السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

أمريكا: حصيلة عاصفة بعد عام ترامب الأول في الرئاسة

 ترامب
ترامب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في أسبوعه الأول بالبيت الأبيض، وقع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، 10 قرارات تنفيذية، كلها تقريباً مثيرة للجدل على الصعيدين الداخلي والخارجي، وتأتي تنفيذاً لوعود أطلقها ضمن حملته الانتخابية.
وفي ما يلي أبرز المحطات التي ميزت العام الأول من ولاية دونالد ترامب الرئاسية:
دون سابق إنذار، أصدر الرئيس ترامب قراراً بمنع دخول القادمين من 7 دول غالبية سكانها من المسلمين مدة 90 يوماً، إضافةً إلى حظر مدته 120 يوماً على دخول جميع اللاجئين.
واجتاحت الفوضى المطارات الأمريكية، بعد توقيف المسافرين فور وصولهم، فيما شهدت الولايات المتحدة احتجاجات ضد الإجراء الذي اعتبر تمييزا ضد المسلمين، رغم إصرار ترامب على أنه يستهدف المتطرفين.
وأثار تحرك ترامب ملحمة قانونية استمرت طيلة العام الأول من رئاسته ولم تنته بعد.
وسارعت المحكمة إلى وقف قرار الحظر الأول ونسخة معدلة أزالت العراق من قائمة الدول المستهدفة، إضافةً إلى صيغة ثالثة تضيف مواطني كوريا الشمالية، وبعض المسؤولين الفنزويليين إلى اللائحة.
وفي أحد أكثر التحركات أهمية في فترته الرئاسية، أقال ترامب بشكل مفاجئ مدير مكتب التحقيقات الفدرالي إف بي آي، جيمس كومي في التاسع من مايو، حيث كان الأخير يقود التحقيق في تعاون فريق حملة الرئيس الانتخابية المفترض مع روسيا على هزم منافسته آنذاك هيلاري كلينتون.
وأقر ترامب لاحقاً أنه أقال كومي على خلفية التحقيق المرتبط بروسيا.
وفي النهاية، جاء تحرك ترامب بنتائج عكسية، وأدت الإقالة إلى تعيين المدعي المستقل الأكثر نفوذاً روبرت مولر لتولي التحقيق في التدخل الروسي الذي وصفه ترامب بأنه "أخبار كاذبة".
ويرجح أن يكون مولر ينظر كذلك في مسألة إن كان ترامب ودائرته المقربة سعوا إلى عرقلة القضاء، وحتى الآن اتهم إثنان من مساعدي ترامب، بينهم مدير حملته بول مانافورت، وأقر اثنان آخران، بينهما المستشار السابق للأمن القومي مايكل فلين، بأنهما كذبا على المحققين وباتا حالياً شاهدين.
في 1 يونيو 2017، أعلن ترامب أن الولايات المتحدة ستنسحب من اتفاقية باريس للمناخ، متراجعةً بذلك عن التزامها بمكافحة الاحتباس الحراري رغم دعوات المنظمات المعنية بقضايا البيئة وزعماء العالم والصناعات وحتى ابنته إيفانكا إلى الامتناع عن ذلك.
ووصف ترامب الاتفاق بأنه "سيء" للاقتصاد الأميركي معلناً، أنه انتخب "لتمثيل مواطني بيتسبرغ لا باريس".
وهذا الشهر، تحدث ترامب عن "احتمال" عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق، بعد التوصل إلى شروط أفضل مثيراً تساؤلات حول مدى مصداقيته.
وفي أول خطاب له أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الماضي، أطلق ترامب ضربة البداية لما تحول لاحقاً إلى أشهر من سياسة حافة الهاوية مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون متعهداً بتدمير الدولة المسلحة نووياً إذا هددت الولايات المتحدة.
ومع قرب نهاية 2017، ازدادت حدة التهديد الكوري الشمالي النووي، بعد تباهى كيم بقدرة ترسانة صواريخه على ضرب أي مدينة داخل الأراضي الأميركية فيما واجه ترامب انتقادات لإثارته التوترات.
