوجته الطفلة "تهاني" التى تبلغ من العمر 17 عاما، خاصة أنها لم تكن على علاقة بأحد، ولا تفتعل المشاكل.
"البوابة نيوز" انتقلت إلى موقع الحادث للوقوف على ظروفه وملابساته، كان الهدوء يخيم على المكان، أغلب الشقق بالعقار مغلقة، وكأن أهلها قد هجروا المكان، خوفا مما حدث.
صعدنا إلى الطابق الثاني وتقابلنا مع "أم أسامة"، والتى بدأت حديثها قائلة: "كان المتهم يقيم في الطابق الأرضي، أحضره "أبو فياح " أحد سكان الشقة المقابلة للشقة التي شهدت الجريمة وكان ذلك بحكم عملهم سويا في مجال "الحدادة" بإحدى الشركات، لم يكن يتعامل مع السكان لأنه لا يستطيع التحدث "أبكم" فكان من الصعب فهمه، أغلب تعامله مع صديقه، حتى خروجهم وعملهم سويا، وفى أحد الأيام قبل شهرين أخبرنا "أبو فياح" أن المتهم جمع 5 آلاف جنيه سيقوم بإحضار زوجته من السودان للعيش معه هنا، لم يهتم أحد، وبعد أيام ذهب الاثنان سويا إلى السفارة لاستلامها.
وتكمل الجارة "منذ اللحظات الأولى تعجبنا لأنها تبدو صغيرة جدا، وبالفعل علمنا أنها ما زالت طفلة كان تقيم مع خالها في السودان، لأنه من قام بتربيتها بعد انفصال والديها منذ صغرها، ولأنها كانت تعيش حالة مادية سيئة وافق خالها على زواجها من المتهم، حتى يرتاح من مسئوليتها ويصبح لديها أسرة، كانت المجني عليها تتعامل مع الجميع بعفوية، وطيبة، كانت محترمة ومش بتاعة مشاكل.
وقالت جارة أخرى تدعى "أم رحمة": "كانت تقضي أغلب الوقت مع جارتها التي تسكن في الشقة المقابلة، أكلهم وشربهم سويا، كانت المجني عليها تذهب إلى النوم فقط فور حضور زوجها من العمل بصحبة صديقه، حتى أنها كانت تنام مع جارتها عندما يتغيب زوجها، كما أنها كانت تتصرف بشكل طفولي، ومن حين لآخر تلعب مع الأطفال على السلم العقار، الجميع أخذ عنها انطباع أنها طفلة لم يتخيل أحد أنها متزوجة.
وأضافت: مع مرور الوقت بدأت تشتكي من زوجها ومعاملته معها، وكانت ترغب في العودة للسودان مرة أخرى، وحاولنا إقناعها بأن تمكث فترة حتى نتمكن من جمع مبلغ تستطيع السفر به، خاصة أنها كانت ترغب في الهرب، وأخبرناها بأنها لو فعلت ذلك ستجلب المشاكل لجارهم "أبو فياح" لأنه هو من استلمها مع زوجها، وعندما وجدت صعوبة في السفر حاولت الانتحار بقطع شريان يدها، لكن تمكنا من إنقاذها.
وعن يوم الواقعة تقول الجارة: "في تمام التاسعة صباحا طرق المتهم باب منزل صديقه، فخرجت زوجته، أخبرها بأنه ذبح المجني عليها، في بداية الأمر لم تصدقه، وطلبت منه أن يجلس وأنها ستقوم بعمل كوب من الشاي له، جلس وطلب منها أن توقظ صديقه "أبو فياح" وتخبره أنه قتل زوجته، في هذه المرة شعرت بالخوف وأخبرت زوجها الذى أسرع نحو الشقة وبالفعل وجدها مذبوجة داخل غرفة النوم، بدأ الجيران في الصراخ فور رؤيتهم المنزل، وحاولنا معرفة السبب لكن المتهم كان هادي الطباع ويبتسم كأنه لم يفعل شىء، وبعدما قام المتهم بتمثيل جريمته تم رفع الجثة من الشقة، قمنا بمسح آثار الدماء من الأرض ومنعنا أولادنا من الاقتراب منها". 
وعن طريقة تنفيذ الجريمة أوضح "أبو فياح" صديق المتهم "أن المتهم حضر يوم الواقعة وأخبره بما فعله، فأخذت منه مفتاح الشقة، ودخلت وطرقت باب غرفة النوم فلم تفتح، فأكد لى أنه قتلها، فتحت الباب فوجدتها جثة ورقبتها مفصولة عن جسدها.
وأضاف: أصبت بصدمة من هول ما رأيت، فطلبت منه أن يروي لى ما حدث فأخبرني أنها خلال الفترة الأخيرة كانت ترفض أن تقيم معه علاقة إلا في أضيق الحدود وهذا كان يغضبه، وقبل الواقعة بثلاثة أيام أحضر سكينا ووضعها تحت مرتبة السرير ويوم الواقعة، وفى تمام الثانية ليلا حاول أن يقيم معها علاقة فرفضت ودفعته ودخلت الحمام فانتظرها خلف باب الغرفة وفور دخولها ذبحها، وعندما لاحظت كثرة الدماء أمسكت برقبتها حتى لا تترك أثرا على الحائط أو تصدر صوتا، وجلست بجوار الجثة حتى الصباح وبعدها ذهبت إلى مقهى بجوار المنزل، وتناولت كوبا من الشاي، ثم حضر إلى المنزل وأخبر أبو فياح بما حدث، فطلب منه أن ينتظر في المنزل حتى يبلغ الشرطة، وبالفعل حضرت الشرطة، وألقت القبض عليه.
وعن ظروف المتهم " أكد أبو فياح أنه لم يكن يعاني من أى أمراض نفسية وأنه خلال الفترة الأخيرة لم يكن يرغب في شراء أى عفش في الشقة لأنه كان على يقين بأنه سيأخذ زوجته ويذهب إلى السودان للعيش هناك. 
واختتم حديثة قائلا: "الجيران كلهم خايفين من الحادث وفى ناس كتير تركت العمارة وغادرت، ومن تبقى يتخيل أن هناك أمور غريبة تحدث في العقار".