الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

في أهمية المراوحة بين السلطة والدولة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
• لماذا فشلنا فى حربنا سابقًا مع جماعة الإخوان الإرهابية؟!
• ولماذا كانت نهاية المعركة الطويلة معهم منذ العام ٥٤ هى وصولهم لحكم البلاد فى النهاية وتصدرهم للمشهد وفوزهم بمعظم مقاعد مجلس الشعب والشورى وكرسى الرئاسة، أيضًا فى العام ٢٠١٢؟! 
• ماذا صنعنا طوال هذه الفترة الطويلة ٢٠١٢/٥٤
وعلى مدار قرابة ستة عقود (٥٨ عامًا)؟! 
• وهل من الضرورى أن نتوقف وأن ندرس أسباب ذلك الإخفاق والفشل التى أوصلت الجماعة الإرهابية إلى حكم البلاد واختطافها كاملة؟! 
• هل من اللازم أن نؤشكل (من الأشكله) أن نحاول طرح الأسئلة وننزع البداهة؟! 
• هل من المهم أن نتوقف عن ترديد السائد والسطحى والمألوف والمعلب، لنشرع فى حفر أركيولوجى «معرفى»، يسبر غور الجذور، وينقب عن الأسباب الحقيقية، ويحاول تحليل التربة تحليلًا دقيقًا رصينًا علميًا، يشخص الحالة بدقة ويضع لنا روشته العلاج. 
• هل يتحتم علينا أن نسير على دروب مختلفة ومغايرة أم علينا أن نستمر فى السير على نفس الدروب، وأن نسلك نفس المسالك والطرق التى ارتحنا لها واعتدناها، وأن نعاود تكرار نفس الأداء، فنجد أنفسنا مجددًا بعد حين أمام نفس التهديدات الإخوانية للدولة المصرية بعد ٥٨ سنة أخرى؟!
• وهل نستمر فى البناء والتعمير والتشييد، وكل هذا الإنجاز الرهيب الذى يسهر عليه الرئيس والجيش والحكومة، دونما أن نسد الثقوب والفراغات التى تنفذ منها الجماعة إلى المصريين، فنجد أنفسنا بعد الجهد الجهيد أمام مخاطر سرقة كل ما أنجزناه وما سهرنا على تشييده يوما!! 
•الواضح والجلى للعيان والظاهر أن علينا أن نتوقف ونراجع ونحلل ونتخلى عن طرائقنا القديمة، وأن نسير على دروب جديدة تصل بنا فى النهاية إلى تحصين كامل للوطن وتأمين كامل لأمنه القومى من مخاطر ابتلاعه واختطافه من قبل الجماعة الإرهابية مرة أخري. 
• ولأن حكامنا الجدد فى العام ٥٢ وبعد أن ودعنا الاستعمار انشغلوا حصرًا ببناء سلطة ولم ينشغلوا يومًا ببناء دولة!! 
• ولأنه شتان ما بين السلطة والدولة؟! وما بين أدوار كل منهما؟!
• ولأن معنى ومفهوم «الدولة» كان ملتبسًا للغاية لديهم ومضطرب وضبابى، لدرجة عبر عنها أحدهم لرئيسه وتضمنتها مذكراتهم، التى (شهدوا فيها على أنفسهم)، عندما أرسل خطابا لرئيس الجمهورية، يؤكد له بعد طول تجريب وتخبيط وتخبط أنه وعلى ما يبدو أن الدول لا تحكم هكذا وأن الدول لا تدار بهذه الطريقة التى نعمل نحن بها!!
• هذا وقد ترتب على اضطراب مفهوم الدولة لديهم أن تخلوا عن أدوار أساسية للدولة تنحصر فى السهر على تحسين جودة حياة الجمهور وتخليص عذاباته وتخفيف معاناته، كما ترتب عليه أيضا أن شغلوا أنفسهم وضيعوا وقتنا ومواردنا فى أدوار هى ليست للدولة حصرا (حرب اليمن مثلا)!!
• ولو أنهم فكروا يومًا أن يراوحوا بين السلطة والدولة بين أدوار السلطة وأدوار الدولة وألا يقتصروا على ممارسة السلطة والبقاء فيها كهدف نهائى وحصرى ودونما أن يدركوا أن البقاء فى السلطة يحتم على صاحبه أن يمارس أدوار الدولة التقليدية اليومية، التى تهدف إلى تحسين حياة الناس وألا ينفصلوا عما يشغل الناس ويتعبهم، ليذهبوا بعيدا عنهم، ليبنوا لهم الأهرامات أو يعدوهم بفراديس لن تأتي.!!
• الثوره تحدث والفوضى تحدث عندما تبتعد السلطة عنك وعن شواغلك، لتبنى لك الأهرامات، الثورة تحدث عندما تتحول الدولة إلى طوبا مثل الثورة. 
• وبينما تهتم النخب فى أوروبا بممارسة أدوار الدولة حصرا وتعكف على تجويد حياة مواطنيها، وبينما تراوح أنظمة عربية فى ممارسة أدوار السلطة والدولة فى آن نجد حكامنا ولفترات طويلة اكتفوا فيها بممارسة دور السلطة فصارت حياتنا من سيئ إلى أسوأ، حتى استغل ذلك جماعة الإخوان الإرهابية، ووصلوا إلى حكم البلاد بأصوات الغاضبين وفاقدى الأمل والساقطين منا فى قيعان سحيقة لا تعرف السلطة عن عذاباتهم وشواغلهم شيئا.
• حيث تمت أخطر عملية اختطاف للوطن جهارًا نهارًا، وهو ما اضطر المصريين فى الشارع وفى المؤسسات لأن يتماسكوا ويتراصوا ويشدوا على أيدى بعضهم البعض، ويهبوا هبة رجل واحد ليسقطوا حكم الإخوان ومرشدهم فى ثورة ٣٠/٦ فى العام ٢٠١٣ واسترداد الوطن، الذى كاد أن يضيع إلى غير رجعة بعد ٥٨ عاما من معارك قادتها السلطة مع الجماعة الإرهابية دون جدوى!!