السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

أحمد 11 عامًا.. تلميذ نهارًا وأسطى كاوتش ليلًا

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«زود هوا قلبك أمل.. واقرا حكاية الجدع»
أحمد 11 عامًا.. تلميذ نهارا وأسطى كاوتش ليلًا.. عمل شهر بدون أجر لإثبات كفاءته
نزل أسفل السيارة، بعد أن رفع غطاء الإطار، وحل «براغي» الربط، ثبت الرافعة، ثم أمسك عصا الرافعة بكفة الصغير، وظل يحركها لأعلى مع جهد لا يتناسب مع حجم جسده ولا سنه، حتى ارتفع الإطار عن الأرض.
رغم صغر سن أحمد سمير الطالب بالصف السادس الابتدائى بمدرسة الإيمان، إلا أن أوضاع أسرته المادية، دفعته للبحث عن عمل لمساعدة والده فى الإنفاق على المنزل. «أبويا بيتعب فى الشغل قوي، والفلوس اللى معاه بيجيب بيها أكل لينا» يحكى الطفل ذو ١١ عاما، عن والده العامل باليومية فى مجال المعمار، ويضيف: «كنت بدور على شغل عشان أساعد بابا وأجيب لعب ليا ولمحمد أخويا».
رغم صغر سنه بدا عليه معرفته بكل خطوات الإصلاح، لذلك فإن أصحاب المحال فى منطقة الإيمان التى تقع داخلها الورشة يلقبونه بالمعلم أحمد، أما صاحب الورشة التى لا تتجاوز مساحتها ٦ أمتار، فبات يعتمد عليه وحده ويترك له المكان ليديره، بعدما رأى فيه المهارة، ووجد الأمانة. قبل عامين بدأ المعلم أحمد، البحث عن عمل يدر عليه المال: «حكيت لصاحبى محمود عن الظروف، فودانى للمعلم غريب صاحب الورشة، حينها رفض المعلم غريب، لكن الطفل الصغير سنا، الكبير بمسئوليته عقد اتفاق مع صاحب العمل، ليعمل هو شهر كامل بدون أجر، على سبيل التعلم واختبار قدرته وكفاءته.
ويقول أحمد: «كنت بتعلم بسرعة وبفهم من المعلم إزاى أحل الكاوتش، وألحم مكان التسريب بعد شهر ادانى أول يوميه.. واتفقت معاه استلم بعد المدرسة».
بعد انتهاء اليوم الدراسي، يخرج تلميذ الابتدائي، يقطع عشرات الأمتار سيرا على قدميه، يصل إلى الورشة فيضع حقيبة المدرسة، ويتسلم وردية العمل من صاحب الورشة، حتى ١٠ مساء.
ويواصل أحمد حديثه: «العربيات اللى بتيجى مش كتيير، وملهاش وقت، عشان كدا بستغل الفراغ ده وأذاكر فيه، «يحلم أحمد باستكمال تعليمه للوصول إلى الجامعة، وأضاف «نفسى اشتغل مهندس لما أكبر، الشغل مهم علشان أساعد أمى وأبويا، بس التعليم أهم».
انتهى المعلم الصغير، من إصلاح الإطار، وأعاد تركيبه فى السيارة، وبابتسامة تبرز منها ملامح الطفولة، ودعوة لزيارته كلما ثقب الإطار مسمار، أو أصابه ضرر، انتهى لقاؤنا معه لكن حكايته لم تنته.
قدم لها والداها بيانو، فكان لها بمثابة حلم يتحقق إذ تستطيع الفنانة الصغيرة أن تعزف مقطوعاتها الخاصة لتغنى بصوتها.