الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

البابا تواضروس: قلب واحد من أجل زهرة المدائن

البابا تواضروس الثاني،
البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، إن السلام الدائم لا يأتي إلا باحترام الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى وكل شعوب المنطقة، موضحًا أن السلام الحقيقي لن يصبح واقعا ما لم يتوقف العنف ولغة التهديد والوعود التى تقدم بدون مراعاة لمشاعر المسلمين والمسيحيين عبر العالم ومنطقتنا.
وأضاف بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، فى كلمته بمؤتمر نصرة القدس، أمس، إنه من المؤسف أن تكون مدينة القدس مسرحًا للصراع عبر الأزمنة، مشيرًا إلى أن القدس تعرضت للحصار ٢٠ مرة ودمرت تدميرا شاملا مرتين وأعيد تشييدها ١٨ مرة، كما انتقلت من وضع لوضع عدة مرات عبر التاريخ، مضيفًا: «السلام اختيار لا بديل لنا عنه والسلام وثيق الصلة بالدعوة المسيحية، وإنني على يقين أن شعوب المنطقة العربية تتمنى العيش المشترك وفقًا للمحبة والسلام، وللقدس مكانتها التي تجعلها واحة سلام ففيها الصلوات والتماس المعونة الإلهية».
وأضاف: «منذ فجر الإسلام وهي تمثل قيمة كبيرة للمسلمين حيث توجد قبة الصخرة والمسجد الأقصى وغيرها من الأماكن المقدسة، فلها تاريخ وجداني للمسلمين والمسيحيين».
ووجه البابا تواضروس، الشكر للدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر على دعوته له لحضور مؤتمر القدس الذي يتم تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي.
وأوضح أنه على مستوى الكنيسة الأرثوذكسية فى مصر هناك اهتمام بالقضية الفلسطينية منذ ستينيات القرن الماضي، مؤكدًا أن القدس لا ترتبط بالدين فقط وإنما أيضًا بالتاريخ.
وتابع: «ندعو لدراسة وضع القدس الإنساني المأساوي الذي يعيشه الشعب الفلسطيني حتى اليوم، الشعب الذي يسعى للحصول على حقوقه المشروعة، ووجود القدس عاصمة يخدم كل الأفراد المعنية يحتم أنها عربية تعود لفلسطين، ولا يمكن تجاهل مشاعر العالم فى كل بقاع الأرض»، مضيفا: «نخاطب الضمير الإنساني للنظر للزوايا المختلفة لهذه القضية للوصول للسلام الشامل وتأكيد حقوق هذه الدولة وعاصمتها القدس».
وقال البابا تواضروس: «ما أجمل اللقاء بقلبٍ وفكرٍ واحد من أجل قضية مصيرية وهي المدينة المقدسة زهرة المدائن، فالقدس ليست مكانًا به معالم أثرية وله تاريخ وإنما تمثل قيمة خاصة فى إيماننا وتطلعاتنا وذاكرتنا».
وأضاف فى كلمته بالمؤتمر العالمي لنصرة القدس: «إن القدس رمز للتلاقي والسلام للشعوب بإثرها مع الله هي المكان التاريخي للوحي الإلهي الكتابي وبأرضها المقدسة حدث الالتقاء بين السماء والأرض حيث خاطب الله البشر على أرضها أكثر من أي مكان آخر.
وأوضح أن مكانة القدس كبيرة بقلب كل مسيحي لأنها شهدت حياة المسيح وصنع معجزاته ووطأت قدمه على أرضها، ولاسيما بعد خراب أورشليم عام ٧٠ ميلاديًا، بدأ المسيحيون إعمارها وشيدوا الكنائس وصارت ذكري مقدسة بالقلوب، وأيضًا تمثل مكانة لدى الإسلام منذ فجره وبها قبة الصخرة والمسجد الأقصي وغيرها من المقدسات.
وشدد البابا على أنه إذا كانت القدس تمثل رصيدًا تاريخيًا للشعب اليهودي فإنها تمثل قيمة تاريخية وذكريات فى وعي ووجدان المسيحيين والمسلمين علي حد سواء.
وتابع: «من المؤسف أن تكون المدينة المقدسة مسرحا للصراع عبر الأزمنة ويذكر التاريخ أنها تعرضت للحصار ٢٠ مرة ودمرت تدميرًا شاملًا مرتين وأعيد تشييدها ١٨ مرة كما انتقلت من وضع لوضع عدة مرات عبر التاريخ».
وتابع: «السلام اختيار لا بديل لنا عنه وهو وثيق الصلة بالدعوة المسيحية والسلام الدائم لا يأتي إلا باحترام الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وكل أبناء المنطقة ولن يصبح حقيقة إلا بوقف العنف والتهديد وتلك الوعود التي قدمت بلا مراعاة لمشاعر ملايين عبر العالم ومنطقة الشرق الأوسط، والقدس وضعها المميز كمدينة مقدس مؤهلة لتصبح فيه واحة سلام تلتقي فيه الصلوات وترتفع منه القلوب نحو السماء ملتمسة المعونة الإلهية ليدرك الناس وعلي مستوي الكنيسة قضية القدس وفلسطين كانت وما زالت حاضرة فى ضميرها منذ البداية مكررًا رفضه لقرار نقل السفارة، لأنه يستهدف تهويد القدس وطمس طبيعتها.
وأدان البابا، باسم الكنيسة أعمال العدوان والقهر واستغلال الدين وتوظيفه فى أهداف بعيدة عن مقاصده والتفسيرات التوراتية المتشددة التي تنفي الآخرين وجوديا ومعنويًا وتجور علي حقوقهم.
وشدد على أن اختصار القضية الفلسطينية فى البعد الديني فقط ينذر بكارثة فإن لها أبعادا تاريخية وثقافية واقتصادية، مؤكدًا وقوف الكنيسة دومًا بجانب كفاح الباحثين عن حريتهم والاعتراف بكرامتهم الإنسانية، والدفاع عن المقهورين والمهزومين.
ودعا بابا الكنيسة القبطية لدراسة وضع القدس ليس من ناحية الوضع التراثي الروحي فقط، بل أيضًا من ناحية الوضع الإنساني المأساوي الذي يعيشونه الشعب الفلسطيني الذي يناظل من أجل حقوق مشروعة طالما ارتضى المجتمع الدولي حل الدولتين.
وقال: «إن وجود القدس عاصمة تخدم كل الأطراف المعنية هو الأفضل علي أن تكون القدس عاصمة دولة فلسطين التي اعترف بها العالم، وتعود مشكلة القدس تنادي ضمير العالم ولا يمكن تجاهل مشاعر الملايين فى بقاع الأرض ونخاطب كل القوى الفاعلة والدولية بالمؤتمر الحيوي للنظر للزوايا الإنسانية للقضية الفلسطينية بإقرار السلام الشامل والعادل والمصير وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس».