الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

"التفجير عن بعد".. تكتيك "داعش" لتعويض خسائره

داعش
داعش
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بعد فقدانه العديد من الأراضى التى كان يسيطر عليها، خاصة مدينة الموصل العراقية، والتى كان يعتبرها عاصمة خلافته المزعومة، وجد تنظيم «داعش» الإرهابي، فيما يبدو ضالته فى مواقع التواصل الاجتماعي، مثل «تويتر»، و»التليجرام»، إذ استخدمها بكثافة فى الأسابيع الأخيرة، وأعاد نشر العديد من الكتيبات الخاصة بالعلوم العسكرية، لتعليم عناصره كيفية صناعة المتفجرات والقنابل ووسائل التفجير عن بعد، ما اعتبره مراقبون جرس إنذار بأن القادم أسوأ.
واستخدم التنظيم الإرهابى أماكن تحت سيطرته بعيدة عن الأعين، كـ«المنازل، أو المستشفيات»، لصناعة العبوات الناسفة، وغيرها، كما نشر العديد من المقاطع المرئية، والصور التى يشرح من خلالها كيفية تصنيع قنبلة أو عبوة ناسفة كاملة الأركان، مع طريقة تفجيرها عن بعد باستخدام أجهزة الريموت كنترول، أو الهاتف الجوال، لتسهيل مهام عناصره فى تنفيذ عملياتهم الإرهابية، دون الإضرار بهم.
وأسهب التنظيم فى إصداراته الأخيرة على منابره الإعلامية فى شرح الأساليب، التى يتم بها التفجير عن بعد، للحفاظ على ما تبقى من مقاتليه.
التفجير عن بعد باستخدام الهاتف
ولجأ التنظيم الإرهابي، إلى استخدام الهواتف المحمولة، فى عمليات التفجير عن بعد، التى يستهدف فيها الدبابات والسيارات الخاصة بالقوات الأمنية، التى يطلق عليها أعداءه، بالإضافة إلى المتفجرات، التى عمد إلى وضعها فى الكمائن والطرقات.
وقال التنظيم الإرهابي: إنه عند استخدام التفجير عن بعد، يجب استخدام هاتف محمول من أى نوع، بالإضافة إلى بعض الإلكترونيات الصغيرة المتوفرة فى الأسواق، كمحول القدرة والبطارية والترانزيستور، لأنه يجب وضع شريحة داخل هاتف وتخصيص نغمة لرقم واحد كى يتم التفجير عند الاتصال عليه، لأن ما يميز التفجير باستخدام الهاتف، هو التفجير عن بعد، وبمسافات بعيدة جدًا عن طريق الاتصال على الرقم الموجود على شريحة الهاتف داخل موبايل التفجير.
الصاعق المتفجر
وعمد تنظيم داعش الإرهابى أيضا إلى تحضير ما يعرف بالصاعق الكهربائي، الذى يجب توافره بجانب الهاتف المحمول، لإتمام عملية التفجير عن بعد، ونشر طرق صناعته بالوسائل البسيطة السهلة المتوفرة فى جميع المنازل والأسواق، وقال التنظيم الإرهابى إنه يجب توافر مواد أولية، مثل عبوة فارغة، وأعواد ثقاب، بالإضافة إلى بارود، لصنع الصاعق الكهربائي.
القنابل الحارقة
وبجانب التفجير عن بعد، عمد التنظيم الإرهابى إلى شرح طرق صنع القنابل، والعبوات الناسفة سريعة التحضير والقنابل الكبيرة والحارقة، والتى تأتى فى مقدمتها قنبلة النابالم، والمتفجرات، حيث قام بتقسيمها إلى مواد بطيئة الانفجار وأخرى سريعة الانفجار.
وأشار التنظيم الإرهابى إلى أن المتفجرات، هى عملية تحول المادة المتفجرة من الحالة الطبيعية الى الحالة الغازية بكميات كبيرة مصحوبة بحرارة عالية، وتنطلق هذه الغازات بسرعة رهيبة بشكل موجات متلاحقة، مقسمًا إياها من حيث السرعة إلى مواد بطيئة الانفجار كالبارود ومواد سريعة الانفجار، وتتحول من حالتها الطبيعية إلى الحالة الغازية بسرعة رهيبة مثل «تى ان تي» والديناميت، وتستخدم هذه المواد كحشوات أصلية لقذائف الهاون والألغام والقنابل والصواريخ، موضحا أن المواد السريعة تنقسم إلى ثلاثة أقسام من حيث الحساسية.
