الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

«الجارديان».. صحيفة التنظيمات الإرهابية..تحذيرات دولية من مخاطر «فلول» الـ«دواعش»

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
وجهت الباحثة إيفا بارتليت الباحثة بمركز «جلوبال للأبحاث» الكندي، انتقادات حادة لصحيفة الجارديان البريطانية فى نشرها العديد من التقارير الصحفية التى هدفها – تبييض الإرهاب فى سوريا – على حد تعبيرها، وذلك فى مقال تحليلى بعنوان «كيف تبيض وسائل الإعلام الغربية سمعة تنظيم «القاعدة»؟، مشيرة إلى أن الصحيفة توظف الحقائق بهدف الترويج للحرب، واستخدامها فى غير موضعها، متهمة الصحيفة بمحاولة تبييض سمعة جماعة «الخوذ البيضاء» وتنظيم القاعدة، وفرعها جبهة النصرة، وهو المقال الذى ترجمته بوابة الحركات الإسلامية.

وسردت الكاتبة قصتها مع رجال الإنقاذ فى المناطق التى تشهد حروبا ضد المدنيين، منها ما حدث معها فى غزة بين عامى ٢٠٠٨، ٢٠٠٩، حين تطوعت مع أطباء فلسطينيين وظلت لمدة ٢٢ يوما تحت القصف الإسرائيلى على القطاع، استخدمت فيها الطائرات الحربية والأباتشي، وكان القصف قادما من الجو والبر والبحر، مما أدى إلى خسائر فى الأرواح حيث قتل أكثر من ١٤٠٠ فلسطيني، وشوه آلافا آخرين، معظمهم من المدنيين، وباستخدام المعدات المتناوبة، كما فعل عمال الإنقاذ الفعليون فى سوريا، عمل أطباء فلسطينيون بلا كلل ليلا ونهارا لإنقاذ المدنيين. لم تكن هناك مناسبة واحدة قام فيها الأطباء بإنقاذ أى روح من المدنيين حتى يهتفون بـ«الله أكبر»، بينما كان الصمت هو سيد الموقف عندما يغيب الموت، المصابون كانوا مشغولين جدا لإنقاذ أو إخلاء المناطق قبل ضربة إسرائيلية أخرى، وعادة ما حافظوا على صمتهم المطبق وهم يعملون، والتواصل فقط للضروريات، وكانت المناسبة الوحيدة التى سمع فيها صراخ مع الأطباء، هى صراخ المدنيين الذين يأتون لمخيمات الأطباء، كان الأطباء الذين عرفتهم فى غزة أبطالا حقيقيين. مرتدين الخوذ البيضاء ليكونوا أشبه برجال الإنقاذ.
حقيقة الخوذ البيضاء.
وتستكمل الكاتبة قائلة: «فى أكتوبر ٢٠١٧، بعث صحفى يدعى أوليفيا سولون رسالة لها من موقع سان فرانسيسكو، عبر البريد الإلكترونى لها ولباحثة أخرى هى فينسيا بيلى أسئلة متطابقة تقريبا، مليئة بالافتراضات الضمنية ليكتب «قصة» لصحيفة الجارديان حول «أصحاب الخوذ البيضاء»، الوصف الذى تكرر فى السنوات الأخيرة، وبالتحديد منذ سبتمبر ٢٠١٤، حين قام الصحفى الكندى المستقل كورى مورنينغستار بالتحقيق فى من هم أصحاب الأيدى الخفية وراء أصحاب «الخوذ البيضاء»، وفى إبريل ٢٠١٥، كشف الصحفى الأمريكى المستقل ريك ستيرلينغ أن جماعة «الخوذ البيضاء» جماعة أسستها القوى الغربية، ويديرها جندى سابق بريطاني، ولاحظوا دور «رجال الإنقاذ» فى الدعوة إلى التدخل الغربى – فى منطقة حظر الطيران فى سوريا، وكان ذلك قبل شهور من بدء وسائل الإعلام الروسية فى الكتابة عن ذوى «الخوذ البيضاء».
شهادات المدنيين
