الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

شومان في مؤتمر "نصرة القدس": زهرة المدائن ستبقى عاصمة أبدية لفلسطين

الدكتور عباس شومان،
الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال عباش شومان وكيل الازهر الشريف، إن مستوى وعي النشء العربي والإسلامي - متمثلًا في أبنائنا وبناتنا طلاب مرحلة التعليم ما قبل الجامعي - بقضية القدس الشريف، ليس على المستوى المطلوب، فقد شغلت أو أشغلت كل دولة من عالمنا العربي والإسلامي عن قضية العرب والمسلمين المحورية بهموم وقضايا ومشكلات داخلية وأحداث جِسام جرها علينا أعداؤنا وقوى الشر المتربصة بمنطقتنا، فاختلف مستوى الإحاطة والإدراك والمعرفة بهذه القضية لدى الأجيال الناشئة عن إحاطة وإدراك ومعرفة جيلنا والأجيال التي سبقتنا، حيث إننا عايشنا ومنا مَن شارك في بعض الحروب التي خضناها مع الكيان الصهيوني الغاصب، وهو ما يصعب محو آثاره من وجداننا، أما هذا النشء فتقتصر معرفته بهذه القضية على بعض معلومات سطحية متناثرة في كتبه الدراسية ينقصها كثيرٌ من العمق والتركيز والاستقصاء، ناهيك ببعض أخبار تتناولها نشرات الأخبار بين الفَينة والأخرى سُرعان ما تطفئ جذوتَها أخبارُ الإرهاب وكوارثُه التي لا تكاد تنتهي، خاصة في منطقتنا المنكوبة هذه.
واضاف "شومان" لذا، وجب على المؤسسات التعليمية في وطننا العربي والإسلامي تداركُ هذا التقصير سريعًا قبل أن تختلط الأمور في عقول الناشئة، خاصةً في ظل حملةٍ لا هَوادةَ فيها لتزييف تاريخ تلك المدينة المقدسة وطمس هويتها، فنحن في هذه المرحلة في غِمار معركةٍ طاحنة على المستويات كافة، ولعل الأشرس والأخطر في تلك المعركة هو مستوى الوعي الذي يقتضي عدم ترك أجيالنا - وخاصة النشءَ - فريسة لتغريب ثقافي، وآلة إعلامية ضخمة تستخدم اليوم سلاحا فعالا بل فتاكًا لقلب الحقائق في إطار معركة الوعي هذه.
وتابع حتى لا يكون هذا الكلام مجرد تنظير أو توصية، فقد شرع الأزهر الشريف في اتخاذ خطوات عملية في هذا الصدد، في مبادرة لعلها تجد مَن يحذو حذوها؛ حيث اعتمد الأزهر مقررًا دراسيا يدرس بدايةً من المرحلتين الإعدادية والثانوية في التعليم ما قبل الجامعي وصولًا إلى مرحلة التعليم الجامعي، ولا شك أن هذا المقرر سيؤتي ثمارَه المرجوة بمشيئة الله تعالى، خاصةً إذا عُرف أن مجموع الطلاب المستهدفين سنويا يزيد على مليوني طالب، وأن هذا المقرر سيعنى بالتأصيل التاريخي لفلسطين العربية، وبيانِ المكانة الدينية للقدس الشريف مهدِ المسيح عيسى عليه السلام ومسرى محمدٍ صلى الله عليه وسلم ومعراجه، والتأصيل التاريخي للصراع العربي الإسرائيلي بداية من زرع هذا الكيان الصهيوني اللقيط في منطقتنا تنفيذًا لوعد مشئوم قبل مائة عام منح فيه مَن لا يملك مَن لا يستحق، مرورًا بالحروب التي دارت بين العرب والصهاينة ومَن خلفَهم مِن قوى ترتدي زي الأصدقاء ورعاة السلام وهم كاذبون مخادعون، وكذا الاعتداءاتِ والانتهاكاتِ التي مورست بحق البشر والمقدسات، وصولًا إلى ذاك القرار المجحف الذي أصدره الرئيس الأمريكي ترامب في تحدٍّ سافرٍ واستفزازٍ قَميءٍ لمشاعر قرابة ملياري مسلم حول العالم، فضلًا عن الإخوة المسيحيين.