وعمد «داعش» كذلك إلى شرح طريقة عمل القنبلة، وقال إنها عبارة عن علبة تحتوى فى داخلها على مواد انفجارية أو كيميائية، وتقسم القنبلة إلى ثلاثة أقسام هى: «انفجارية، وكيماوية، وتدريبية»، كما قام بشرح الألغام وتقسيماتها، لافتًا إلى أنها تزرع فى المناطق الفاصلة بين الجيوش المتحاربة، وفى الممرات المحتمل تقدم أو تسلل العدو منها، وخلف قوات العدو وعلى خطوط إمداده وانسحابه، وحول المراكز المهمة.
ولفت إلى أن طريقة التجهيز تكون عن طريق خلط بعض المواد المتفجرة مع مواد سائلة متوفرة فى الأسواق يسهل الحصول عليها، وبعض المواد الأولية الأخرى، للحصول على المواد المتفجرة، التى تختص بالنابالم، وتكون جاهزة للتفجير.
ووضع التنظيم الإرهابي، بعضًا من قواعد الأمن والسلامة لعناصره لتفادى الوقوع فى الأخطاء والحفاظ على أرواحهم، قائلا: «لا توصل الصاعق بالدائرة الكهربية إلا عند وضعها بالمكان الذى تنفذ فيه العملية، وعليك بتجربة أجهزة التحكم قبل استعمالها على العبوة».
التكتيكات العسكرية
وبجانب ما سبق، لجأ التنظيم الإرهابى إلى شرح العديد من الأساليب العسكرية لعناصره للتدريب والعمل عليها فى الفترات القادمة، مؤكدًا أنها ستمنح عناصره مزيدًا من التفوق الاستراتيجى فى العمليات التى ينفذها، والهجمات التى يقوم بها على الأكمنة والمواقع الخاصة بقوات الأمن.
وقال التنظيم الإرهابى عبر موقع التواصل الاجتماعى «التليجرام»، بعد نشره إصدار «مفردات التكتيك»، إن هذا الإصدار، رغم كونه كتيبًا صغيرًا جدًا لا تتجاوز كلماته الـ ٣٠٠٠ كلمة، لكنه يحتوى على الكثير من المصطلحات العسكرية، التى تهتم بكثير من الفنون التكتيكية، حيث بدأ داعش فى تعريف تلك المصطلحات الموجودة، وشدد على عناصره على ضرورة استخدام تلك التعريفات وتنفيذها بحذافيرها أثناء العمليات العسكرية.
وسرد التنظيم الإرهابي، العديد من مفردات وتكتيكات العملية الهجومية، التى تتضمن تدمير، ما يطلق عليهم، أعدائه، والاستيلاء على الأراضى ذات الأهمية، وذلك فى إطار ما أطلق عليه مصطلحات العمليات الهجومية، التى يجب على مقاتلى التنظيم أن يعلموها جيدًا، وهى تتضمن كلا من مصطلحات تتلخص فى «المناطق، وخط البداية، وساعة الصفر، والسرايا القتالية، ومبادئ الهجوم وأنواعه، وخطة الاقتحام»، وغيرها.
المناطق
وعرّف التنظيم الإرهابى بأن هناك مناطق ثلاث يجب على مقاتلى التنظيم أن يعرفوها جيدًا، وهى «الحشد، والتجمع، والتشكيل»، فالأولى –الحشد- هى التى تتجمع فيها القطاعات والآليات من كل الصفوف لتتوجه إلى منطقة التجمع المخصصة للوحدة لاحتلالها، فيما تكون منطقة التشكيل هى التى تفتح فيها قطاعات الهجوم جميع أسلحتها، استعدادا لبدء القتال.
ونوه التنظيم إلى أن خط البداية هو الخط الذى تجتازه القطاعات المهاجمة فى وقت معين «ساعة الصفر» -الذى تقطع به القطاعات المقتحمة خط البداية وتحسب جميع التوقيتات من ساعة الصفر، وخاصة توقيتات خط النار- مبتدئة بالهجوم وقد يكون خط البدء الحافة الأمامية لمنطقة التشكيل، وقد يكون بعيدًا قليلًا إلى الأمام من منطقة التشكيل.
سرايا القتال
وأشار التنظيم الإرهابى إلى أن هناك عدة سرايا قتالية يجب توافرها داخل أى تنظيم للتشكيل العسكرى والقتالي، مؤكدًا أن السرايا تنقسم إلى «اللاحقة، والاقتحام، والاحتياط»، مشيرًا إلى أن اللاحقة هى التى تتبع سرايا الاقتحام التى تخصص لاحتلال أهداف كل مرحلة من مراحل الهجوم للمحافظة على زخم الهجوم، وتكون مستعدة للقيام بمعالجة أية أمور طارئة خلال عملية الاقتحام والتطهير وتعتبر مسئولة عن واجب الاستعداد للمهمة خلال هذه المرحلة، بينما تكون سرايا الاحتياط مختصة لواجب الاحتياط خلال العملية وتبقى هذه السرايا احتياطًا فى يد القائد حيث تثبت على خط البدء وتبقى جاهزة لمعالجة أى فشل لسرايا الاقتحام.
