الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

"منى وبسام" حب كسر قيد السجان في حصون الاحتلال

منى وبسام
منى وبسام
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تجهزت منى للذهاب إلى سجن الرملة، حيث يقبع زوجها الأسير بسام السايح لزيارته كما هو المعتاد.. 45 دقيقة من خلف زجاج لا تملك سوى أن تحدثه عبر الهاتف وتنظر لابتسامته التى طالما اشتاقت لها، ولم تكن تعرف هذه المرة أن القدر يخبئ لها مفاجأة.
تقول منى: "أخرجوني من المكان المعتاد الذي نكون فيه نحن أهالي الاسرى، ثم مشيت وأخرجوني من غرفة لأخرى.. توقفت وتوقفت المجندة الإسرائيلية، وإذا بباب الغرفة يفتح وبسام قادم والابتسامة والفرحة تكاد تقفز من عيناه".. لم تكن تدرك منى أن هذه المرة سيكون اللقاء بينهما حقيقي "لا زجاج ولا هاتف".
تكمل منى عن لقائها ببسام وتقول: "صافحني وقبّل جبيني وقبلت يديه، كانت دقائق قليلة التي يسمح فيها بالتقاط الصورة، لكنها كانت وكأنها مائة عام، تدفق خلالها سيل كبير من المشاعر والنظرات والهمسات".
لم تكن تلك اللحظات على بسام سهله، فتلك اللحظه التى طالما يحلم بها أى أسير في سجون الاحتلال يدرك أن من الواجب أن يستغل كل لحظه فيها، وهو ما فعله بسام بحسب ما حكته منى السايح.
أكدت منى أن ما حدث بمثابة، فإجراءات الاحتلال مشدده خصوصا وانها اسيرة محرره، لم تكن تدرك منى ان نهاية تلك الزياره ستكون بلمسة وعناق وصورة ستعيد لهما سويا روحهما وعزيمتها من جديد.
تصف منى تلك اللحظات وتقول " كانت سنوات وليست دقائق، شعرت بشريط ذكرياتى كله يمر امام عيني، فانا لم ألتق ببسام منذ 3 سنوات بشكل مباشر، لأنني في حينها كنت معتقلة، وهو الآخر اعتقل عندما حضر إلى المحكمة الخاصة بي، ومنذ ذلك الحين لم أره إلا من وراء القضبان، وحتى بعد الإفراج عني، لم يتح لي زيارته كما باقي الأسرى، فأنا مرفوضة أمنيا، ويتم منحي تصريح زيارة كل خمس شهور فقط".
وعن حالته الصحيه تؤكد منى " صحته كانت مرتفعه رغم ما يحمله من الم قبل جبيني ويدي، فشعرت بالعزة وبمكانتي لديه".
وعن رسالتها الاخيره تقول منى " بعض اللقاءات تُحيي القلب وتشحن الهمة، فالاوقات تمضي بدقات عقارب الساعة يستثنى من تلك القاعدة الأسرى وزوجاتهم، فأوقاتهم تُحددها دقات قلوبهم فليس للوقت اعتبار، واما اللقاء فهو باذن الله قريب وننتظره بيقين كامل ورضى وباعتماد على الله وعلى السواعد الطاهرة.
يذكر ان السايح يعاني من أمراض خطيرة من سرطان وقصور القلب والتهاب رئوي وكذلك هشاشة العظم، وحاليا بسام يعاني من آلام حادة في العظم بجميع أنحاء جسده ويعيش على مسكنات قوية جدا لتخفيف الألم".
والأسير بسام أمين السايح من مواليد مدينه نابلس التحق بسام في مدارس مدينة نابلس ليكمل دراسته الثانوية ومن بعدها التحق بجامعة النجاح الوطنية ليتخصص في قسم الصحافة، ثم التحق بكلية الدراسات العليا قسم التخطيط والتنمية السياسية، وشغل منصب مدير عام في جريدة فلسطين، وهو مختطف سياسي سابق وتعرض له من تعذيب نازي في سجون السلطة، وهو شقيق الأسير القائد القسامي أمجد السايح المحكوم بالسجن مدة 20 عاما.
يشار إلى أن السايح اعتقل قبل ثلاث أعوام تقريبا أثناء حضوره محاكمة زوجته منى، حيث اتهم بالتخطيط والوقوف وراء عملية ايتمار البطولية التي نفذتها احد المجموعات القسامية قرب مستوطنة ايتمار والتي أدت في وقتها إلى مقتل اثنين من المستوطنين.