السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

في ذكرى مئوية عبد الناصر.. أساتذة التاريخ يروون كواليس حياته.. "شقرة": "يكره الستات وبياكل ملوخية وجبنة قريش".. والدسوقي: شخصية مخيفة للغرب

جمال عبد الناصر
جمال عبد الناصر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
جمال عبد الناصر يعد ثاني رئيس لجمهورية مصر العربية وقائد الضباط الأحرار بمشاركة حكيم عامر لثورة عام 1952.. من قبل الثورة حتي رحيله أحاطته أقاويل كثيرة وتباينت حوله الآراء فهناك المؤمنون به الذين أطلق عليهم "الناصريون" ومنهم الغاضبون منه بسبب قرارته التي يرونها سلبية.. وفي ذكرى مئوية مولده التي توافق 15 يناير 1918 يتحدث أساتذة التاريخ بعد مرور 100 عام علي مولده ليحكمون عليه، ما له وما عليه طوال فترة حياته وحكمه. 


قالت دكتورة زبيدة عطا أستاذ التاريخ الحديث بكلية الآداب جامعة حلوان وعميد الكلية سابقًا، وعضو لجنة التاريخ بالمجلس الثقافي بوزارة الثقافة، الرئيس الراحل جمال عبد الناصر له إيجابيات كثيرة أهمها: بعث فكرة القومية العربية، ما نتج عنها حب البلاد العربية لعبد الناصر فيوجد في كل بلد عربي حي باسم جمال عبد الناصر، وحركة التصنيع بإنشاء مصانع كثيرة، أيضًا من الإيجابيات ربط مصر بأفريقيا فكان له مكانة كبيرة هناك. 
وأضافت "عطا" في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، رغم ذلك إلا أن عبد الناصر كان له سلبيات مثل القضاء علي الديمقراطية بإلغاء الأحزاب السياسية وإنشاء حزب واحد فقط هو المعبر عن الدولة والشعب فأصبح لا يوجد حوار سياسي وهذا خطأ، فكان يجب أن يوجد تعدد حزبي وحياة سياسية قائمة علي أسس سليمة. 
وتابعت "عطا"، من أهم سلبياته أيضًا هي الاستعانة بأهل الثقة وليس أهل الخبرة فاستعان بالمقربين إليه الذين يثق بهم فولى جميع الضباط الأحرار الذين كانوا معه بالحركة برئاسة الشركات التي أممها، حتي عملية تأميم الشركات لم يطبق بطريقة صحيحة، بل فقدنا الكثير من الشركات التي كانت منتجة تحت وطئة قرار التأميم. 


