الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

محمد رضا بهلوي.. شاه دفن بأرض مصر

محمد رضا بهلوي شاه
محمد رضا بهلوي شاه إيران
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
محمد رضا بهلوي.. كان آخر شاه يحكم إيران قبل قيام الثورة الإسلامية عام 1979، واستمر حكمه من 1941 إلى 1979 وكان يلقب بـ(شاهنشاه) أي ملك الملوك.
ولد شاه إيران الأخير، بمدينة طهران في 26 أكتوبر عام 1919 وقد نودي به وريثًا للعرش عام 1926، تلقى تعليمه في المدرسة الداخلية السويسرية "لا روسي"، ثم أكمل تعليمه في إيران بالكلية الحربية عام 1935.
تولى مقاليد الحكم خلفًا لأبيه بعد أن أطاحت قوى التحالف برضا بهلوي خوفًا من جنوحه ناحية أدولف هتلر في الحرب العالمية الثانية وتزويده بالنفط فقامت قوات التحالف باحتلال إيران والإطاحة برضا بهلوي وتنصيب ولده محمد رضا بهلوي بدلًا منه ونفيه إلى جنوب أفريقيا.
عانت إيران من اضطرابات سياسية بعد الحرب العالمية الثانية، أدت برئيس الوزراء الإيراني محمد مصدّق إلى إرغام الشاه محمد رضا بهلوي على مغادرة إيران، حيث احتدم الصراع بين الشاه ومصدق بداية شهر أغسطس 1953، فتدهور الوضع السياسي تدهورا لم يعرف من قبل، فالتجأ الشاه إلى بغداد يوم 16غسطس 1953 بصحبته زوجته الملكة ثريا ومرافقه الخاص بطائرته الخاصة.
عمل الشاه على تغييرات سياسية من أهمها إلغاء الأحزاب السياسية مع الإبقاء على الحزب الحاكم، وأعاد إلى الحياة مهمة الشرطة السرية "سافاك" التي اتهمت بمسئوليتها عن أعمال منافية لحقوق الإنسان ضد الشعب الإيراني، كما أنه قد عمل على تقطيع الأراضي الزراعية الكبيرة واستحداث أراضي صغيرة كي يستفيد 4 ملايين فلاح إيراني من تلك الأراضي، والسماح للمرأة بالتصويت، ومن ثم أثمرت الإصلاحات الزراعية بشكل إيجابي على الاقتصاد الإيراني وكانت فترة الستينيات وسبعينيات القرن العشرين فترة انتعاش الاقتصادي الإيراني الذي لم يسبق له مثيل.
في 4 فبراير 1949 عند زيارة الشاه لجامعة طهران تعرض لإطلاق نار من مسافة قصيرة اخترقت إحداها خد الشاه ومزقته ونجا من محاولة لاغتياله، وتم قتل الجاني بإطلاق الرصاص عليه من قبل أحد الضباط المرافقين للشاه، ليتبين من التحقيقات أنه كان أحد أعضاء حزب توده الشيوعي المحظور والموالي للاتحاد السوفياتي.
قام في 1971م باحتفال أسطوري ضخم بمناسبة مرور 2500 عام لتأسيس الإمبراطورية الفارسية القديمة على يد سايروس (كورش) خلال الفترة من 12 أكتوبر إلى 16 أكتوبر 1971م دعا فيه رؤساء وملوك العالم والأمراء لزيارة مدينة برسبولس الإيرانية التي أقيم فيها عرض عسكري ضخم شارك فيه الآلاف مرتدين زي الجيش الأخمينية، صرف على ذلك الاحتفال مبالغ ضخمة قدرت بمئات الملايين من الدولارات.
في 6 مارس 1975 قام بالتوقيع مع صدام حسين الذي كان نائبًا لرئيس الجمهورية العراقية على اتفاقية الجزائر بين إيران والعراق بوساطة من الرئيس الجزائري هواري بومدين.
في 16 يناير 1979، أٌرغم الشاه على مغادرة إيران للمرة الثانية ولكن هذه المرة بغير رجعة، إثر اضطرابات شعبية هائلة ومظاهرات عارمة في العاصمة طهران ضد الاضطهاد والظلم وإثر سياسة منع الحجاب وتغيير التعليم، حاول الشاه الذهاب إلى أوروبا ولكنها رفضت استقبال طائرته كما رفضته باقي السفارات واحدة تلو الأخرى، إلى أن نزل الشاه بطائرته في أسوان في 16 يناير 1979 واستضافه الرئيس أنور السادات الذي كان على علاقة جيدة مع الشاه منذ نهاية الستينيات.
في 4 نوفمبر 1979م قام طلاب من الثوار الإيرانيين بمهاجمة السفارة الأمريكية في طهران واحتجزوا 52 أمريكيًا من سكان السفارة كرهائن، مطالبين الولايات المتحدة بتسليم الشاه لمحاكمته والذي أوى إليها للعلاج أواخر شهر أكتوبر 1979م، ما دفع الولايات المتحدة إلى الطلب من الشاه مغادرة البلاد فورًا، وكان كل شيء حول الشاه يدعوه إلى أن يترك الولايات المتحدة، لأنه يسبب حرجًا بالغًا لهم. 
توفي في القاهرة في 27 يوليو 1980 بمستشفى القوات المسلحة بالمعادي بعد صراع مع مرض سرطان الغدد الليمفاوية، وقد أقام له الرئيس المصري الراحل السادات جنازة عسكرية مهيبة من قصر عابدين وعزفوا السلام الإمبراطوري الإيراني، ودفن في المقابر الملكية بمسجد الرفاعي بنفس الغرفة التي كان مدفونًا بها والده رضا بهلوي عام 1944 قبل نقله إلى طهران، وفي كل عام بذكرى وفاته تقوم زوجة الشاه الراحل "فرح ديبا" بزيارة قبره، بصحبة السيدة جيهان السادات بمسجد الرفاعي.