السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

محمد أبو غزالة.. وزير دفاع بنكهة شعبية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"كاريزما جعلت منه القيادة المفضلة لدى جموع المصريين".. هكذا كان يتم وصف المشير محمد عبدالحليم أبو غزالة، آخِر وزير دفاع مصر، الذي عيّنه الرئيس الراحل محمد أنور السادات وأول وزير في عهد محمد حسنى مبارك حتى عام 1989.
ولد "أبو غزالة" الذي يناديه أفراد عائلته وأقربائه باسم «ثروت» في مثل هذا اليوم 15 يناير عام 1930 بقرية قبور الأمراء مركز الدلنجات بمحافظة البحيرة، وأصول عائلته ترجع إلى قبائل «أولاد علي» صاحبة التقاليد العربية والمبادئ الأصيلة.
كان يمتاز بالتفوق والذكاء في مراحل التعليم الأولى، وحصل على الثانوية العامة من مدرسة «عمر مكرم» في دمنهور عام 1946، وجاء ترتيبه الـ13 على مستوى مصر، وبعد دراسته الثانوية التحق بالكلية الحربية وتخرج فيها عام 1949 وكان الأول على دُفعته التي ضمّت الرئيس الأسبق حسني مبارك، وحصل على إجازة القادة للتشكيلات المدفعية من أكاديمية ستالين بالاتحاد السوفيتي عام 1961.
شارك في ثورة 23 يوليو 1952، وكان من الضباط الأحرار، كما شارك في حرب 1948 وهو لا يزال طالبًا بالكلية الحربية، وشارك في حرب السويس، ولم يشارك في حرب 1967، حيث كان بالمنطقة الغربية وانقطع اتصاله بالقيادة، وفي حرب أكتوبر كان قائدًا للمدفعية بالجيش الثاني التي زلزلت حصون العدو، بالتعاون مع سلاح الطيران، تمهيدًا لعبور القوات إلى الجبهة الشرقية.
في عام 1978 اختير ملحقًا عسكريًّا في الولايات المتحدة الأمريكية، وأثناء تواجده هناك حصل على دبلوم الشرف من كلية الحرب الأمريكية «كارلايل» عام 1979، وبذلك يعد أول شخص غير أمريكي يحصل على هذا الدبلوم.
وفي 27 يونيو 1979 اختير مديرًا للمخابرات الحربية، لذا عاد إلى القاهرة بعد قضاء 6 أشهر في عمله ملحقًا عسكريًّا بواشنطن بالولايات المتحدة الأمريكية، وفي 15 مايو 1980 تولَّى رئاسة أركان حرب القوات المسلحة وتمّت ترقيته إلى رتبة الفريق.
في 1 أكتوبر 1981 وافق المؤتمر الثاني للحزب الوطني على تعيينه عضوًا بالمكتب السياسي بالحزب، وبعد أيام قليلة عُين وزيرًا للدفاع والإنتاج الحربي في الوزارة المصرية التي تشكلت برئاسة مبارك، وفي أبريل 1982 أصدر مبارك قرار ترقية الفريق "أبو غزالة" إلى رتبة المشير.
في 1 سبتمبر صدر قرار تعيينه نائبًا لرئيس الوزراء ووزير الدفاع والإنتاج الحربي، وفي سبتمبر 1985 تم تعيينه نائبًا لرئيس الوزراء ووزيرًا للدفاع في وزارة علي لطفي.
تعزِّز الاعتقاد بأنه سيشق طريقه يومًا إلى حكم مصر، فكان هناك عدد من الدلائل تشير إلى هذا، خاصة من طريقة استقباله فى أمريكا أثناء زيارته لها فى نوفمبر 1986، فلم يستقبله وزير الدفاع الأمريكي «كاسبار واينبرجر» فقط، وإنما استقبله وزير الخارجية ومستشار الأمن القومي الأمريكي، وجورج بوش نائب الرئيس ريجان، ونواب في الكونجرس وشملت مباحثاته كل القضايا. 
كما أن هناك دليلًا آخر تحتفظ بها الذاكرة التاريخية كواحدة من أكبر التحديات التى واجهت حكم مبارك، وهى أحداث تمرد الأمن المركزى «فبراير 1986»، وكان مبارك وقتها فى زيارة للصين، ونزل الجيش إلى الشارع لوقف التمرد فحصل أبو غزالة على شعبية إضافية وتأكيد لقوته.
في أبريل 1989 نقل مبارك «أبو غزالة» من وزارة الدفاع وعيّنه مستشارًا له، في منصب يخلو من أي صلاحية تنفيذية.
عاش أبو غزالة سنواته الأخيرة فى الظل، واقتصر على تقديم مساهمات فى التحليلات السياسية بخلفيته العسكرية لصحف عربية، والمعروف أنه قدم عدة مؤلفات، منها «فن الحرب» وصدر فى 4 أجزاء، و«انطلقت المدافع عند الظهر» و«القاموس العلمى فى المصطلحات العسكرية»، كما ترجم مجموعة من الكتب، أهمها «حول استخدام الطريق الرياضية فى الحرب الحديثة» و«بعد العاصفة» و«الحرب ضد الحرب».