ومن جانبه قال الدكتور جمال شقرة مقرر لجنة التاريخ بالمجلس الأعلى للثقافة، الحكم علي الشخصيات التاريخية يجب أن يكون في إطار ظروف الموضوعية التي عاشتها هذه الشخصية، فالحكم علي جمال عبد الناصر مرتبط بمرحلة حركة التحرر الوطني في دول العالم الثالث واكبر ايجابيات جمال عبد الناصر تخليصه لمصر من الاستعمار واستبداد الملك فاروق النظام الفاسد الذي فشل في تحقيق حلم الشعب المصري بالاستقلال من خلال المفاوضات والتحكيم الدولي كما انه فشل في معالجة الأزمة الاقتصادية وهزم في حرب 1948 م، وفشل في مفاوضات القناة ولم تكن هناك قوة سياسية اجتماعية منظمة ومسلحة قادرة علي مقاومة الاستعمار لكن عبد الناصر نجح في تكوين تنظيم سري هو تنظيم الضباط الأحرار داخل الجيش وتحرك هو والضباط الاحرار لحماية مصر من هذا النظام الفاشل وهذه تعد الايجابية الاولي لعبد الناصر في نجاحة تحقيق الجلاء عن مصر 1954.
وتابع "شقرة " في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، الايجابية الثانية تمثلت في ضربة للطبقات المستغلة كبار ملاك الأراضي الزراعية والرأس المالية المصرية والمتمصرة والأجنبية وكانت تابعة للاستعمار وتمارس الاحتكار الامر الذي افقر الشعب المصري هذه ايجابية نجح في تحقيق حراك اجتماعي واتاح الفرصة للطبقة الوسطي ليعيشوا حياة سليمة كما نجح في الريف المصري عندما حدد ملكية الاراضي الزراعية 100 فدان للفرد و300 لا سرة و5 افدنة لكل فلاح، حيث ان عبد الناصر رفع شعار تذويب الفوارق بين الطبقات وتحقيق العدالة الاجتماعية وحسن من اوضع العمال. 
ابرز اهم ايجابيات جمال عبد الناصر وهي مبدء من ثورة 1952 وهي بناء جيش وطني قوي وكسر احتكار السلاح في عام 1955 عندما عقد صفقة الأسلحة التشيكية مع الاتحاد السوفيتي وواجه بذلك مصاعب من الولايات المتحدة التي كانت ترفض اعطاء مصر السلاح في نفس الوقت التي كانت تعطي إسرائيل بسخاء، وكان هذا الجيش قد تعرض لمؤامرة في حرب 1967 م، إلا انه سرعان ما عاد بناء الجيش مرة ثانية فنجح بالانتقام من اسرائيل في حرب الاستنزاف التي استمرت من 1967 الي 1970، الحقيقة، بالأضافة الي انه اعادة قناة السويس وتأميمها. 
و التحدي الاكبر الذي واجة عبد الناصر ونجح في إنجازه هو المشروع الجبار بناء السد العالي الذي يعد أكبر سد في العالم الذي بفضلة تم زيادة أكثر من مليون فدان للأراضي الزراعية بالإضافة الي توفير الكهرباء ومصانع الحربية في قطاع الصناعة، واهتمامه بالثقافة والمرأة فجعل لها حق التصويت في دستور 1956 واهتم بالتعليم، فالقيادات الثقافية الحالية جميعها تعلمت في مدارس جمال عبد الناصر، ويذكر له ايضًا اهتمامه بأفريقيا، فيعد عبد الناصر رمز عند الدول العربية، وتأييده لثورة الجزائر واليمن رغم ما يقال عن الاخيرة من انتقادات إلا انه لولا مساندة عبد الناصر لثورة اليمن ما نجحت ثورة 1973. 
ايضًا مكانة مصر ودورها علي المستوي الاقليمي والعالمي فمصر كانت لها كلمة ومؤثرة ويعمل حسابها وعندما يتحدث جمال عبد الناصر تنصت الشعوب العربية، والعالم كله فينتظر ما الذي كان يقوله عبد الناصر. 
واضاف " شقرة "، الحقيقة عبد الناصر اهتم بالديمقراطية الاجتماعية ولكن إذا كان اختزل الديمقراطية في حزب واحد ربما الي انه لم يكن يؤمن بالديمقراطية كما توجد بالغرب لأنه كان يري أن بها الكثير من العيوب ولكنه سمح لأبناء الطبقة الوسطة أن يتباهوا بالمناصب، كما أن حرب 1967 كانت مؤامرة ليس نقطة سلبية تحسب ضده. 
وما يؤخذ عليه ما أشار إليه البعض هو انحراف جهاز المخابرات وهذه سلبية في الحقيقة حيث انه رجالة بالجهاز وعلي رأسهم م صلاح نصر ارتكبوا اخطأء إلا ان هذا الجهاز هو نفسه الذي حمى مصر من مؤامرات كثيرة، أيضًا يؤخذ عليه التجاوز في الاعتقالات إلا ان الأعداد التي تم الإعلان عنها مبالغ فيها. 
هذا بالاضافة الي ان عبد الناصر لم يكن لديه نقطة ضعف اتجاه النساء او الأموال وهذا ما شهدت به تقرير الأمن القومي للأمريكا هذه التقرير التي اعتبرت نقطة الضعف الوحيدة والسلبية في عبد الناصر هي اهتمامة بالقومية العربية وأكد أنه كان رجل" بيتوتي ولا يحب الستات وبياكل جبنة قريش وملوخية بالأرانب ". 


