رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

القصة الكامله للقبض على منفذى عملية اغتيال حاخام إسرائيلي.. استغرقت ليلة كاملة.. والاحتلال هدم منازلها

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قناصون يعتلون اسطح المنازل وانتشار مكثف لجنود تابعه لقوات الاحتلال الإسرائيلى، ومحاصره كامله ومفجأه لمنزل الشهيد القائد في كتائب القسام الذراع العسكرية لحركة حماس، نصر جرار والذي اغتاله قوات الاحتلال في مدينة طوباس عام 2002، ومن ثم بدأوا بالنداء عبر مكبرات الصوت على شخص لم يفهمه الأهالي، وطالبوه بالخروج.
باختصار كانت تلك البداية لعملية جنين التى استغرقت ليله كامله لإلقاء القبض على منفذي " عملية نابلس البطولية " والتي تم تنفيذها منذ حوالى اسبوع ونص في هجوم مسلح على حافلة كانت تقل عدد من المستوطنين اليهود وتم قتل الحاخام " زرئيل شبيح " احد اهم واكبر الداعين لإبادة العرب.
وبحسب ما تم نشره بدات قوات الاحتلال في الانتشار في تمام الساعة العاشرة والنصف من ليل الأربعاء في منطقة واد برقين غرب مدينة جنين والمحاذية لمخيم جنين وحي الهدف، وتم سماع أصوات إطلاق نار بشكل طفيف في المكان، ظن السكان أنه شجار أو ربما احتفال بتحرر أحد الأسرى من سجون الاحتلال، لكن الأهالي ما إن خرج بعضهم للتأكد ليفاجأ بعشرات آليات الاحتلال التي تحاصر المنطقة.
وفى تصريحات له نشرها موقع "مدار نيوز" المحلى قال الدكتور حاتم جرار، قريب الشهيد أحمد جرار: " منزلي مجاور لمنزل الشهيد نصر، كنت أسمع إطلاق النار والأصوات، كان هناك تبادل لإطلاق النار لكن لا ندري ما يحدث، وفي حوالي الساعة 12:30 من فجر الخميس، كما وأصاب صاروخ منزل الشهيد نصر، فاشتعلت النار، وبعد ذلك جاءت جرافات الاحتلال وهدمت المنزل بالكامل، وهو مكون من طابقين أحدهم لعائلة الشهيد نصر والآخر لابنه البكر صهيب”.
قوات الاحتلال لم تكتف بهدم منزل الشهيد نصر جرار، وبدأوا بهدم منزل أشقاء نصر، حيث هدموا منزل شقيقه علي في بادئ الأمر، وانتقلوا بعد ذلك وهدموا منزل شقيقه إسماعيل، أقارب الشهيد نصر جرار، وعائلته، لا يعرفون مصير ابنهم أحمد نصر جرار، الذي تدعي قوات الاحتلال أنها اغتالته بتهمة تنفيذ عملية نابلس الأسبوع الماضي، وقتل فيها حاخام إسرايلي، لكن ما توضحه العائلة أن " قوات الاحتلال الإسرائيلي انتشلت من المكان بعد نحو ساعتين من هدم المنازل جثة على حمالة طبية لا تعرف العائلة لمن تكون، وأن ما يحدث من إعلان مجرد تقولات ".
وقالت زوجة نصر احد منفذى العملية والذى لا يعرف مصيره حتى الآن في تصريحات صحفية: إن "جيش الاحتلال حاصر المنزل وطلبوا منا الخروج عبر مكبرات الصوت وهم يطلقوا الرصاص، ومن ثم سألوا عن ابني أحمد الذي كان خارجا من المنزل قبل نصف ساعة تقريبا، طلبوا منا الخروج وخلع ملابسنا ".
وبعد نحو عشر ساعات من العملية العسكرية المكثفة في جنين، انسحبت قوات الاحتلال من المنطقة، فيما تخلل عمليتها العسكرية مواجهات بينها وبين الشبان، وأطلقت الرصاص وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع.
وقال مدير الهلال الأحمر في جنين، محمود السعدي: إن طواقم الهلال قدمت العلاج لإصابتين بالرصاص الحي و10 آخرى بالاختناق بالغاز المسيل للدموع خلال مواجهات في المخيم، وأن أحد المصابين بالرصاص الحي أصيب خلال انسحاب قوات الاحتلال من جنين حيث كان يستقل دراجة نارية فأطلقت النار عليه وأصابته في بطنه وهو يخضع الآن للعمليات، بينما أصيب شاب آخر بقدمه بالرصاص الحي خلال المواجهات فجر اليوم، طواقم الهلال حاولت الوصول إلى منزل الشهيد نصر جرار، في ظل الحديث عن وجود شهيد، ولم تتمكن بعد عدة محاولات الدخول من عدة محاور، الدخول للمكان، إذ إن قوات الاحتلال فرضت على المنطقة طوقا عسكريا مغلقا، ولا يعرف الهلال الرواية الصحيحة لما جرى لغاية الآن، كون الجثمان مع قوات الاحتلال، وفق ما يوضح مدير الهلال الأحمر في جنين.