ومنذ ذلك الحين، قامت فينسيا بيلى بعمل بحث ميدانى واسع النطاق لمزيد من التفاصيل، وأجرت تحقيقات ميدانية فى سوريا، بما فى ذلك: أخذ شهادات المدنيين السوريين الذين كان لديهم تجارب – وحشية فى كثير من الأحيان – مع أصحاب الخوذ البيضاء؛ والذين اتضح أنهم هيئة الدفاع المدنى السورى والموجودة منذ عام ١٩٥٣، ولكن فى حقيقة الأمر أن هناك من اقتبس اسمهم «الخوذ البيضاء»، وتعاملوا على أنهم من هيئة الدفاع المدنى السورى وهم ليسوا كذلك، الأمر الذى عبرت عنه المنظمة الدولية للدفاع المدنى فى جنيف، إذ لم تعترف بأصحاب «الخوذ البيضاء»، بوصفهم من الدفاع المدنى السوري؛ وقالت فى تقرير لها إن أعضاء «الخوذ البيضاء» نهبوا المركبات والمعدات من الدفاع المدنى السورى فى حلب، وقاموا بسرقة ممتلكاتهم من المدنيين؛ بل أثبتت أنهم يتقاسمون مبنى فى باب النيرب، شرق حلب مع تنظيم القاعدة، ويتواجدون فى الوقت الذى يعذب فيه تنظيم القاعدة المدنيين.
وقد ظهر بوضوح فى الشهرين الماضيين أعضاء الخوذ البيضاء مع أنصار الإرهابى عبدالله المحيسني، الأمر الذى أظهر أنهم غير محايدين تماما المواطنون السوريون لا يريدون المسلحين المتواجدين على أرضهم.. هذا ما اتضح من استطلاع الرأى الذى قامت به فينسيا بيلى فى مايو ٢٠١٤، بعد أن لاحظت تدفق السوريين على سفارتهم للتصويت فى الانتخابات الرئاسية، وأجرت مقابلات معهم ليؤكدوا أنهم يريدون بشار، وهو ما أكد عليه مواطن سنى سوري.
فى يونيو ٢٠١٤، بعد أسبوع من الانتخابات داخل سوريا، سافرت بيلى بالحافلة العامة إلى حمص - التى كانت تسمى «عاصمة الثورة»- حيث رأت السوريين يحتفلون بنتائج الانتخابات، بعد أسبوع واحد من الحديث، حيث بدأ السوريون فى تنظيف المنازل التى تضررت من تواجد الإرهابيين فى أحيائهم.
أمريكا تدعم الجماعة
وكتب الصحفى الكندى كورى مورنينغستار فى ١٧ سبتمبر ٢٠١٤، فى تحقيق له حول «من هم الداعمون الأساسيون لجماعة «الخوذ البيضاء»، وكشف عن وجود هيئة أمريكية هى الداعمة لأربع منظمات غير حكومية تعمل ضد نظام بشار الأسد، منها جماعة «الخوذ البيضاء»، وصوت سوريا الحر، وهدف هذه الجماعات هو إعطاء الضوء الأخضر للتدخل العسكرى فى سوريا، وهى محمية بشكل جيد تحت شعار الإنسانية، أما الصحفى ريك الإسترلينى فكشف فى ٩ إبريل ٢٠١٥، أن جماعة «الخوذ البيضاء» لا تخدم سوريا، وبدلا من ذلك تم إنشاؤها من قبل بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية عام ٢٠١٣، وتم تدريب المتمردين فى تركيا، ويعد جيمس لى ميسورييه، جنديا بريطانيا سابقا، هو المسئول الأول عن برنامج التدريب.
أما فينسيا بيلى فكشفت فى تحقيقها الميدانى أن جماعة «الخوذ البيضاء» منذ سبتمبر ٢٠١٥، تم عمل دعاية كاذبة حول هذه الجماعة، كما كشفت أن تمويلها لا يقل عن ١٥٠ مليون دولار، أكثر بكثير مما تحتاجه من مجرد إمدادات طبية، وأنه تم تزويد هذه الجماعة بمعدات تصوير ذات التقنية العالية.
مرتزقة
وأشارت إيفا بارتليت إلى أن الجارديان ادعت أن جماعة «الخوذ البيضاء» هم «متطوعون»، وهو تحريف يهدف إلى خلق حالة من التعاطف مع أعضائها، وأن الجارديان لم تجرؤ أن تقول إن أعضاء جماعة «الخوذ البيضاء» يتقاضون راتبًا شهريًا منتظما، وهو فى الواقع أعلى بكثير من متوسط راتب جندى فى الجيش الوطنى السوري، الذى يتقاضى ما بين ٦٠ دولارا إلى ٧٠ دولارا فى الشهر.
تبييض سمعة « الخوذ البيضاء»
قامت الجارديان من خلال الصحفية أوليفيا سولون بعرض فيديو عن موضة «الخوذ البيضاء»، مشيرة إلى أن لقطات الفيديو تم اقتطاعها من سياقها، رغم التناقض بين الواجب المفروض على هذه الجماعة التى تهدف إلى إنقاذ المدنيين تحت قصف القنابل، وعلى الرغم من أن شعار هذه الجماعة هو «إن إنقاذ حياة إنسان تعنى إنقاذ البشرية جمعاء»، ولكن الجماعة فى سوريا شاركت عن طيب خاطر فى إعدام المدنيين.