واكد "شومان" سنعلم أبناءنا وبناتِنا أن القدسَ بأرضِها، وبيوتِها، ومَعالمِها، ومآذنِها، وكنائسِها، وأقصاها، وقُبةِ صخرتِها، كانت وما زالت وستبقى عربيةً عاصمةً أبديةً لدولة فلسطين، ولن يغير قرارُ ترامب ومسايرةُ بعضِ الدول مجهولةِ الموقع على خريطة العالم له من هُوية القدس وتاريخِها شيئًا، ولعل الصفعةَ التي تلقاها القرار في الهيئات الأممية والمؤسسات الدولية خيرُ شاهد على ذلك، ولعلنا نحن العربَ والمسلمين نستثمرها في دعم القضية، ونبني عليها كخُطوة في طريق تصحيح الوضع ميدانيًّا وإحقاق الحق تاريخيًّا، ولعل أهمَّ مهامنا في هذا الصدد هو انتصارنا في معركة الوعي، وأن نُعِدَّ العُدةَ ونكونَ على أُهبةِ الاستعداد على الأصعدة كافة، لليوم الموعود الذي تعود فيه فلسطينُ عربيةً إسلامية، ويُحرَّر القدسُ الشريف بكل مقدساتِه الإسلامية والمسيحية، وعسى أن يكون قريبًا.
شدد مدير المركز الكاثوليكي للإعلام بلبنان، على أن "مؤتمر الأزهر العالمي لنصرة القدس" يشكل مبادرة كريمة طيبة من مبادرات الأزهر الجليلة؛ لتجسيده الوحدة حول قضية القدس، سائلًا الله أن يعزز هذه الوحدة لما فيه حماية المدينة المقدسة وحفظ هويتها الروحية التاريخية خدمة للسلام الإقليمي والدولي.
وأوضح خلال كلمته بمؤتمر" الأزهر العالمي لنصرة القدس"، ضمن محور "دور الإعلام في استعادة الوعي"، أن الكنيسة تجد نفسها معنية بتوظيف وسائل الإعلام في سبيل العدالة والسلام وإظهار الحقيقة وتبني الدفاع عن قضايا الحق والضعفاء والمستضعفين، ولذلك تحث الكنيسة أبناءها على اتحاد أعمق في عمل الإعلام، وتضافر أوثق مع أبناء سائر الأديان في هذا العمل.
وأضاف مدير المركز الكاثوليكي للإعلام أن هذا التوظيف يأتي ثمرة خطة علمية ينتجها حوار نزيه ومسؤول، كحوار هذا المؤتمر، حوار يضع المبادئ الأساسية للخطة ويضع آليات تطبيقها، والقدرات الفكرية والتقنية والمادية لهذا التطبيق.
وقدم خطة من أجل استعادة الوعي الإعلامي بتاريخ وهوية القدس، تتضمن محورين، الأول قصير المدى، ويشمل برامج إعلامية خاصة بمدينة القدس تاريخًا وهوية، تتنوع بين أفلام وثائقية ومقابلات إذاعية ومكتوبة، وإطلاق لقاء مفتوح على وسائل التواصل الاجتماعي حول القدس، وإقامة أيام إعلامية دورية في مختلف وسائل الإعلام، وإقامة مؤتمرات إقليمية ودولية حول القدس، وإطلاق مسابقات إقليمية ودولية حول القدس في مختلف قطاعات العلوم والآداب والفنون، واعتماد نصوص إعلامية حول القدس توزع في المؤسسات التربوية ودور العبادة المسيحية والإسلامية وفي سائر مواقع المجتمع والرأي العام.
وأوضح مدير المركز الكاثوليكي للإعلام أن الخطة بعيدة المدى تركز على ضرورة التواصل مع وسائل الإعلام الغربية واختراق السيطرة الصهيونية عليها، وخلق قوة إعلامية عربية ضاغطة على الرأي العام الغربي ومواقع القرار.
قال السيد مكرم محمد أحمد، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، أود أن أعبر عن عميق شكري وشكر جميع المصريين لفضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب، شيخ الأزهر، الذي صاغ من هذا المؤتمر لنصرة القدس قلادة شرف لمصر بأزهرها الشريف الذي يصدع بقول الحق في وجه الطغاة المستبدين.
وأضاف مكرم، إن واجبنا كعرب ومسلمين أن نعزز صمود القدس وأن نساعد أهلها المقدسيين لإبقائهم في مكانهم، مؤكدًا على أن الشعب الفلسطيني قادر على أن يخلق أنماطًا وصورًا جديدةً من المقاومة الشعبية، وقد فعلها بالفعل؛ فقد قدر على خلق العصيان المدني في وجه المحتل.
وأوضح رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، كنا نحسب أن الولايات المتحدة شريكا في الحرب على الإرهاب، ووسيطًا نزيها يمكن أن يصنع السلام في المنطقة ثم ظهر أن ذلك كان مجرد أضغاث أحلام، مشيرًا إلى أن هذه الصورة السودا التي رسمتها الإدارة الأمريكية لن يغير ثقتنا الكاملة في أن الضمير الإنساني سينتصر للقضية الفلسطينية.
وأكد مكرم، على أن المهمة الآن ألا نفزع كما فزع جيل النكبة خوفًا من عصابات اليهود؛ بل نثبت في أرضنا ونتشبث بها فإما النصر وإما الشهادة، مذكرًا بما قاله الإمام الأكبر من أن كل احتلال إلى زوال وكل قوة غاشمة لا بد لها من نهاية.