الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

الإجراءات الأمنية المشددة تنقل احتفالات الطرق الصوفية بليلة مولد الحسين الختامية.. «الشبراوية» فى مصر القديمة.. «العزمية» بـ«عابدين»

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«منع إقامة سرادقات وخيام للمريدين»، «التدقيق فى احتفالات الليلة الختامية»، «الإجراءات الأمنية المشددة».. جميعها موانع جعلت مولد الإمام الحسين هذا العام يبدوا باهتًا لدى مريدى الطرق الصوفية الذين وفدوا من المحافظات للمشاركة فى احتفالات خيم عليها الحزن نتيجة لعدم وضوح الرؤية فى إقامة الليلة الختامية لـ«سلطان المادحين» ياسين التهامى من عدمه، بسبب الهجمات الإرهابية التى تعرضت لها مصر خلال الفترة السابقة، والتى جعلت الأمن يفرض مجموعة من التعزيزات الأمنية لحماية محبى آل البيت والإمام الحسين.
شملت الإجراءات الأمنية التى فرضتها أجهزة الأمن لهذا العام، وضع شروط للاعتكاف داخل المسجد، حيث لا يسمح بالاعتكاف إلا لحاملى كارنيه معتمد من وزارة الداخلية، ويثبت أن حامله من أعضاء الرابطة الصوفية ومسجلًا فى المجلس الأعلى للطرق الصوفية، بينما قررت المشيخة العامة للطرق الصوفية للعام الثانى على التوالي، عدم إقامة سرادقات بمحيط مسجد الحسين أو الشوارع الجانبية له، والاكتفاء بأن تحتفل كل طريقة بالمولد داخل المسجد الخاص بها فقط، وذلك تحسبًا لأى أعمال عنف قد تنتج من قبل الجماعات المتطرفة.
ونتيجة لهذه الإجراءات، قرر مشايخ الطرق الصوفية إقامة احتفالات الليلة الختامية لمولد الإمام الحسين فى مقراتهم، كبديل عن ساحة المسجد التى كانت من المفترض أن تقام عليها الاحتفالات والسرادقات.
«الشبراوية» فى مصر القديمة 
من جانبه قال عبدالخالق الشبراوي، شيخ الطريقة الشبراوية وعضو المجلس الأعلى للطرق الصوفية، إن العمليات الإرهابية التى شنتها جماعة الإخوان الإرهابية والجماعات الإرهابية الأخرى على الصوفية والأقباط والمصريين خلال الفترة السابقة، كانت سببا أساسيا فى إلغاء احتفالات مولد الإمام الحسين هذا العام، وكانت سببا فى حالة الحزن والذعر التى خيمت على مولد الحسين، وجعلته مختلفًا هذا العام عن الأعوام السابقة.
وأكد «الشبراوى» فى تصريحات خاصة لـ«البوابة»، أن الهجوم السلفى الفكرى الذى تم شنه هذا العام بشكل مكثف على احتفالات الصوفية ومحبى آل البيت بقدوم رأس الإمام الحسين إلى مصر، كان سببا أيضا فى تعكير وتعطيل الاحتفالات.
وأشار شيخ الطريقة الشبراوية، إلى أن الصوفية وبالأخص الطريقة الشبراوية، لن تستسلم لتهديدات الإرهابيين، وستقيم احتفالات المولد والليلة الختامية فى مسجد الطريقة الشبراوية ومقرها بحى الأزهر، وذلك كبديل عن الليلة الختامية التى من الممكن ان لا نستطيع الاحتفال بها، ونحن بذلك لن نسمح لأى متطرف أن يفسد احتفالاتنا. وأضاف، أن الطريقة الشبراوية سُتقيم السرادق فى المسجد وفى محيطه، وسُتقدم المأكل والمشرب لمريدى الطريقة، وضمن مراسم الاحتفال سيكون هناك حلقات ذكر وتلاوة قرآن، وإقامة جميع النوافل، مثل صلاة القيام والتهجد والضحى، مع تلاوة الأذكار الخاصة بالطريقة الشبراوية، لافتًا إلى أن خدمات المولد سمحت بها الحكومة فى حى الجمالية بدلًا من مسجد الحسين. 
الليلة الختامية 
اعتبر مالك علوان، شيخ الطريقة العلوانية وعضو المجلس الأعلى للطرق الصوفية، أن جميع الإجراءات المتخذة بشأن احتفالات مولد الإمام الحسين التى بدأت يوم ٨ من يناير على أن تستمر أسبوع من الشهر ذاته، أثرت بشكل سلبى على الاحتفالات مولد الإمام الحسين، مؤكدًا أن السبب الأساسى فى هذه الإشكالية التنظيمات الإرهابية والسلفيون.