وبدلًا من أن تكتب صحفية الجارديان عن انتهاكات الجماعة الذين ينتمون إلى الجماعات المسلحة، فيحملون أسلحة ويقفون على جثث المدنيين مرددين هتاف تنظيم القاعدة، وتصفهم بأنهم عناصر «مارقة»، ورغم الأدلة الدامغة التى تدينهم لم تفعل ولم تكتب ولم تشر من قريب أو بعيد إلى هذه الانتهاكات، ولم تكن وسائل الإعلام الروسية هى التى رصدت هذه الانتهاكات بل حسابات المتطرفين على مواقع التواصل الاجتماعية الخاصة بهم ووسائلهم الإعلامية، حيث عرضوا بفخر ولاءهم لتنظيم القاعدة.
ونقلت الصحفية أوليفيا سولون صورا لمعاوية حسن آغا القيادى الإعلامى بجماعة «الخوذ البيضاء»، رغم شهرته فى التورط فى إعدام اثنين من أسرى الحرب فى حلب، كما تم تصويره فى وقت لاحق وسط الجماعة أثناء الاحتفال «بالانتصار» مع جبهة النصرة فى إدلب.

ورقة الأسلحة الكيميائية
لم تتوقف تجاوزات صحيفة الجارديان عند هذا الحد، ففى تناولها لما سمى بقصف الحكومة السورية لشعبها باستخدام الأسلحة الكيميائية فى خان شيخون فى إبريل ٢٠١٧، ادعت الصحيفة تقديمها أدلة ووثائق قيمة تدين نظام بشار، الوثائق التى ادعت حصولها من جماعة «الخوذ البيضاء»، رغم تشكك الفريق الميدانى للمركز من هذه الادعاءات، ولكن وسائل الإعلام البريطانية والأمريكية اعتبرت أن نظام بشار هو المسئول عن الهجوم بالأسلحة الكيماوية.
وفندت الباحثة ادعاءات الجارديان التى نقلت عن قناة الجزيرة القطرية ادعاءات لتؤكد مسئولية الحكومة السورية، مستندة فى تقريرها إلى مخلفات القنبلة وصور الأقمار الصناعية، وصور الضحايا والأشلاء، بدلا من تقديم تقرير الأمم المتحدة فى سبتمبر ٢٠١٧، التقرير المشكوك فى نتائجه لعدم وجود أدلة دامغة، ورغم ذلك قالت الصحيفة: «كل الأدلة المتاحة تقود اللجنة إلى الاستنتاج بأن هناك أسبابا معقولة للاعتقاد بأن القوات السورية أسقطت قنبلة جوية معبئة بغاز السارين السام فى خان شيخون»، وأشارت المقالة نفسها إلى أن المحققين لم يكونوا إلى سوريا «واستندوا إلى استنتاجاتهم بشأن صور مخلفات القنبلة وصور الأقمار الصناعية وشهادة الشهود».

وتساءلت الباحثة هل يجب الوثوق بشهادات شهود العيان فى المنطقة التى يسيطر عليها تنظيم القاعدة؟!!، أو الوثوق فى شهادة مصطفى الحاج يوسف زعيم «الخوذ البيضاء» فى خان شيخون، والذى أظهر ولاء لتنظيم القاعدة. الأمر الذى أكدته فينسيا بيلى فى تحقيقها الميداني، مشيرة إلى أن يوسف دعا لقصف المدنيين، وإعدام أى شخص لا يصوم خلال شهر رمضان، مطالبًا بنهب ممتلكات المدنيين، كما أعلن عن تأييده الكامل لجبهة النصرة، وهى جماعة إرهابية معترف بها دوليا، وهو بعيد عن كونه محايدا أو إنسانيا.