وأضاف التنظيم الإرهابى أن مبادئ الهجوم يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار مهما كان نوع الهجوم، سواء من ناحية اختيار الأهداف بعناية، وتنظيم الهجوم بالعمق، وتأمين خط البداية بالحماية، وإسناد الهجوم بأكبر قوة نار متوفرة، وإعادة التنظيم بسرعة للمحافظة على الأرض المحتلة، والسيطرة على الأراضى المحررة، وإلحاق أسلحة الإسناد للأمام بسرعة لتساعد فى إعادة التنظيم، مشيرًا إلى أن الهجوم يكون بين «سريع، ومدبر».
أما فيما يخص الاقتحام، فقد أوضح التنظيم الإرهابي، أنه يجب على عناصره أن تكون هناك بعض النقاط الهامة عالقة فى أذهانهم كى تنجح مخططاتهم أثناء عملية الاقتحام، والتى منها أن تكون القطاعات المهاجمة منظمة من قطاعات اقتحام وقطاعات لاحقة، ويجب توحيد مصادر النيران للدروع والمدفعية وأسلحة المشاة المتوسطة بخط نار مؤثرة لإسناد القطاعات المقتحمة، واجتياز القطاعات الأمامية لخط البداية فى ساعة الصفر، وأن تتحرك رشاشات سرايا الاقتحام وأية رشاشات إضافية إذا تم تخصيصها للعملية للأمام مع القطاعات المقتحمة حسب خطة الحركة لتلك السرية.
وتابع «داعش» فى تعليماته المنشورة لمقاتليه: «لن يكون هناك خط اقتحام فى الهجوم النهاري، ستتابع القطاعات المقتحمة تقدمها بسرعة السير العادى من خط البداية إلى الهدف تحت ستار من نيران المدفعية وسلاح الجو والدروع وأسلحة المشاة غير المشتركة فى الاقتحام، وإذا كان العدو قد تأثر من الرماية، وأصبح غير قادر على المقاومة بشكل مضاد، وليس بإمكانه الرماية بشكل دقيق على المهاجمين، فعلى القطاعات المهاجمة أن تجتاح الهدف من مسافة قريبة».
وأشار إلى ضرورة امتزاج الاقتحام بتطهير الوحدات المقتحمة من الأعداء، ويليها إعادة تنظيم الصفوف مرة أخرى، ومراقبة الأجواء، وتحسين المواقع والمحافظة على التماس مع العدو بإرسال دوريات ونقاط مراقبة للأمام، وإتمام الترتيبات للدفاع الجوي، مؤكدًا أنه بعد الاستيلاء على الهدف فى أى مرحلة سيكون مطلوبًا من كتيبة المشاة أن تعيد تنظيمها، وأن تتوسع ضمن حدودها، ويدعى هذا بالاستثمار المحلى، ويجب أن لا يتداخل استثمار الفوز المحلى بمرحلة استثمار الفوز الرئيسة، والتى سيطلب قوات جديدة للقيام بها.

محمد صادق: خطورة «داعش» لم تنته.. وأمريكا وإسرائيل وإيران تساعده رضا يعقوب: ضرورة تكاتف أجهزة المعلومات فى الدول لإحباط الهجمات
وقال اللواء محمد صادق، الخبير الأمني، إن استخدام تنظيم داعش لتكتيك التفجير عن بعد، ليس جديدًا على هذا الكيان الإرهابي، لكنه يحاول تحقيق أكبر عدد من القتلى بأقل وسيلة ممكنة، لذلك سيلجأ لهذا السلاح فى الفترة القادمة.
وأوضح صادق فى تصريحه لـ«البوابة»، أن خطورة تنظيم داعش لم تنته، بعد القضاء عليه بسوريا والعراق، مشيرًا إلى أن داعش سيحاول تنفيذ عمليات ضخمة تحدث أكبر عدد من القتلى داخل الدول العربية والغربية، وذلك بمساعدة الدول، التى أوجدته فى المنطقة العربية، وهى أمريكا وإسرائيل وإيران.
وأضاف أن أفراد داعش يحاولون استهداف أكبر عدد ممكن من المدنيين والعسكرين وعمل حالة من الخوف والهلع يصيب بها الدول العربية، مؤكدًا أن هذا التنظيم هو أداة فى يد دول عالمية من أجل تقسيم المنطقة العربية.