الإعلام العبري اعترف أن ما شهدته جنين كانت ليلة قاسية لوحدة " يمام "، الوحدة الخاصة التابعة لحرس الحدود الإسرائيلي، حيث أصيب جنديان من الوحدة بجراح، أحدهم أصيب بجراح خطرة والآخر بجراح خفيفة، خلال اشتباك أحد الشبان مع الوحدة.
وعلى جانب آخر أكدت صحيفة " يديعوت أحرونوت " العبرية، أن العملية العسكرية بجنين شمال الضفة الغربية المحتلة ستتواصل نهار الخميس حتى تحقيق أهدافها.
وذكرت الصحيفة أنه جرى استهداف أحد المشاركين بعملية قتل المستوطن بينما اعتقل آخرون، في حين لم تؤكد الصحيفة تحقيق العملية لأهدافها حتى الآن، فيما امتنع الجيش عن إصدار بيان يعلن فيه نهاية العملية العسكرية.
فيما أوضح المراسل العسكري للصحيفة العبرية يوآف زيتون، أن القوة الخاصة انتظرت الفرصة المناسبة لاستهداف جميع المنفذين في ذات الوقت حيث جرى مهاجمة هدفين بمدينة ومخيم جنين بداية العملية عبر قوة خاصة لم تكن تتخفى بزي مدني هذه المرة ودخلت بزيها العسكري الكامل.
وعلى جانب أخر كان هناك اجماع إسرائيلي على الترحيب بالعملية، التي نفذها جيش الاحتلال وجهاز الشاباك، فجر الخميس، في جنين شمالي الضفة الغربية، وعلق رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بالقول: " اسرائيل قتلت منفذ الهجوم على الحاخام في نابلس اتمنى الشفاء العاجل لعناصر وحدات اليمام وسنواصل حربنا على الارهاب الفلسطيني".
فيما عبر الرئيس الإسرائيلي رؤوفين (روبي) ريفلين، عن "فخره" بالعملية التي نفّذها "خيرة أبنائنا، الذين ما زالوا يواصلون في هذه الساعات العملية المهمة، بجرأة وشجاعة وبطولة".
وتقدّمت زوجة الحاخام المقتول ياعيل "بالشكر للقوات الأمنية"، موضحة أن "مقتل المخربين لا يعني لي شيئا، لأنني لم أبحث عن انتقام أو ثأر، الصراع وطني وليس شخصي، وعليه فإن ما يعزّيني هو الاستيطان، وبالتالي فإنني أدعو الحكومة لشرعنة بؤرة حفات غلعاد".
وحيا وزير المواصلات والاستخبارات يسرائيل كاتس، القطب في حزب الليكود الحاكم، العناصر المشاركة بالعملية، قائلا إن إسرائيل "ستدافع عن نفسها، وستحاكم كل من يحاول المس بمواطنيها".
من جانبه قال وزير الأمن الداخلي غلعاد إردان: إن إسرائيل "أوصلت رسالة واضحة إلى" من وصفهم "بالقتلة الملعونين ومن يقف وراءهم" على حد تعبيره، مضيفا أن الرسالة "مفادها، أن مقاتلينا سيصلون إليكم في كل مكان تختبؤون فيه، ليحاسبوكم".
واعترف وزير التعليم وزعيم حزب "البيت اليهودي"، نفتالي بنيت أن "إسرائيل غير قادرة على إحباط كل عملية في الضفة الغربية"، إلا أنه أكد "قدرتها على الوصول لأي مخرّب فيها"، وتابع "حماس ضعيفة في الضفة الغربية".
وتمنّت وزيرة القضاء أييليت شاكيد من نفس (البيت اليهودي) "شفاء عاجلا للمصابين الإسرائيليين في العملية"، معتبرة إياها دليلا "على اليد الطويلة لدولة إسرائيل، التي ستصل إلى الإرهابيين في كل وقت وفي كل مكان".
وأشارت المشرّعة من نفس الحزب، شولي معلم-رفائيلي، إلى أن "العملية تشكّل رادعا إسرائيليا للإرهاب"، معربة عن أملها بأن "تجد عائلة شيفاح بذلك عزاء لها، على المصاب الجلل الذي نزل عليها".
ولم تختلف ردود الفعل في المعارضة، حيث ثمّن وبارك رئيس حزب العمل آفي غباي بالعملية، شأنه شأن حليفته، عضو الكنيست تسيبي ليفنيرئيسة حزب "الحركة"، التي قالت إنه "يجب ملاحقة المخرّبين في كل مكان دائما، وبدون تردد".
وعلى جانب اخر قالت حركة "حماس"، إن كل المعادلات التي حاول الاحتلال فرضها على الضفة الغربية، تحطمت وتهاوت أمام إرادة وإصرار أبطال معركة جنين على مواصلة الطريق.
ووجه الناطق باسم الحركة، فوزي برهوم، التحية إلى المقاومين الذين واصلوا الطريق بكل إرادة وإصرار.