بينما أكد ثيودور بوستول، مستشار سياسة الأمن القومى فى معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا والعلوم، قائلًا: «الوثيقة دون أدنى شك لا تقدم أى دليل على الإطلاق أن الحكومة الأمريكية لديها معرفة ملموسة بأن الحكومة السورية كانت مصدر الهجوم الكيميائى فى خان شيخون، الذى وقع حوالى ٦ إلى ٧ صباحا فى ٤ إبريل ٢٠١٧»، وأضاف بوستول فى تقريره أن الهجوم نفذه أفراد على الأرض وليس من طائرة صباح ٤ إبريل»، ويلاحظ أن «التقرير لا يتضمن على الإطلاق أى دليل على أن هذا الهجوم كان نتيجة لذخيرة تم إسقاطها من الطائرات.»

خلاصة الأمر أصرت صحيفة الجارديان البريطانية استنادًا إلى تقرير قناة الجزيرة على تبييض سمعة كل من جبهة النصرة التابع لتنظيم القاعدة فى سوريا، وجماعة «الخوذ البيضاء» المؤيدة لها، فى وسائل الإعلام الغربية، لتأليب الرأى العام العالمى ضد نظام بشار الأسد، مستغلة استخدام غاز سارين ضد المدنيين فى خان شيخون، لتدين بها النظام السورى رغم عدم وجود تقارير رسمية من الهيئات الدولية بما فيها «الأمم المتحدة» تؤكد تورط نظام بشار الأسد.

تحذيرات دولية من مخاطر «فلول» الـ«دواعش»
تجددت التحذيرات الدولية من مخاطر فلول تنظيم «داعش» الإرهابى فى العراق، وهو ما حذر منه مؤخرا وزير الدفاع البريطاني، جافن ويليامسون.
وقال ويليامسون، خلال مؤتمر صحفى عقده فى بغداد، إن الحرب ضد تنظيم داعش تدخل مرحلة جديدة، وأعرب عن التزام حكومته بمواصلة العمل مع الائتلاف الدولى بقيادة الولايات المتحدة لمطاردة مقاتلى التنظيم المتطرف فى سوريا وخارجها.

وأضاف وليامسون أن حكومته مصممة على كسب الحرب على الإنترنت ومنع دعاية التنظيم الإرهابى من تجنيد المزيد من المقاتلين المتطرفين، أو التسبب فى مزيد من الاعتداءات ضد الأبرياء.
يذكر أن التحالف الدولى لمحاربة تنظيم داعش، بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، أكد أنه لم يتبق فى العراق وسوريا سوى أقل من ١٠٠٠ من مقاتلى التنظيم، أى ثلث العدد التقديرى لهم قبل ثلاثة أسابيع فحسب.

وكان قد أعلِن النصر على التنظيم فى الأسابيع الأخيرة، وأنه تم إخراج مقاتليه من كافة المدن والقرى السورية والعراقية، بعد أن قادت الولايات المتحدة تحالفا دوليا وجّه ضربات جوية للتنظيم منذ عام ٢٠١٤، عندما اجتاح مقاتلوه نحو ثلث مساحة العراق، وقامت القوات الأمريكية بدور المستشار على الأرض مع قوات الحكومة العراقية ومع فصائل كردية وعربية فى سوريا.

وقال بيان للتحالف: «بسبب التزام التحالف والكفاءة التى أثبتها شركاؤنا فى العراق وسوريا يقدر أن هناك ما يقل عن ١٠٠٠ إرهابى من تنظيم داعش فى منطقة عملياتنا المشتركة، تجرى مطاردتهم فى المناطق الصحراوية فى شرق سوريا وغرب العراق، ولا يشمل هذا الرقم مناطق فى غرب سوريا تحت سيطرة قوات نظام الأسد وحلفائه.
وقال التحالف إن أغلب مقاتلى التنظيم إما سقطوا قتلى أو وقعوا فى الأسر خلال السنوات الثلاث الأخيرة، مضيفا أنه يعمل من أجل الحيلولة دون هروب المقاتلين إلى دول أخرى.

وأكدت روسيا، الحليف الرئيسى للرئيس السورى بشار الأسد، أن المعركة الرئيسية مع التنظيم فى سوريا انتهت، حيث قال وزير خارجيتها سيرجى لافروف، إن المهمة الرئيسية فى سوريا الآن أصبحت القضاء على جبهة النصرة.

التحالف الدولي أعلِن النصر على التنظيم فى الأسابيع الأخيرة، وأنه تم إخراج مقاتليه من كافة المدن والقرى السورية والعراقية، بعد أن قادت الولايات المتحدة تحالفا دوليا وجّه ضربات جوية للتنظيم منذ عام ٢٠١٤