السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

الأنبا المنشق: كنيستي شرعية وتتبع الكاثوليكية المستقلة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

 

ماكس ميشيل: زواج الأسقف حتمى وليس اختيارًا منحاز للسيسى وإنجازاته غير مسبوقة سألجأ للقضاء للاعتراف بالكنيسة فى مصر الكشف الطبى على المثليين جنسيًا تخلف حضارى أستعين بدفاتر زواج من طوائف أخرى

 

فى حوار خاص للأنبا مكسيموس والمعروف إعلاميًا بـ«ماكس ميشيل»، المنشق عن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، والذى خاض العديد من المعارك ضد البابا الراحل شنودة الثالث، وفى حواره تمسك بعقيدته، وأكد أن كنيسته شرعية بالرغم من الاتهامات التى توجه لها، وأعرب عن تعاطفه كإنسان مع الزواج المدني، ويرى أن الكنيسة فى مصر تعيش الأصولية، وأن موضوع الصراع الطويل بينه وبين الكنيسة فى الوقت الماضى يعبر عن أن الكنيسة كانت تعيش الأصولية من خلال القادة، الذين كانوا يذهبون إلى لاهوت العصور الوسطى، وترك روح الرسالة.. وإلى نص الحوار:

 

ما تعليقك على قانون بناء الكنائس؟

- هو خطوة إيجابية فى طريق حل مشكلة مزمنة كانت تشوه صورة مصر بالخارج، وبه ثغرات فى تطبيقه، خصوصا أن الأمر فى يد وزارة الداخلية. فما يعرفه الخارج عن مصر، أن أى بيت ليست له رخصة، ويتم الصلاة فيه ويأتى الأمن ويغلقه بحجة قانونية أنه عين غير مرخصة، ويصبح رجل الأمن مقتنعًا أنه ينفذ القانون. والشارع الأمريكى يتساءل: «ماذا يحدث فى مصر لماذا حرقوا الكنائس؟»، وما يتم تصديره للخارج فى هذه الأزمة يتم تصنيفه بأنه هجوم على كنيسة، وهى فى الأساس منازل تتم فيها الصلاة وغير مرخصة.

واقترح استحداث وزارة الأديان أو المعتقدات، ويشغلها مساعد رئيس الوزراء، على أن تهتم بالأديان الأخرى غير الإسلام، مع وجود وزارة الأوقاف.

كيف ترى بابا الفاتيكان والدور الذى يقوم به فى المنطقة والعالم أجمع؟

- أنا أحد المؤيدين المعجبين بالبابا فرنسيس، ولكنه لا يدرك الصراع مع الجماعات الإسلامية، كما ندركها نحن ونفهمها، فالجماعات الإسلامية لا يمكن مسالمتها، ولا يمكن إدارة حوار معها؛ لأنهم مخادعون للوصول إلى أغراضهم.

وبشأن الحوار مع الكنيسة القبطية، فأرى أن عقلية الإنسان الأرثوذكسى تميل إلى التمسك بالموروث القديم، والتزام الشرق أوسطى أو الأرثوذكسى أو المصرى بفكرة العودة إلى القديم لم تعط للقادة الفرصة لتطوير أدوات الحوار، بينما الكنيسة الكاثوليكية بعد عصور مرعبة من التخلف ومحاكم التفتيش، طفرت طفرة قوية.

ردك على الاتهامات بعدم مشروعية كنيستك؟

- شرعية الكنيسة من الوضع القانوني، ووزارة الداخلية اعتمدت وبجواز السفر الخاص بى منذ عشر سنوات وظيفة رئيس أساقفة المجمع المقدس لكنائس القديس إثناسيوس، والسلطات تتعامل مع هذا المكان بهذه الصفة.

والكنيسة تابعة للكنيسة الكاثوليكية المستقلة، أى استقلت وعادت إلى النظام الأرثوذكسي، وعادت إلى سياق قانون الإيمان الأرثوذكسى، أى هما كانوا كاثوليك واستقلوا وعادوا إلى النظام الأرثوذكسي.

ما موقف كنيستكم من قانون الأحوال الشخصية؟

- لم نحصل على دفتر توثيق للزواج داخل الكنيسة، ولكننا نسعى إلى ذلك وفق القانون المصري، وهذا يجعلنا نستعين بقساوسة موثقين ولديهم دفتر توثيق من أى كنيسة أو طائفة أخرى من أجل الدفاتر، ونتمم الصلاة بناءً على هذا.

أى قانون كنسى تتبعه كنيستك؟

- نحن كنيسة من الأساس امتداد للمجمع المسجل بالولايات المتحدة الأمريكية، ومن ثم أنا سأخوض فى الإجراءات القانونية ككنيسة أمريكية، ولها فرع فى مصر بتوثيق الزواج والطلاق أمام المحاكم، وذلك برفع قضية أمام القضاء.

ما موقفك من الزواج المدني؟

- أؤمن بالزواج المدنى كحق إنساني، وليس مشروعا كنسيا، فمسألة أنك تجبر شخصا ليتزوج فى الكنيسة، على غير إرادته ليست من الإيمان.

