الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

رائحة الفوضى

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بدأ شهر يناير، ومعه يبدأ موسم الفوضى، وفوضى هذا العام.. تختلف عن نظيراتها فى الأعوام السبعة السابقة، لأسباب كثيرة، كما أن إرهاصاتها ترتبط بظهور شخصيات بعينها على الشاشات، وشائعات منتقاة تتداولها مواقع التواصل الاجتماعي، وتحريض للشعب على النظام، ثم إعادة مشاهد محددة من فوضى الأعوام السابقة للعزف على مشاعر البسطاء، ثم محاولة زرع الفتنة بين الشعب والجيش والشرطة، أما القضاء فالمحاولات مستمرة ليفقد الشعب ثقته فيه، كما أن هناك آليات خاصة للوقيعة بين مصر ودول بعينها؛ حيث يرى الفوضويون ضرورة عزل مصر عن شقيقاتها لأن فى اتحادهم واتفاقهم تهديداً لمخططهم، هذه الآليات تحددها جماعات أو أجهزة أو دول، لأنها أكبر من إمكانيات الأفراد.
موسم فوضى يناير يرتبط بظهور ممدوح حمزة وعلاء الأسوانى ومحمد البرادعى ووائل غنيم وعبدالمنعم أبوالفتوح وغيرهم، بالإضافة إلى تجار المنظمات الحقوقية ومرتادى أوكار وسط البلد، ومن صنعت أحداث يناير ٢٠١١ نجوميتهم الزائفة، ومن استفادوا من صناعة المولوتوف ومن احترفوا إلقاءه على مؤسسات الدولة لتخريبها، ومن انتقلوا من الحياة فى المناطق الشعبية إلى (الكمبوند) بعد استخدامهم فى الفوضى، ومن تحول من حرفة البلطجة إلى ثائر وأعتقد أنها وظيفة أو إحدى مغانم ما رأوه ثورة ورأيناه نحن فوضى، وفجأة وجد نفسه خالى شغل.
موسم الفوضى هذا العام يأتى مختلفًا؛ لأنه يتزامن مع الاستعداد للانتخابات الرئاسية، كما أن الخريطة السياسية والتوازنات والتحالفات التى فرضتها مصالح الدول تغيرت، ففى فوضى ٢٠١١، كانت أمريكا تتصدر المشهد بمخطط يهدف إلى تقسيم مصر، وكانت محفظة نقودها للصرف على المخطط هى قطر، وأداتها هى قناة «الجزيرة»، وضالتها وجدتها فى جماعة الإخوان الطامحة والطامعة فى الحكم، مع أصحاب منظمات حقوقية تم تدريبهم والإنفاق عليهم، بالإضافة إلى تركيا وإسرائيل. وهذا العام.. تظل أمريكا وتركيا وإسرائيل وقطر على نفس الجبهة المناهضة لمصر، فالأولى أنت هدفها حتى لو أعجب ترامب برباط حذاء السيسي، خاصة بعد موقف مصر من قرار القدس، والثانية ضاع حلم رئيسها فى الخلافة فأصبحت أشد شراسة ضدك، والثالثة هى العدو التقليدى الذى يتحين لحظة الضعف للسطو على سيناء، والرابعة ستظل أداة فى يد من ترى فى قوته حماية لها بعد أن أصبحت غريبة وسط شقيقاتها، أضف إلى الأربعة المستمرين فى التربص بك.. السودان، التى تقاضت ثمن تحريضها على مصر من خلال رفع أمريكا الحظر عنها، وتأجيرها لجزء مهم من أراضيها لتركيا، وفتحها لقنوات اتصال مع إسرائيل من خلال تطبيع لم يخجل وزراء فى الحكومة من الدعوة إليه، أما إثيوبيا فجعلت من نفسها عدوًا بتحريض من الذين مولوا سدها لتعطيشنا، ثم تأتى جماعة الإخوان التى تضع آمالًا كبيرة كل عام على ذكرى فوضى يناير، فربما تنجح فى تحريض الشعب ضد النظام من خلال نوافذها الإعلامية التى تضاعفت فى الفترة الأخيرة.
رائحة الفوضى بدأت تفوح، وتجلت فى تسريبات أجزم أن الطرف الأول فيها لا يمت إلى أي من أجهزة الدولة، كما أجزم أن بعضًا من الذين تم استدراجهم هم من مشتهى النجومية الذين أساءوا إلى الإعلام المصري، مثلما أساء لمصر من وضعهم يرتجلون بسطحية أمام الكاميرا. شائعات أخرى سوف تنتشر فى الأيام المقبلة، وتحريض يعقبه تحريض سوف يطلقه من يحترفون صناعة الكذب، وسوف يصدقهم الضعفاء، أو الذين لم يتفهموا أن استقرار مصر يوجع أعداءها.
لسنا فى مجتمع ملائكي، فهناك أخطاء علينا أن نلح فى تصحيحها، ومن ينكر ذلك فاقد للبصر والبصيرة، وفاقد لعقله من يضعف أمام شائعات موسم الفوضى التى تسعى للنيل من مصر.