ونعت "حماس" في محافظة جنين، شهيدها أحمد جرار، والذي ارتقى كما قالت في ملحمة بطولية، سطرتها كتائب القسام على أرض واد برقين في جنين.
وقالت الحركة، في بيان صحفي: إن الشهيد جرار، هو شهيد ابن شهيد، مؤكدةً أن مسيرة الشهداء لن تتوقف وتضحياتهم ستبقى دليلا على أن روح المقاومة لن تنطفئ وأن كتائب القسام ستبقى وفية لشعبها، وفق تعبيرها.
وأشادت حماس بالبسالة التي أبداها أبناؤها في معركة وادي برقين، رافضين تسليم أنفسهم ومعلنين الشهادة مقبلين لا مدبرين.
وعدت حماس الشهيد جرار من سلالة عائلة مقاتلة قدمت الكثير لأجل فلسطين، مستذكرة والده الشهيد نصر جرار والذي كان أحد مؤسسي كتائب القسام في الضفة الغربية المحتلة.
وشددت حماس على أن الوصول للشهيد جرار لن يثني من عزيمة الحركة ومسيرتها المقاومة، مؤكدة أن ملحمة جنين الليلة التي التحم فيها أبناء حماس بسلاحهم أعادت للأذهان ملامح البطولة التي سطرها أبناؤها على ذات الأرض، وعاهدت شعبنا على المضي في طريق المقاومة حتى التحرير.
فيما أكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أحمد المدلل، أن جريمة الاحتلال في جنين تأكد أن خيار المقاومة هو الخيار الوحيد لمواجهة جرائم الاحتلال.
وأفاد المدلل، بأن المطلوب وقف التنسيق الأمني وإطلاق يد المقاومة في الضفة وتطوير أدواتها، مشددًا أن حادثة اليوم تأكد أن المقاومة الفلسطينية تستطيع أن تصنع معادلة للردع مع العدو.
وأشار إلى أن المطلوب إيجاد وحدة موقف ومشروع فلسطيني أساسه المقاومة وتكوين خلايا للمقاومة تبدع في صد الاحتلال بالإضافة لتكاثف جماهيري معها.
ودعا القيادي في حركة الجهاد شعب فلسطين في الضفة لتصعيد الانتفاضة ومواجهة المستوطنين وجيش الاحتلال وحماية المقاومة.
وعلى نفس السياق أكدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أنّ "موقعة جنين وعملية نابلس البطولية التي سبقتها، كسرتا نظريّة الأمن الصهيونية وحققتا استراتيجية الردع الشعبية على جرائم الاحتلال، إذ أكّدتا قدرة شعبنا على القتال وتقديمه البديل العملي لنهج أوسلو، وكلتاهما ردٌ عمليٌ على الإدارة الأمريكية وقرار ترامب، وجرائم الاحتلال واستهدافه المتواصل للشعب الفلسطيني، خاصة الأطفال والقاصرين".
وفي بيان لها توجهت الجبهة بتحيّة "الفخار والاعتزاز والكبرياء لشهداء ملحمة جنين القسّام الذين خاضوا معركة بطولية مع القوات الخاصة ووحدات المستعربين الصهيونية وأوقعوا في صفوفهم إصابات وخسائر مباشرة". واعتبرت أن شهداء معركة جنين "يُعيدون رسم معالم استراتيجية حرب التحرير لشعبنا الفلسطيني كأسلوب ومنهج ثابت في إطار المواجهة المستمرة مع هذا العدو الفاشي المجرم".
وقالت الجبهة: إنّ "ملحمة جنين جاءت لتؤكد أن هذا الأسلوب هو البديل الوطني الشعبي عن السياسات الهابطة والقرارات الباهتة للسلطة والتي ينزوي فيها آلاف منتسبي الأجهزة الأمنية، الذين يعزفون عن حماية شعبهم من جرائم الاحتلال ومستوطنيه".
وجدّدت الشعبية دعوتها لضرورة "استمرار الانتفاضة وتطويرها وتحويلها إلى نمط حياة يومي تستخدم فيها كل أنواع وأشكال وأساليب النضال، باعتبارها خيارًا ناجحًا في حشد طاقات شعبنا بما يجعل الاحتلال مشروعًا خاسرًا على جميع النواحي،
وأهابت بالجماهير الفلسطينية للقيام بإجراءات عاجلة لحماية المقاومة والمقاومين لتجنيبهم مطاردة وملاحقة واستهداف الاحتلال، من بين تلك الإجراءات إزالة الكاميرات، التي يستخدمها الاحتلال لتعقب حركة المقاومين المطارَدين.
وختمت الجبهة الشعبية بالتأكيد على أن "معركة جنين تستنهض من جديد المقاتل الفلسطيني لتعيده إلى موقعه الحقيقي في ظل حالة المخاض العسيرة التي تمر بها القضية الوطنية، والتي تستوجب تخليصها من الشوائب وأوحال الحالة الراهنة التي سببها نهج أوسلو المدمر".