ماذا لو رفضت الدولة إعطاء الحق لكنيستكم فى ممارسة الزواج أو الطلاق؟

- الزواج شقان مستقلان، المدنى والكنسي، وأنا لا أملك دفتر توثيق للزواج، وعلى هذا الأساس سوف أستعين بوثيقة الزواج الصادرة من مجمع الكنيسة بأمريكا وتمصيرها، عن طريق ترجمتها وختمها من السفارة الأمريكية، بالإضافة إلى وثيقة زواج من أحد القسوس بمصر.

ما موقفكم من القضية الفلسطينية وقرار الرئيس الأمريكي؟

- أولًا قرار مقاطعة الزيارة للقدس أثبت التاريخ أنه قرار فاشل، وأنه لم يفد القضية الفلسطينية بقدر ما أضر بها، أما عن قرار ترامب، فالشارع الأمريكى يقول إن الفلسطينيين طبقًا للكتاب المقدس وطنهم غزة، فمن أين لهم أن يكون الضفة الغربية أرضهم.

ماذا عن الحوار المسيحى اليهودى الإسلامى؟

- تبنيت مبادرة قديمة وطرحتها عده مرات، ولأن الأمور كانت تدار بشكل ما لم ينتبه إليها أحد، ولكن مع وجود إدارة سياسية جديدة تفتح المجال أمام المثقفين سوف أعيد طرح المبادرة مرة أخري.

الفكرة هى أن الاعتراف بين الكنائس يقوم على اتفاق العقيدة، أما الاعتراف بين الأديان لو تم تأسيسه على اتفاق العقيدة لم تحقق أى تقدم؛ لأنه نحن لم ننجح فى أن نحدث اتفاقا بين الطوائف داخل الديانة الواحدة، ولا داخل الفرق الإسلامية داخل الإسلام الديانة الواحدة، فالاتفاق أو الاعتراف بين أصحاب الأديان المختلفة لا يقوم على اتفاق العقيدة، بل يقوم على الاعتراف بحق الآخر أن يكون له إيمان مختلف، والاعتراف بالآخر بطريقة إنسانية وليس على أسس عقائدية، فهو من حقه أن يقتنى إيمانا مختلفا وأن يتعفف، وهذه أول بنود فى هذه المبادرة التى ستأول إلى تغيير لهجة الخطاب بين الأديان أو أصحاب الأديان أو قادة الأديان، بدل ما يقول هو كافر عندى وأنا كافر عنده.

فالنظرة التكفيرية للمجتمع وبعضه البعض، أصبحت منطقًا يرتضى به، فلا بد أن نعترف وننتقل إلى الحقيقة العصرية، أن الجميع يعبدون إلها واحدا؛ لأنه لا يوجد غيره، وإننا مختلفون فى فهمنا للذات الإلهية، ومختلفون ومتنوعون فى معتقداتنا، ولكن يجب أن نتقبل الآخر ونحترم إيمانه على ما هو عليه، قبول متبادل، وبهذا الشكل يحدث اعتراف متبادل بين أصحاب الديانات، أظن أن هذه الصيغة العصرية والعملية للحوار بين الأديان، لكن إذا عملت أى شكل من أشكال الحوار على أرضية محاولة الاتفاق، فهذا هو السراب بعينه مثلما قلت، الآن لا نستطيع أن نوافق بأن الأرثوذكس يتفقون على المعمودية مع الكاثوليك، وأتمنى من خلال المنبر الصحفى الذى تعمل فيه أن توصل هذا الصوت.

كيف ترى المثلية الجنسية؟

- موضوع المثلية الجنسية موضوع شائك، والغرب ذهب فيه إلى أبعاد خطيرة، لا بد أن نأخذ موقفا متوازنا حتى لا نصطدم مع العالم وقطاعات من البشر الموجودين فى وسطنا ولديهم مشكلة حقيقية بشكل ما، بمعنى أننا من حقنا أن نجرم الدعوة للمثلية الجنسية، ولكن ليس من حق السلطات أن تفتش فى ضمائر الناس أو تتبع المثليين أو تضع عقوبات عليهم، أحيانا تقع فى مصر بعض التجاوزات فى حق وحدود الصواب والحرية فى أنه يريد أن يوقع الكشف الطبى على ناس مشتبه بهم أنهم مثليون، هذا كلام لا يجوز وكلام عيب ولا ينفع أن يطبق ويعتبر تخلفا حضاريا، هو مثلى هذه حياته وهو حر، لكن أن تحاكم ناسًا تذهب للمثلية فى وسط المجتمع عندك فهذا حقك، وأظن أن هذا الحق الحد الفاصل بين الصواب والخطأ فى قضية المثلية الجنسية. وبالنسبة للكنيسة الأمريكية فهى معترضة على الفكر الذى وضعه المجتمع مع المثلية. ونحن ككنيسة أرثوذكسية بطبعنا محافظين، وما أستطيع فعله هو أن أفتح باب كنيستى للمثليين يحضرون العظات، ولكن لا أستطيع أن أتجاوز أكثر من هذا الحد أى لا أستطيع أن أقدم له سر الأفخارستيا، المناولة.