وقال علوان، إن الطريقة حزينة للغاية بسبب قرار منع إقامة السرادقات هذا العام، لأنها اعتادت كل عام أن تقيم السرادق. وأشار شيخ العلوانية، إلى أن الطريقة وجهت طلبا إلى مديرية أمن القاهرة وبعض الرموز الأمنية، من أجل السماح لها بإقامة السرادقات فى الحديقة المتواجدة أمام مسجد الإمام الحسين بحى الأزهر فى مصر القديمة، مثل كل عام، حتى يتم إطعام الفقراء ومريدي الطريقة.
«العزمية» فى «عابدين»
فيما قررت الطريقة «العزمية» الاحتفال بالمولد على طريقتها الخاصة، حيث أكد الشيخ علاء أبوالعزائم، شيخ الطريقة، أنهم يقدرون حجم التحديات الأمنية التى تسببت فى إلغاء احتفالات العام الجاري، كإجراء وقائى وحماية للصوفية ومحبى آل البيت جميعهم، إضافة إلى قرار المشيخة العامة بمنع إقامة السرادق.
وأكد أبوالعزائم فى تصريحات خاصة لـ«البوابة»، أن الطريقة ستعمل على إقامة احتفال كبير بمولد الإمام الحسين والليلة الختامية الخاصة به داخل مقرها بمنطقة عابدين، مشددًا على أن الإرهاب الذى يحاول عرقلة مسيرة مصر لن يوقف احتفالاتنا، وسنتحداه.
فيما يواصل المصريون احتفالاتهم بمولد الإمام الحسين، والذى يعد من أهم الموالد الشعبية التى يحتفون بها، تكريما وإجلالا لحفيد المصطفى صلى الله عليه وسلم، الإمام الحسين بن علي، يتواصل فى المقابل هجوم التيارات السلفية على احتفاء المصريين بآل البيت، حيث ينكرون فى هذا الصدد مجىء رأس الحسين لمصر ودفنه فى تلك البقعة الطاهرة بعد واقعة كربلاء، ويؤكدون أنه مدفون فى ضريح الحسين بكربلاء، ومن ثم تتصاعد دعواتهم أيضا لمنع الاحتفالات بالمولد الحسينى بل وهدم الضريح.
آخر تلك الدعوات أطلقها الداعية السلفى سامح عبدالحميد حمودة، الذى استند إلى واقعة كانت قد شهدتها مدينة السويس، حيث كان هناك ضريح يقصده الصوفية، ويحتفون بمولد الولى المدفون فيه ويدعى «أبو سريع»، وفيما بعد تبين عدم وجود رفات بالضريح، وليتخذ من تلك الواقعة دليلا على عدم وجود رأس الإمام الحسين فى ضريحه الحالي، مؤكدا أن الروايات التاريخية تتضارب فى شأن ذلك.
وطالب حمودة وزارة الأوقاف، بتشكيل لجنة تضم متخصصين لفحص الأضرحة الموجودة فى مصر، وبيان الحقائق حول أولياء الله الصالحين المنتشرة أضرحتهم فى بعض محافظات مصر.
من جهتها تصدت وزارة الأوقاف لتلك الدعوة مؤكدة أن رأس الإمام الحسين مدفون فى الضريح الذى يحمل اسمه، والذى يقصده آلاف المصريين، سواء فى ذكرى مولده، أو ذكرى قدوم الرأس الشريف لمصر مشددة على أن ذلك يعد من قبيل الحقائق الثابتة التى تلقتها الأمة بالقبول، ولا يمكن إنكارها سوى بدليل.
من جانبه أكد عبدالغنى هندي، عضو مجلس إدارة مسجد الإمام الحسين، أن وجود الرأس الشريف يعد إجماعا لدى الأمة، مضيفا أن كافة المؤرخين أكدوا ذلك، ومنهم «ابن جبير»، الذى أقر ذلك ودعمه برواية أحد سلاطين المماليك وهو «الصالح طلائع»، لافتا إلى أن من جاء بعدهم أقر ذلك ولم يشكك فيه أحد، مؤكدًا أن الأمر يشهد اجماعًا تاريخيًا ومعرفيًا، فيما لا تملك الآراء المتشددة سندا يدعم مقولتها.
وشدد هندى على وجود أدلة لا يمكن تجاهلها تؤكد وجود الرأس الشريف فى موقعه الحالي، منها ما ذكر فى كتاب «الأدلة الباهرة» الذى أكد وجود الرأس الشريف بالقاهرة، فضلا عن أن لجنة كانت قد شكلت من الأزهر والأوقاف نزلت إلى الضريح عام ١٩٨٢ ورأت الرأس الشريف، وهو ما يعد أمرًا قطعيًا بوجوده، مستغربا الأقاويل التى تنفى وجودها، رغم كل تلك الدلائل والبراهين. ويتفق معه الشيخ جابر طايع، رئيس القطاع الدينى بوزارة الأوقاف، مطالبا المتشككين بتقديم أدلتهم إن كانوا يمتلكونها، مشددا على أن الوزارة لم تتلق طلبات من أحد لفحص الأضرحة بحسب ما يروجه هؤلاء على المواقع والصحف.