دكتور عاصم الدسوقي أستاذ التاريخ الحديث بكلية الآداب جامعة حلوان، عبد الناصر لم يكن له أي سلبيات جميع قراراته كانت إيجابية في صالح الشعب المصري وتحديدًا الفلاحين والعمال والطبقة الوسطي، فيما يتعلق بالوحدة العربية وموقفة من قضية فلسطين كانت واضحة حتي في يومياته التي كان يكتبها اثناء حصاره في الفالوجة بحرب 1948، حيث أصبح عقبة اأمام الاستعمار الإمبريالي الأجنبي في منطقة الشرق الأوسط بشكل عام لدرجة أن الرئيس الأمريكي وقتها قال في أحد تصريحاته" عبد الناصر، يجب أن يرحل " naser last go " جاء هذا عقب اتفاقية الجلاء في عام 1954 التي كان قد عقدها مع انجلترا في أكتوبر عام 1954 التي حققت الجلاء لمصر، ولكن عبد ناصر بعد أن شاهد بنفسه أن الطيران الإنجليزي يشترك في العدوان الثلاثي علي مصر في 29 أكتوبر 1956 جاء في أول يناير 1957 وأعلن إلغاء المعاهدة لأن انجلترا خانت معاهدة التعاون مع مصر، وكانت المعاهدة تسمح لإنجلترا باستخدام القاعدة العسكرية في محافظة الإسماعيلية في حالة حدوث اعتداء علي الحدود من دول الشرق الأوسط، وكان الهدف الخفي من هذه الجملة العائمة حماية إسرائيل، وعندما ألغى عبد الناصر المعاهدة شعرت إنجلترا ووقتها قال الرئيس الأمريكي جملته الشهيرة بضرورة رحيل جمال، فإلي هذا الحد كان عبد الناصر مخيفا للعالم الأوروبي الاستعماري، من ضمن سياسات عبد الناصر دعمة لحركة التحرر الوطني في العالم العربي والمنطقة الأفريقية حتي من أجل حماية الثورة بمصر. 
وأضاف " الدسوقي "، الحكم علي السلبيات هو نسبي فما يراه شخص ايجابي يراه أخر أنه سلبي والحكم علي القرارات السياسية يكون بنسبة المستفيدين من القرار إذا وصلت اإلي أكثر من 90% يعد إيجابيا وأما اذا كانت نسبة المستفيدين ضئيلة أقل من 10 % يعد سلبي وبتطبيق ذلك القاعدة علي عبد الناصر نجد أنه لا يوجد قرار واحد سلبي اتخذه فالنسبة لعملية التأميم هو أصدر ذلك حتي يستغني عن الاستيراد وكان قد دعا رجال الاعمال وقتها لمساعدته ولكن لم يستجيبوا فقام بغلق شركات كانت تنتج سلع تعد مرفهه وكان يريد انتاج السلع الأساسية للاستغناء عن المنتج الاجنبي،و فيما يتعلق بإعلانه استقلال دولة السودان عن مصر هو اضطر ان يعلن ذلك من خلال شرط انجلترا قبل أن تمضي على معاهدة الجلاء ان يعلن عبد الناصر استقلال السودان حتي لا تصبح مصر قوة في الشرق الأوسط ووقتها اضطر عبد الناصر قبول الشرط وأعلن استقلالها، ايضًا بالنسبة لعلاقته بمحمد نجيب في حقيقة الأمر كان الرئيس الحقيقي لمصر هو عبد الناصر كما أن الضباط الأحرار برئاسة عبد الناصر وعامر هما ابطال ثورة 1952 وإعلان الثورة باسم محمد نجيب وقتها حتى يكون وجها لهم لأنهم كانوا في ذلك الوقت ضباطا صغار السن أردوا أن يحتموا داخل رتبة كبيرة ووقع اختيارهم علي محمد نجيب لما له من سمعة طيبة وبدأت الضباط الأحرار في خطتهم عندما حثوا محمد نجيب علي خوض انتخابات نادي الضباط والذي فاز برئاسة محمد نجيب بفضل توصيتهم وخسر مرشح الملك الذي كان يريد أن يكسب، وبعدها قام الضباط الأحرار بنشر منشوراتهم وحث الشعب علي قيام بالثورة، وقتها ربط الملك بين تلك المنشورات وتصويت الضباط بانتخابات نادي الضباط واعلن حل مجلس إدارة النادي وإقالة نجيب وقتها ذهب عبد الناصر وعامر إلى نجيب ليعرفا منه ماذا سوف يفعل فكان رد نجيب عليهم انه لن يفعل شيئا وقتها أعلنوا له نيتهم بقيام ثورة وكان ذلك موافق يوم 18 يوليو 1952 وقالوا له إن الثورة سوف تقوم باسمه الي هذا الوقت نجيب كان لم يعلم شيئا عن ثورة يوليو، وبعدها بالفعل قامت الثورة وتولى نجيب الرئاسة إلا أنه كان رئيسا صوريا وعبد الناصر كان الرئيس الحقيقي الذي يحرك كل شيء جعل ذلك نجيب يغضب ما نتج عنه اتفاقه مع الإخوان المسلمين وقتها ضد عبد الناصر ولكن الأخير كان يعلم بكل شيء إلا انه لم يتصرف ضده لانشغاله بعقد معاهد الجلاء مع بريطانيا وبعد الانتهاء منها في أواخر 1954 أعلن عزله عن الرئاسة ووضعه تحت الإقامة الجبرية وكان ذلك نقطة مضيئة في حق عبد الناصر حيث كان يستطيع أن يضعة بالسجن ولكن لم يرد والتزم بقانون حفاظ كرامة الدفعة التي علمته في الجيش.