الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

وزارة للجراكن

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الوزير السياسي هو الذى يملك التصريحات التى توضع فى محلها وتتوافق سياسيا مع الظروف التى تمر بها البلاد ولكن يبقى السؤال: هل افتقدنا ذلك؟ ما دعانى للاقتناع بذلك نتيجة لما أراه من كم تصريحات الوزراء والمسئولين فى الفترة الأخيرة التى لا يوجد بها أى سياسة بما يتناسب مع طبيعة المنصب أو نوعية التصريحات فالأمثلة عديدة وكثيرة لعل ما لفت نظرى منها فى الفترة الأخيرة ما قاله الدكتور محمد عبدالعاطى وزير الموارد المائية والرى أن المياه تنقطع عن بيته باليومين والثلاثة، وأنهم يجمعون المياه فى «جراكن ويحافظ عليها بالنقطة».
يعنى ببساطة وزير الرى اللى المفروض مسئول عن حل المشكلات المتعلقة بالمياه بيقولك أنها بتقطع ومحلش المشكلة فبأى منطق سيحل مشاكل المياه! هذه واحدة أما الأخرى فإن هذا الكلام جاء أمام الجلسة العامة للبرلمان فيبدو أن الوزير اعتقد أن ذلك سيثير تعاطف النواب معه أو أنه اعتقد أن ذلك أبلغ رد مثلا على من يعانى من مشاكل انقطاع المياه، ولكن كانت المفاجأة عندما نفى ممدوح رسلان رئيس الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى وجود أى شكاوى عن انقطاع المياه فى أى منطقة من ربوع مصر بمثل هذه المدة لأن أبسط شىء سيكون هناك شكوى من المنطقة التى يسكن بها وزير الرى.
ومن هنا فإن تصريح الوزير غير موفق بالمرة، حيث كان يمكنه التدليل للمواطنين على أهمية الحفاظ على كل قطرة مياه بعدة طرق منها أن هناك دولا تعانى من نقص فى المياه لذلك تلجأ إلى كذا وكذا ونتمنى ألا نصل لهذه المرحلة وننظر لما فعلته تلك الدول للحفاظ على مياهها والبحث عن طرق أخرى لتوفير المياه، ولكن هذا لم يحدث واكتفى الوزير باستخدام المياه فى منزله بالنقطة!
إذن فتلك القصة إن دلت على شىء تدل على افتقادنا لأدنى مظاهر الوزير السياسى، فإذا كان يتعامل كذلك مع مشكلة هامة هو مسئول عنها فكيف سيقوم بحلها للجمهور؟
لذلك أقترح أن يكون ضمن التشكيل الوزارى الجديد وزارة للجراكن لحصر الأماكن التى تنقطع عنها المياه أكثر من يوم إذا كانت المشكلة بهذه الضخامة ده حتى الوزير الميه بتنقطع عنه! 
وليست تلك المرة الأولى له، فقد سبقها تصريحات عجيبة منها أن هناك خطة مستقبلية تستغرق 20 عامًا تستهدف تحلية مياه البحر، وإعادة الاستفادة من مياه الترع والمصارف بتكلفة 900 مليار جنيه ولم يحدثنا من أين سيأتى بهذا المبلغ الضخم فى ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التى نمر بها ولم يحدد عدد محطات التحلية التى نحتاجها أو التقنيات التى سنستعين بها فى هذا المجال ومراحل تنفيذها على مدار 20 عاما ولكن يتضح دائما أنها مجرد تصريحات فقط لا غير لا تستند إلى أداء واقعى.
الغريب فى الأمر أن تصريح الـ 900 مليار قام الوزير بتكراره عدة مرات فى أكثر من مناسبة وكأن وزارته بدأت فى تنفيذه مباشرة.
كل هذا يؤكد أن هناك بعض الوزراء يحتاجون لإعادة تأهيل سياسى فى تصريحاتهم حتى يكون لهم عامل مصداقية لدى الشعب بدلا من السخرية على تصريحاتهم على وسائل التواصل الاجتماعى.