الخميس 09 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الأزهر الشريف ينصر القدس

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
سيظل الأزهر الشريف منارة الإسلام الشاهقة، ومئذنته الباسقة، وضوءه الكاشف دوليا وعربيا، شاء من شاء.. وأبى من أبى.. يثبت للجميع.. يوما بعد يوم أنه حصن الدين الحصين والمدافع الأول عن مقدسات الإسلام والمسلمين.
وقبل الخوض عن "الحدث العالمى" الذى يحتضنه الأزهر صباح غد الأربعاء وعلى مدار يومين «مؤتمر الأزهر العالمي لنصرة القدس»، والذى يحظى برعاية كريمة من رأس الدولة الرئيس عبدالفتاح السيسي وفضيلة الأمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر رئيس مجلس حكماء المسلمين وحضور ممثلين رفيعي المستوى يتقدمهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس شخصيا، ورئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم، والعديد من الوزراء والشخصيات العامة، ليوصل للعالم كله رسالة واضحة: أن جسد الأمة الإسلامية ما زالت به روح تنبض، وأن عقلها - الأزهر الشريف - ما زال قادرا على حشد الدول الإسلامية للدفاع عن أولى القبلتين المسجد الأقصى الشريف ومدينته القدس الشريفة.
يجب أن يعترف الجميع ممن خاضوا وشككوا فى جهود الأزهر وشيخه الفاضل وبأساتذته وعلمائه، أنهم آثروا الصمت سنوات طويلة، فكان ما كان من ذلك التطاول على دين الله، وكان ما كان من إقحام مدعى الفتوى، وشيوخ السلطان، ونجوم الفضائيات، وشيوخ رجال الأعمال، يجب أن يعترف الأساتذة والعلماء معا، أنهم كانوا سببا فى ذلك اللغط الذى شهده المجتمع، خلال السنوات الأخيرة بصفة عامة، مما فتح الباب واسعاً أمام الإلحاد من جهة، والرِّدة من جهة أخرى، والخوض فى أمور الدين بما لا يصح، وفى الأئمة والسلف الصالح بما لا يليق، من خلال بعض المأجورين تارة، وبعض السفهاء تارة أخرى.
وليعلم الجميع يا سادة بأن الأزهر حريص على الوصول إلى كل صاحب رأي حتى لو لم يكن مصنفا «كاتبا إسلاميا»، أو محسوبا على تيار بذاته.
وحتى لا يعتقد العالم أن عروبة القدس شأن إسلامي، حرص الأزهر على مشاركة البابا تواضروس الثاني بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية في الافتتاح لتصل الرسالة للدنيا واضحة جلية أن عروبة القدس لا خلاف عليها بين المسلمين والأقباط، وأن على العالم أن يعي أننا كمسلمين وكعرب متمسكون بهوية القدس العربية الإسلامية، وندعو العالم كله إلى القيام بمسئولياته الدولية تجاه مدينة القدس باعتبارها مدينة «خاضعة للاحتلال»، وضرورة تطبيق القانون الدولي الذي يلزم «قوى الاحتلال» بالحفاظ على الأوضاع القائمة على الأرض وعدم تغييرها.
وأعتقد أن الأزهر الشريف سينجح في ذلك من خلال المحاور الثلاثة التي يرتكز عليها المؤتمر وهي المسئولية الدولية تجاه القدس، واستعادة الوعي بالقضية، والهوية العربية للقدس ورسالتها.
صمت الأزهر أيها السادة، هو فى حقيقته تقصير وقصور، عدم قيام الأزهر بدوره المنوط به، كان سببا رئيسيا فى كل محاولات النيل منه، المتربصون للأزهر وجدوها فرصة للقضاء عليه والخلاص منه، بالفعل مازال الأزهر وسوف يظل، هو الدرع الواقى أمام كل الحروب الشعواء على الإسلام والمسلمين فى صورها المختلفة، هو الوسطية الحقيقية، هو المذاهب المعتدلة، هو الفقه والسيرة والحديث والتفسير والتجويد والتوحيد والأدب والبلاغة والنحو والصرف، هو الفقه على المذاهب الأربعة ومتن أبى شجاع وألفية ابن مالك، أيضا هو الطب والهندسة واللغات والترجمة والإعلام والتجارة والزراعة، هو مجمع البحوث ومدينة البعوث وهيئة كبار العلماء.
واهمون هم من يتخيلون أن دور الأزهر يتوقف على فتوى، أو يقتصر على موقف سياسى، أو ينحصر فى برنامج تليفزيونى، الأمر أكبر من ذلك بكثير، نحن أمام دراسات هى الأوسع عالمياً، أمام الآلاف من الطلاب الأجانب فيتم تخريجهم سنوياً، أمام جامع هو الأبرز، وجامعة هى الأقدم، أمام عشرات آلاف الفتاوى لكل المسلمين فى أنحاء العالم، أمام إنتاج غزير مكتوب ومسموع ومشاهد، أمام علماء ينتشرون فى كل العواصم والمدن، أمام تقدير دولى غير مسبوق لا يجب أبدا تلويثه، فى الوقت نفسه لا يمكن محو كل ذلك بجرة قلم، أو بمجرد تعبير عن الحب أو الكراهية.
شكرا جزيلا للأزهر الشريف منارة الإسلام الوسطى، ولإمامه الأكبر الدكتور أحمد الطيب.
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.