ما دور الكنيسة لمعالجة المثلية الجنسية؟

- على الكنيسة دور مهم جدًا فى مساندة ودعم المثليين وتقديم يد العون لهم من خلال ورش عمل نفسية- روحية – مجتمعية، والعمل على مواجهة هذه المشكلة؛ لأن ليست المسألة كلها خروجا عن التقاليد، والمسألة لها جانب إنسانى ونفسى ومرضى فى بعض الأحيان. أنا أرى أن مساعدة هؤلاء واجب على الكنيسة والمجتمع قبل وصول الأمر إلى محاكمة أفكارهم وعلينا أن نذهب إلى مساعدتهم.

أما بشأن التطرق إلى هذه الموضوعات فى الكنيسة المصرية فليست مثلما تفعل الكنيسة فى الغرب فى الكلام أو الوعظ بحرية عن هذا الأمر، ولن تستطيع الكنيسة تنظيم اجتماع وتقول إن هذا الاجتماع للمثليين وتعالوا، ستجد أنه لا يوجد أحد سيحضر فى هذا الاجتماع.

ونحن ككنيسة نتعامل مع هذا الأمر من خلال خدمة الاعتراف فى الكنائس التقليدية، وأظن أن فى الكنائس الإنجيلية تقوم بهذا الدور من خلال المشورة أو المساندة أو الدعم من خلال فكرة الإرشاد أو المشير.

وماذا عن قضية الإلحاد؟

- الإلحاد يشغل حيزا كبيرا من تفكيري، وأرى أن نظرة الشرق أوسطية للإلحاد نظرة متخلفة، أى لا تصلح لكى تصبح هى الطريقة التى يواجه بيها الإلحاد فى مثل هذا العصر. سمعت أكثر من مرة وشاهدت على التليفزيون مذيعة قامت بطرد السيدة التى استضافتها لأنها ملحدة، وهذا تجاوز مهنى وأخلاقي، ومواجهة الإلحاد باستعلاء والتكفير فكرة أكثر من متخلفة، والبداية تبدأ من أن ننحى باللائمة على أنفسنا قبل أن ننظر إلى الملحدين بهذا الشكل، وقبل أن نبحث عن الحل، لا بد أن نتعرف على الأسباب والتى جعلت هؤلاء ينساقون وراء الإلحاد، والذى كان سببه رجال الدين المتغطرسين والمتخلفين وغير المثقفين والذين شوهوا الدين، ويعد تعنت رجال الدين فى قضايا الطلاق من أهم الأسباب التى دفعت البعض للإلحاد.

أما الحل الإيجابى للملحدين هو فتح باب الحوار، فهو النافذة الوحيدة التى من الممكن أن تحوز على صدى إيجابى فى نفوس الملحدين، فلغة التكفير لغة تصنع الحدود ما بين الملحد والآخر.

كان هناك حوار مفتوح بينك وبين الملحدين لماذا تم إيقافه؟

- ما حدث أن بعضهم حول الموضوع إلى صراع مع الكنيسة القبطية، وقتئذ جاء البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وكان واسع الصدر ومتفهما للموقف بشكل جيد، إلى أن تم غلق باب الحوار وإيقاف النشاط، بعد أن تدخل بعض الشباب الانتهازيين لفتح باب من الصراع مع الكنيسة الأرثوذكسية، الأمر الذى أرفضه جملة وتفصيلًا.

وأنا حتى الآن أؤمن بالحوار معهم ومستعد لفتح باب الحوار ثانيًا، فأنا أمتلك إجابات على تساؤلات الملحدين، الإلحاد من أهم القضايا بالنسبة لى والتى غيرت مسيرة حياتي.

ماذا عن الانتخابات الرئاسية المقبلة؟

- أنا لست حياديًا، أنا منحاز للرئيس عبدالفتاح السيسى لسببين، من أول يوم كانت قناة «الراعى الصالح» تعمل وقتها وستعود مرة أخرى للعمل، وقمت بتوظيف القناة بالكامل للدعاية لثورة ٣٠ يونيو، وكنت أرى أنه لا يوجد مخرج للمحنة إلا بتدخل الجيش، وهو كان بأسلوب رجل المخابرات حذر، ورحنا نتساءل وتولّد لدينا انطباع أنه لم يفعل شيئًا، ولكنه خرج وأنقذ مصر من المحنة التى كانت ستصبح فيها.

الرئيس صنع إنجازات ليس لها مثيل فى وقت قصير جدا، لم ينجزها قبله أحد، مثلما فعل الرئيس الراحل جمال عبدالناصر والثورة التصنيعية التى قام بها ولغيره من الرؤساء، فمصر كانت منتهية، فما فعله الرئيس السيسى لمصر قيامها من بين الأموات.

أما على الصعيد الدولى والإقليمي، عادت مصر لها مكانتها لكل الدول والشعوب، وهى التى تستطيع حل مشكلة لبنان وفلسطين وسوريا والعراق وليبيا، ورجعت مرة أخرى أم الدنيا. وأنا مؤيد بكل قوة لانتخاب الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيسا لجمهورية مصر العربية.