الثلاثاء 21 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

"نصرة القدس".. التحرك الطبيعي للأزهر

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
دائما ما تنتفض المؤسسات وأيضًا الأشخاص فى الأزمات التى تهددهم، لكنهم لا يلبثون إلا قليلاً، ثم يعودون سيرتهم الأولى، وهو الأمر الذى ينطبق على قضية القدس والمسجد الأقصى.
أتذكر منذ ما يزيد على ١٥ عامًا، كيف كنا ننتفض احتجاجًا على اغتيال أى فلسطيني برصاص العدو الغادر، كنا ننتفض إذا مس أى صهيونى قذر أخواتنا وبناتنا فى فلسطين الأبية، كنا نحرّك الصخر من مشاعرنا الملتهبة، لم نكن لوحدنا، كانت مؤسسات رسمية وغير رسمية تقف فى نفس الخندق معنا، لكنها عدة أيام ويذهب كل منا في طريقه، لحياته الشخصية.
أتذكر كيف ثارت الأمة الاسلامية والمسيحية، وبعض الجاليات اليهودية غضبًا، وقت قتل الشهيد محمد الدرة، كيف بكينا بدموع انهمرت بدون توقف، كيف يقتل طفلى فى يدى وأقف عاجزًا عن فعل أى شىء، كيف شاهدنا الشهيد يلفظ أنفاسه الأخيرة؟ كان واقعًا مؤلمًا وقاتلاً، خرجت المظاهرات فى كل بقاع العالم، تندد بالقتلة الفجرة.. الصهاينة.
وكالعادة.. عدة أيام ويمضى كل منا إلى سبيله..
وجاء ترامب ومن معه، جاءوا بوعدهم الذى قطعوه على أنفسهم بنقل السفارة الإسرائيلية فى الأراضى المحتلة إلى القدس، ربما ظن البعض أن إعلانهم قبل الانتخابات الأمريكية، نوع من كسب الأصوات، جذب المؤيدين إلى صناديق الاقتراع، كعادة أى انتخابات.
لكن فوجئ العالم بالقرار المتهور وغير المسئول، رسميًا نقل السفارة إلى القدس، القدس العربية، القدس عاصمة كل الأديان، قدس السلام والأمان، مسرى رسولنا الحبيب عليه أفضل الصلوات والتسليم.
وأيضا انتفض الجميع كما السابق، ثم برك الجميع أيضا كما السابق، لكن قررت مؤسسة واحدة السير فى طريقها واستكمال مهمتها السامية، قررت مؤسسة الأزهر الشريف استخدام وسائلها الشرعية، وأوراق الضغط المناسبة، وقررت عقد مؤتمر عالمى لنصرة القدس، دعت فيه المسلم والمسيحى، داخل مصر وخارجها، وجهت الدعوة لكل محبى السلام فى أرجاء الكرة الأرضية، لفضح وكشف الزيف الذى زيّنه الصهاينة للعالم، مؤتمر للتباحث مع الداعين للسلام والطامحين إليه، لوضع آليات عملية تنتصر لكرامة الفلسطينيين، وتحمى أرضهم، وتحفظ هوية المقدسات الدينية.
مؤتمر ليس من أجل الحديث فقط، بل هو من أجل إيضاح الحقيقة الكاملة للجميع، لتوثيق الهوية العربية للقدس والمكانة الدينية لمدينة السلام.
نترك ما فعله وسيفعله الأزهر جانبًا، ألا يحسب للإمام الأكبر موقفه هذا وهو على رأس المؤسسة الدينية؟
إن الهجوم على أحمد الطيب شيخ الأزهر ليس له ما يبرره، حتى هذه اللحظة لم يوضح لنا «بشر» معنى تجديد الخطاب الدينى؟ هل الهدف «تفصيل» دين جديد على هوى البعض؟ هل المغزى «الطعن» فى ثوابت الدين الواضح والثابت؟
هل ينتظرون من الطيب أن يصدر فتوى بجعل صلاة العشاء ركعة واحدة ؟ هل يقول إن صلاة الفجر كانت لهدف انتفى الآن؟!
لا يملك الأزهر وشيخه الجليل إلا مقارعة الحجة بالحجة، ليس عليه أن يجبر أحدًا على الفهم، هو يوضح ويفند كل المسائل الشرعية والدنيوية بالأدلة والبراهين، مستعينًا بأصول وقواعد اللغة العربية، مستخدمًا عنصرى الزمان والمكان، لن يستطيع الأزهر مواجهة التخلف والتطرف بمفرده، هي مسئولية البشرية، وليس حتى مجتمعنا الإسلامى فقط، يجب البدء من الأسرة والمدرسة والأندية والجامعة، ومراقبة المساجد والزوايا، فبغير ذلك لن يتوقف التطرف والإرهاب.