الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

أطماع "الحرس الثوري الإيراني"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
علينا التوقف أمام التصريحات المتوالية لقيادات الحرس الثورى الإيرانى والذين يؤكدون بأنهم يسيطرون على القرار داخل (٤) عواصم عربية، ليس فقط التوقف أمامها بل والنظر إليها على أنها تهديد لعواصم عربية أخرى، فالحرس الذى يُوصف بأنه (حرس الإمام) لديه مهام كبرى لتنفيذ أطماع الإمام فى تشكيل إمبراطورية كبرى على حساب عدد من الدول العربية، لذلك فهو يُمثل مركزًا للقوى داخل إيران نتيجة كثرة عدده والذى يتجاوز ٣٥٠ ألف عضو، ولديه مصادر تمويل مُنفصلة عن التمويل الحكومى ومنها سيطرته على مشروعات كبرى داخل إيران يعمل بها أكثر من ٦٠٠ ألف عامل، وقد نال الحرس الثورى الإيرانى أهمية خاصة داخل إيران والدليل على ذلك أنه صدر قرار من المُرشد الأعلى الإيرانى بأنه لا يوجد مشروع اقتصادى رأسماله يتعدى الـ(١٠) ملايين دولار دون أن يُشارك فيه الحرس الثورى بنسبة معينة ليس هذا فقط بل إنه يكون هو مُنفذُه.
لهذه الأسباب أصبح الحرس الثورى الإيرانى يسيطر على أكثر من ثلث الاقتصاد الإيرانى، إضافة إلى سيطرته على جهاز المخابرات الإيرانى ولكونه أنشأ ميليشيات مُسلحة تابعة له لخدمة أهدافه ومصالحه فى العواصم الأربع العربية، سيطر أيضًا على صناعة السلاح وتصديره وسيطر على الثروة ووكالات الأنباء والصحف ووسائل الإعلام وأصبح ثالث أغنى مؤسسة فى إيران وثانى أكبر المُشغلين بعد الحكومة الإيرانية. 
وحينما منعت الدول الغربية إيران من استيراد السلاح قام الحرس الثورى بتصنيع سلاح محلى ولهذا السبب أصبحت ثروة الحرس ضخمة جدًا خلال فترات ليست طويلة، وهو ما جعل هناك شكوك وهواجس لدى عدد كبير من المستثمرين الأجانب وهربت الاستثمارات من إيران، ليتم إفساح الطريق لشركات تابعة للحرس الثورى للسيطرة على الاقتصاد وجميع المجالات الاقتصادية والاستثمارية، وبطبيعة الحال تمت السيطرة بالكامل على قطاع النفط والغاز عن طريق شركة خاتم الأنبياء أحد الأذرع الاقتصادية للحرس الثورى. 
يلقى قيادات وأعضاء الحرس الثورى الإيرانى دعمًا خاصًا واهتمامًا بالغًا من المُرشد الأعلى للثورة الإيرانية لدرجة أنه يقول عنهم: حفظهم الله والخدمة التى يقدمونها هى خدمة للإسلام.. لذلك أنشأ أذرعًا كثيرة تابعة للحرس الثورى فى عدد من الدول العربية التى يتدخلون فى شئونها ومنها (حزب الله _ لبنان) و (الحشد الشعبي _ العراق) و (الحوثيين _ اليمن) (الشيعة _ سوريا)، وفى كل دولة تم تشكيل عدد من التنظيمات المسلحة الأخرى والتى تعتبر خلايا عنقودية ممتدة داخل الدول ومنها (كتائب النجباء) و (كتائب أنصار الله) و(كتائب بدر) و(كتائب المجاهدين) و(كتائب الأنصار) و(كتائب الجهاد) و(كتائب لواء الإسلام) وجميعها ممولة ومُسلحة من عناصر تابعة للحرس الثورى الإيرانى. 
وللحرس الثورى الإيرانى وسائل إرهابية وطرق لممارسة العنف والتطرف منها: تنفيذ اغتيالات للمعارضين لهم وتسليح العناصر التابعة لهم وإمدادهم بالأموال اللازمة لتنفيذ مخططاتهم ودعم العناصر التى تعمل بالسياسة بكل ما أوتوا من قوة حتى يصلوا إلى مناصب سياسية عليا نافذة تكون قادرة على الصعود لقيادة الدول والسيطرة عليها سيطرة كاملة. 
قامت الولايات المتحدة الأمريكية بإدراج الحرس الثورى الإيرانى على قوائم الإرهاب الدولى وعدد من قياداته، لكن على ما يبدو فإن هناك علاقات سرية بين إيران والأمريكان تدور لخدمة ما أطلقوا عليه بـ (مخطط الربيع العربي) لتنفيذ مخطط الشرق الأوسط الكبير، وبطبيعة الحال فإن (إيران) وحرسها الثورى لعبا دورًا كبيرًا فى المساهمة فى ذلك على أرض الواقع، على اعتبار أن المخطط يهدف لتفتيت الدول إلى دويلات صغيرة أو كما أطلقوا عليها (كانتونات) لتتم عملية التفتيت عن طريق نشر الفوضى باستخدام الميليشيات الدينية المسلحة وإثارة النعرات الطائفية والعرقية، وهذا من المستحيل تحقيقه إلا باستخدام جماعة الإخوان التى ستساعد السُنة وإيران التى ستستخدم المذهب الشيعى لتحقيق ذلك.. وسيدفع الشعب العربي المسلم الثمن.. حمى الله بلداننا العربية من مخطط شيطانى وجماعة إخوانية خائنة وحرس ثورى إيرانى إرهابى.