وأشار إلى أن العائدين من «داعش» سيحاولون بالتأكيد تنفيذ عمليات إرهابية فى بلادهم الأصلية، واستهداف المنشآت الحكومية، تحديدا، لإثبات وجودهم على الأرض.
واستطرد قائلا: إن عناصر داعش فى سوريا والعراق، كان يسهل ضربهم عبر الطيران، ولكن بعد تشتتهم، سيحاولون تنفيذ عمليات إرهابية، عبر التفجيرات عن بعد، وتجنيد عناصر جديدة، تقوم بعمليات إرهابية خطيرة.
وبدوره، حذر اللواء رضا يعقوب، الخبير الأمني، من عدم التعاون بجدية مع التكتيكات الحديثة لتنظيم داعش الإرهابي، مؤكدًا أن التنظيم يحاول إحداث أكبر عدد من القتلى، دون مواجهة، لذلك يلجأ لهذه التكتيكات الإرهابية.
وأضاف «يعقوب « أن هناك دولا تساعد تنظيم داعش، وتمده بالمعلومات والأسلحة لتنفيذ خططه الإرهابية فى الدول العربية، مشيرًا إلى ضرورة تكاتف كل أجهزة المعلومات حول العالم من أجل إحباط أى عمليات إرهابية.
وفى السياق ذاته، قال خالد عكاشة، الخبير الأمنى المتخصص فى الجماعات الإرهابية، إن تنظيم داعش الإرهابى يعمل من خلال أنماط وتكتيكات مختلفة ومتنوعة، ويحاول توظيف إمكانياته، وتكتيكاته العسكرية، حسب المنطقة الموجود فيها، مضيفًا أن التنظيم الإرهابى يقوم بعمليات انتحارية فى العراق وسوريا نظرًا لوجود إمكانيات لذلك.
وأوضح «عكاشة»، أن داعش ينفذ تكتيكات عسكرية مختلفة، فالمناطق التى بها سيطرة أمنية قوية ويصعب فيها الحصول على متفجرات وأسلحة ثقيلة تقوم فيها العناصر التابعة لداعش بعمليات، مثل الدهس والطعن من أجل زيادة عدد القتلى والخسائر فى الأرواح وبث حالة من الخوف فى عواصم العالم.
وأضاف أن استراتيجية التفجير عن بعد، التى يقوم بها داعش لا تستطيع عناصر داعش تنفيذها فى أوروبا وأمريكا، نظرًا للتشديد الأمنى الكبير فى هذه الدول، مشيرًا إلى أن روسيا عثرت فى الفترة السابقة على خلية داعشية مسئولة عن تفجير مترو سان بطرسبرغ، وهو ما يؤكد أن داعش موجود، وسيقوم بعمليات إرهابية خلال الفترة القادمة.
وتابع الخبير الأمنى أن تنظيم داعش لم ينته، كما تروج لذلك العديد من وسائل الإعلام، فالمناطق التى خسرها التنظيم خلال الفترة الماضية، لم نر فيها ضحايا من صفوف داعش، ولكن من المحتمل أنه يقوم بتجميع عناصر من أجل استخدامهم فى مناطق مختلفة، مثل دول شمال أفريقيا، خاصة مصر وليبيا.
ولفت «عكاشة» إلى أن قوات الجيش والشرطة فى مصر نجحت فى توجيه العديد من الضربات الاستباقية لعناصر داعش الإرهابية وهو ما يحد بشكل كبير من تنفيذ عمليات إرهابية ضخمة فى القاهرة أو المحافظات الأخرى، مثل العثور على خلية إرهابية فى إحدى شقق ٦ أكتوبر، والتى كانت تمتلك العديد من الأسلحة والمتفجرات لاستخدامها فى أعياد الميلاد.
وشدد على أن عناصر داعش الإرهابية اكتسبت خبرة كبيرة خلال الفترة الماضية فى حربها فى سوريا والعراق، كما أنها طورت تكتيكاتها العسكرية مما سيتبب فى المزيد من القتل والضحايا والعمليات الإرهابية سواء بالحصول على متفجرات أو بطرق جديدة يمكن ابتكارها.
ومن جانبه، أكد اللواء محمد نورالدين، الخبير الأمني، أن تنظيم داعش الإرهابى ينشر خطط تصنيع المتفجرات عبر وسائل إعلامه كتحفيز لكل المحبين والمعجبين بفكره من أجل القيام بتنفيذ عمليات إرهابية فى دولهم.
وأوضح الخبير الأمنى أن داعش يمثل حتى الآن خطرا قائما يهدد كل دول العالم، خاصة مصر، مشيرًا إلى أن التنظيم سيحاول تنفيذ هجمات إرهابية فى دول العالم من أجل أن يرسل رسالة للعالم، بأنه لا يزال موجودا.