ولكن العام الجديد بدأ بمؤشرات على احتمال تهدئة مع توصل بيونغ يانغ إلى اتفاق هام أكدت فيه المشاركة في الألعاب الأولمبية الشتوية في جارتها الجنوبي، وسط تأكيدات من البيت الأبيض بأن خطاب ترامب القوي مدعوماً بضغوط دبلوماسية مكثفة ساهم في تقريب الكوريتين.
ولكن العديد من المحللين يشيرون إلى مخاوف من تصرفات ترامب الانفعالية التي قد تزيد بشكل كبير من مخاطر حدوث أمر غير محسوب قد يؤدي إلى كارثة.
وتباهى ترامب أخيراً بأن زره النووي "أكبر بكثير" من ذاك الذي يملكه كيم.
في 22 ديسمبر، وقع ترامب قانوناً يشكل أكبر إصلاح ضريبي تشهده بلاده منذ عقود، واعتبر أكبر نصر تشريعي حققه حتى الآن يعد فشله في إلغاء قانون سلفه للرعاية الصحية أوباماكير.
واعتبر ترامب أن التخفيضات الضريبية التي تبلغ 1.5 ترليون دولار وكانت في صلب وعوده الانتخابية بمثابة "هدية عيد الميلاد" للشعب الأمريكي.
ولكن معارضيه الديموقراطيين وصفوها بأنها عبارة عن هدية للطبقات الأغنى تحمل خطر إحداث فجوة في الدين الوطني، إلا أن ترامب والحزب الجمهوري على ثقة بأن الإصلاح سيصب في صالح الحزب في انتخابات منتصف الولاية التي ستجري هذا العام وتعد غاية في الأهمية.
ووصل ترامب إلى السلطة متباهياً بقدرته على تحقيق "اتفاق نهائي" للسلام في الشرق الأوسط، الأمر الذي استعصى على الرؤساء الأمريكيين على مدى عقود.
وفي 6 ديسمبر، خاطر بهذه الجهود، واعترف بالقدس عاصمة إسرائيل في قرار شكل تراجعاً عن عقود من السياسة الأمريكية.
وأثار تحرك ترامب موجةً من الاحتجاجات فيما حذر الرئيس الفلسطيني محمود عباس من أنه لن يقبل بعد الآن بأي خطة سلام تقترحها واشنطن.
ومنذ وصول ترامب إلى السلطة، تنافس الجمهوريون التقليديون مع الشعبويين المعادين للمؤسسات التقليدية في واشنطن والذين أوصلوه إلى السلطة، بمن فيهم ستيف بانون، من أجل أن يصبح الرئيس الناطق باسمهم.
ويبدو أن المؤسسة التقليدية حققت تقدما في الأيام الأولى من 2018.
وعلى مدى أشهر، سمح الرئيس لبانون، الذي كان كبير مخططيه الاستراتيجيين، بشن حرب ضد "مستنقع" واشنطن الذي يضم قادة الحزب والنواب نظر إليهم على أنهم يقوضون ثورة ترامب.
وبعد تركه البيت الأبيض في أغسطس ، استمر بانون في دفع أجندة ترامب قدماً عبر موقعه الإخباري اليميني "برايتبارت نيوز".
ولكن عندما أدلى بانون بتصريحات اعتبرت مسيئة لترامب في كتاب صدر حديثاً، دخل الرئيس في سجال علني مع حليفه السابق، معتبراً أنه "فقد عقله".
ومع رفض داعميه الماليين له، تنحى بانون عن إدارة موقع "برايتبارت"، ما زاد من عزلة الرجل الذي لقب يوماً ما بـ"العميل السياسي الأكثر خطورة في أمريكا".
وشكل الكتاب الذي صدر تحت عنوان "غضب ونار: داخل البيت الأبيض في عهد ترامب"، تهديداً للبيت الأبيض بعد تصويره الرئيس على أنه شخص غير متوازن ومعزول وقليل المعرفة.
ودفع ذلك الرئيس إلى وصف نفسه عبر موقع "تويتر" بأنه "عبقري مستقر للغاية" و"ذكي حقاً".
ولكن ذلك لم يساعد على مواجهة الجدل بشأن مدى أهلية الرئيس مع دخول عهده عامه الثاني حيث ناقشت وسائل الإعلام بشكل مكثف تغريداته العاصفة ولغته الجسدية وتوجهه لتكرار عباراته.